وزير الخارجية الكويتي في واشنطن: لا يمكن حمل صواريخ سكود في حقيبة

حذر من تحركات أحادية الجانب لمعالجة الملف الإيراني.. وطالب العراق بالوفاء بالتزاماته

الشيخ محمد الصباح (إ.ب.أ)
TT

اعتبر وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح أن التقارير حول تزويد سورية حزب الله بصواريخ «سكود» تكتيك إسرائيلي لإبعاد الأنظار الدولية عن التصرفات الإسرائيلية في القدس الشرقية. وصرح وزير الخارجية الكويتي في ندوة في واشنطن مساء أول من أمس بأن المنطقة تشهد «توترا متصاعدا بسبب التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان وسورية». وأضاف أن ذلك تصرف معتمد من إسرائيل للتغطية على تصرفاتها في الأراضي الفلسطينية. وردا على سؤال حول تقارير بأن سورية زودت حزب الله بصواريخ سكود، قال: «لا يمكن وضع صواريخ سكود في حقيبة ونقلها عبر الحدود، إنه نظام كبير جدا يمكن رؤيته». وأضاف: «الادعاءات الإسرائيلية تحاول أن تبعد انتباه العالم عن ما يقومون به في القدس الشرقية»، بما في ذلك «سرق الأراضي وتحطيم التاريخ والثقافة».

وبدأ الشيخ محمد الصباح زيارة رسمية إلى واشنطن أول من أمس التقى خلالها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وعددا من المسؤولين الأميركيين. وكان موضوع السلام، بالإضافة إلى الملف الإيراني ووضع المعتقلين الكويتيين في سجن غوانتانامو، على لائحة القضايا التي بحثها الشيخ محمد في واشنطن. ويتوجه الشيخ محمد من واشنطن إلى نيويورك حيث يشارك في مؤتمر مراجعة نظام منع انتشار الأسلحة النووية.

وقال وزير الخارجية الكويتي في ندوة نظمها «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن إن التوقعات حول تحقيق السلام في المنطقة «تحطمت» بسبب التصرفات الإسرائيلية. وأوضح أنه بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما وإعلانه الالتزام بجهود السلام «توقعنا أن السلام بات قريبا فقط لتتحطم أحلامنا عندما اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسارا اخر». وأضاف أنه بعد أن حدد وزراء الخارجية العرب موقفا يدعم بدء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مفاوضات مع الإسرائيليين، أعلنت إسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية في القدس «وكان هذا كان ردها على قرارنا». وعلى الرغم من «تحطم التوقعات مجددا» وعدم الشعور بالتفاؤل في المنطقة، أكد الشيخ محمد الصباح الالتزام بمبادرة السلام العربية ودعم جهود أوباما.

وخصص الشيخ محمد الصباح خطابه في الندوة للحديث عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي، وقسم التحديات التي تواجهه إلى تهديدات قصيرة الأمد وهي التحديات السياسية والأمنية، بينما التحدي الاقتصادي على الأمد المتوسط والتحدي الديمغرافي على الأمد البعيد. وفي ما يخص التهديدات الملموسة والقريبة، قال إن عدم الاستقرار والأوضاع في فلسطين والعراق وأفغانستان واليمن وإيران كلها تشكل «مخاطر واضحة» لمجلس التعاون، بالإضافة إلى المخاطر من «التحريض السياسي» من دول أخرى من دون تحديدها.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول سعي العراق إلى الخروج من قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع وهو الأمر الذي تدعمه واشنطن، تحدث الشيخ محمد عن ضرورة «أن يحقق العراق التزاماته الدولية». وأضاف: «عندما يوفي العراق بالتزاماته ستسقط العقوبات عنه تلقائيا.. ونحن مستعدون للعمل مع العراق لتحقيق التزاماته»، ممتنعا عن الخوض في تفاصيل العقوبات القائمة على العراق وطبيعة العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن. ولكنه أشار إلى الفرص الاقتصادية بينهما، مشيرا إلى مشاورات عراقية وبريطانية وتركية وكويتية لجعل جنوب العراق منطقة صناعية قوية. وتابع: إن العراق «بحاجة إلى دعم سياسي وهذا ما يحاول مجلس دول التعاون تقديمه».

وأما بالنسبة إلى التحديات الاقتصادية، فقال وزير الخارجية الكويتي: «أهم تحد هو الاعتماد الزائد على مصدر واحد من الدخل.. لا يمكن مواصلة الاعتماد الكلي على النفط كمصدر الطاقة الوحيدة»، موضحا أن تنوع مصادر الطاقة والثروة بات ضروريا. وتحدث عن خطط الكويت لتوليد الطاقة النووية، مؤكدا التوقيع على كل الاتفاقيات الدولية لتأمين ذلك البرنامج المدني. أما التحدي الاستراتيجي البعيد الأمد، فقال وزير الخارجية الكويتي إنه «ديمغرافية دول مجلس التعاون الخليجي». وعدد نسب العمالة الأجنبية في دول الخليج، مشيرا إلى أن 83 في المائة في الكويت هي من العمالة الأجنبية. واعتبر أن هذه الأعداد «تنذر بالتأثير على نسيج سكان مجلس التعاون الخليجي»، بالإضافة إلى فرص العمل فيه. وطالب وزير الخارجية بالانتباه إلى هذا التحدي واتخاذ خطوات لتشجيع التوظيف المحلي، مشيرا إلى قانون العمالة الجديد الذي أصدرته الكويت يشجع تطوير القطاع الخاص بدلا من الاعتماد على القطاع العام لتوفير فرص العمل للمواطنين.