وصول النفط المتسرب إلى 4 ولايات أميركية ومخاوف من «كارثة وطنية»

نشر الآلاف من عناصر الاحتياط في لويزيانا.. ومنع أي تنقيب جديد

TT

كثفت الولايات المتحدة جهودها لتفادي كارثة بيئية مع وصول بقعة نفط ضخمة تسربت من جراء انفجار وقع في حفار بحري إلى سواحل أربع ولايات مطلة على خليج المكسيك. وتعمل السلطات الأميركية جاهدة لاحتواء البقعة المتسربة من بئر في عمق البحر قبالة لويزيانا، بعد وصولها إلى سواحل هذه الولاية منذرة بواحدة من أسوأ البقع السوداء في التاريخ.

ويتسرب 800 ألف لتر من النفط من المنصة يوميا، أي خمسة أضعاف الكمية المقدرة سابقا، بحسب خفر السواحل. ويبدو أن هذه الكارثة ستتجاوز حجم تلك التي أحدثتها ناقلة النفط إكسون فالديز التي كانت الأسوأ في التاريخ الأميركي في 1989.

وأعلن بيلي نانغيسر المسؤول في منطقة بليكماينز التي رصدت فيها أول آثار النفط أن بقعة من النفط تدفعها رياح قوية جنوبية شرقية بلغت البر بالقرب من دلتا نهر الميسيسيبي. وتهدد البقعة مئات الكيلومترات من سواحل جنوب الولايات المتحدة في لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد أول من أمس باستخدام «جميع الموارد المتوفرة»، بما فيها العسكرية، لمكافحة البقعة النفطية التي يبدو أنها ستتحول بحسب المدافعين عن البيئة إلى كارثة ضخمة. وقد أعلن مستشار الرئيس الأميركي ديفيد إكسلرود أمس أن الإدارة الأميركية لن تسمح بعمليات حفر نفطية في البحر من جديد قبل معرفة أسباب انفجار المنصة التي أحدثت بقعة النفط.

وأعلن الرئيس أوباما أن شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) النفطية العملاقة التي تتخذ من لندن مقرا لها هي المسؤولة في النهاية عن تحمل تكاليف عملية التطهير مما أثر على سعر أسهم الشركة والشركات الأخرى المشاركة في المشروع. لكن أمام عجز شركة «بريتش بتروليوم» عن وقف التسرب، سعت الحكومة الأميركية لتجنب كارثة مثل تلك التي سببها الإعصار كاترينا في المنطقة نفسها في 2005. وقال أوباما «إذا كانت (بريتش بتروليوم) في نهاية الأمر المسؤولة عن تكاليف عمليات التدخل والتنظيف، فإن حكومتنا ستواصل استخدام كل الموارد المتوفرة لدينا حتى تلك لدى وزارة الداخلية إذا دعت الحاجة».

وأعلنت الحكومة الأميركية بقعة النفط التي تهدد مئات الكيلومترات من المناطق الساحلية الحساسة في خليج المكسيك في جنوب الولايات المتحدة «كارثة وطنية». وتشكل سواحل لويزيانا موطنا للحيوانات، لا سيما الطيور المائية، بينما تخشى الولايات الأخرى في المنطقة، أي فلوريدا وألاباما وميسيسيبي، أن تصل البقعة النفطية إلى شواطئها وتلوث مزارع السمك الأساسية لاقتصادياتها المحلية.

وأعلن مستشار للرئيس أوباما أمس أن الإدارة الأميركية لن تسمح بعمليات تنقيب جديدة في البحر طالما لم تتضح أسباب انفجار المنصة النفطية. وكانت المنصة «ديب ووتر هورايزون» التي تستغلها شركة «بي بي» البريطانية قد غرقت بعد انفجار وحريق قبل يومين. وكانت تحتوي على 6.2 مليون لتر من النفط وتستخرج قرابة الـ27.1 مليون لتر في اليوم. واعتبر 11 شخصا في عداد المفقودين.

وقال برنت روي الذي يؤجر قوارب صيد في فينيس في لويزيانا إن بقعة النفط «أسوأ احتمال ممكن لصيادي القريدس ومربي المحار والسلاطعين، وللصيادين عموما».

وفي الوقت الذي أعلن فيه حاكم لويزيانا بوبي جيندال حالة الطوارئ، بدأت أجهزة الإغاثة سباقا مع الوقت للاستعداد لوصول بقع النفط إلى السواحل. وقد طلب نشر ستة آلاف من عناصر الاحتياط في الحرس الوطني.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركي جانيت نابوليتانو إن التسرب النفطي أعلن «كارثة وطنية»، مما سيسمح باستخدام معدات وموارد لتنظيف التسرب من مختلف أرجاء الولايات المتحدة. وتقع المنطقة الأكثر تعرضا للخطر حاليا في الطرف الجنوبي الشرقي للدلتا، حيث تتداخل مياه البحر والمستنقعات. وشددت نابوليتانو على أن شركة «بريتش بتروليوم» التي كانت تستثمر المنصة الغارقة هي الطرف «المسؤول» عن الكارثة النفطية في خليج المكسيك وطالبتها «بأقوى رد فعل ممكن».