غوانتانامو: الادعاء الأميركي يقدم تسجيلا لسجين كندي يتعلم تصنيع القنابل

عمر خضر متهم بقتل جندي أميركي بقنبلة يدوية والتآمر مع «القاعدة»

عمر خضر («الشرق الأوسط»)
TT

عرض الادعاء في المحكمة الأميركية لجرائم الحرب في غوانتانامو للمرة الثانية تسجيل فيديو للسجين الكندي عمر خضر، وهو صبي يتعلم كيف يزرع القنابل في الطرق في أفغانستان. وجاء في الترجمة المكتوبة أسفل الصورة في الشريط على لسان المدرب الذي كان يتحدث بالعربية: «بمشيئة الله، سنحصد عددا كبيرا من الأميركيين». وعثر على الشريط في نفق أسفل المجمع المبني من الطوب اللبن الذي اعتقل فيه خضر في أفغانستان عام 2002 حين كان عمره 15 عاما. وهو الآن عمره 23 عاما وقضى ثلث عمره سجينا في معتقل غوانتانامو الحربي الأميركي. ويريد الدفاع عدم استخدام تسجيل الفيديو في القضية قائلا إن الجيش الأميركي عثر عليه بعد شهر من إلقاء القبض على خضر، مستخدما معلومات حصل عليها خلال استجواب شابته عمليات تعذيب. وهذه هي المرة الثانية التي تشاهد فيها المحكمة تسجيل الفيديو هذا، الذي يريد الادعاء تقديمه كدليل خلال محاكمة خضر، التي تجرى في يوليو (تموز) بتهمة قتل جندي أميركي بقنبلة يدوية خلال معركة في أفغانستان والتآمر مع «القاعدة» واستهداف قوات أميركية بقنابل مزروعة في الطرق. وعرض الفيديو للمرة الأولى قبل تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئاسة في يناير (كانون الثاني) عام 2009، وقبل أن يجمد عمل المحاكم العسكرية في غوانتانامو قائلا إن محاكماتها غير عادلة. واستأنفت المحاكم عملها بعد فرض قيود على استنادها إلى أقاويل غير ذات مصداقية وأدلة حصل عليها الادعاء قسرا. وولد خضر في تورونتو ويزعم أن والده أرسله ليتعلم صنع القنابل من مقاتلي «القاعدة». وستكون هذه هي أول مرة يحاكم فيها عسكريا في أميركا شخص عن تهم ارتكبها وهو قاصر. وإلى جانب قضية استناد الادعاء إلى دليل انتزع قسرا، أثار محامو الدفاع قضية إحضار الحراس لخضر من معسكر الاحتجاز إلى مقر المحكمة عند قمة تل وهو يرتدي نظارة حاجبة للرؤية وسدادات للأذنين، قائلين إن النظارة تفاقم من جروح شظايا مدفونة أسفل العينين منذ المعركة التي اعتقل فيها. وخسر خضر عينه اليسرى كما أصيب بجروح من طلقات رصاص في الصدر والكتف. ونقل محام عسكري التقى بخضر أول من أمس عنه قوله: «ألبسوني النظارة لإذلالي فقط». ولم يحضر خضر الجلسة الصباحية وجلس في الجلسة المسائية وهو يغطي عينيه طوال الوقت ويمسحهما بمنديل ورقي ويبكي في أحيان. وقال محامو الدفاع إنه: «كان في شدة الألم»، مما حال دون قدرته على مساعدة الدفاع. وقال متحدث عسكري إن النظارة وسدادات الأذن هي إجراءات حماية تقليدية لمنع المحتجزين من معرفة الطرق أو مهاجمة الحراس أو الاستماع إلى حوارات طوال فترة الانتقال إلى مقر المحكمة ومدتها 20 دقيقة. وصرح بأن الأطباء سيفحصون خضر. وقال روبرت فولر، ضابط مكتب التحقيقات الاتحادي الذي استجوب خضر سبع مرات في أفغانستان، إنه أقر بأن والده أحمد سعيد خضر كان يجمع الأموال من أثرياء كندا ويحولها إلى جمعية خيرية تصرف على مدارس ودور أيتام وبيوت ضيافة تابعة لـ«القاعدة» ومعسكرات تدريب لها في أفغانستان.