مقتل أكثر من 100من المتمردين في معارك مع الجيش التشادي على حدود السودان

المستشار الإعلامي للرئيس التشادي لـ «الشرق الأوسط»: لا علاقة للخرطوم بالمعارك

نازحون سودانيون يجمعون المياه في معسكر الجبل بالقرب من تشاد (رويترز)
TT

لقي 21 شخصا مصرعهم وجرح 19 آخرون في محلية «أم دخن» على الحدود السودانية - التشادية، نتيجة معارك دامية بين قوات الحكومة التشادية ومعارضيها. واستنكر مجلس شورى قبيلة «السلامات» السودانية، في بيان الهجوم، الذي وقع على أراضيها في وقت نفت أنجمينا أن يكون للسودان دور في الهجوم الذي وقع خلال اليومين الماضيين، في إشارة إلى تحسن العلاقات بين البلدين منذ فبراير (شباط) الماضي، على عكس ما كان يعلن في وقت سابق من اتهامات بعد كل معركة تدور بين الحكومة التشادية ومعارضيها في شرق البلاد.

وقال المستشار الإعلامي والثقافي للرئيس التشادي عمر يحيى لـ«الشرق الأوسط»، إن الهجوم الذي قامت به قوات التمرد وقتل فيه أكثر من مائة من عناصرها في شرق تشاد لا علاقة للحكومة السودانية به. وأضاف أن العلاقة بين بلاده وجارتها السودان تسير بشكل طيب، مشيرا إلى أن الرئيس التشادي إدريس ديبي أرسل برقية تهنئة إلى نظيره السوداني عمر البشير بمناسبة فوزه في الانتخابات التي جرت مؤخرا في السودان، وقال إن حكومة بلاده تنتظر تأكيد الخرطوم لمواعيد المفاوضات بين حكومته ومعارضيها في الخامس عشر من مايو (أيار) الحالي.

واعتبر يحيى المجموعة التي شنت الهجوم على قرى في شرق تشاد موجودة في مواقع صغيرة داخل البلاد، وأن الجيش الحكومي قادر على سحقها، لكنه عاد وقال إن الباب مفتوح لكافة المتمردين بالدخول في مفاوضات، مشيرا إلى أن بعض قيادات التمرد قدموا شروطا تعجيزية وأحيانا شخصية طلبا للوظائف، وتابع «على كلٍ فإن الحكومة مستعدة للدخول في اتفاق سلام اليوم قبل الغد لاستقرار وتنمية البلاد وننتظر الخرطوم لدعوة الأطراف لبدء التفاوض».

من جانبه أعلن مسؤول في حركة تمرد تشادية، أن معارك دامية دارت الأيام الماضية، بين الجيش التشادي والمتمردين في شرق تشاد على الحدود مع إقليم دارفور غرب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى. وقال رئيس الجبهة الشعبية للنهضة الوطنية أدوم يعقوب في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن «معارك برية جرت هذا الصباح في تيسي. الوضع هادئ في الوقت الحالي، ونحن نتوقع أن يُهاجموا بالطيران. أعتقد أن التوتر سيستمر لبعض الوقت». وأضاف «هناك خسائر بشرية في الجانبين». والجبهة الشعبية للنهضة الوطنية هي حركة التمرد الوحيدة الموجودة حاليا في تشاد، حيث تتمركز باقي حركات التمرد الرئيسية في السودان.

ومنذ بداية أبريل (نيسان)، التقى وفد من الحكومة التشادية برئاسة الوسيط عبد الرحمن موسى، ممثلين عن التمرد في الخرطوم، لبدء أول مفاوضات منذ 2007 بين الجانبين. ومن المقرر أن يعقد لقاء آخر في النصف الأول من مايو الحالي، وقال يعقوب «لم نشارك في هذه المفاوضات»، مؤكدا أن حركته متمركزة في تشاد وليس في السودان.

وتأتي المحادثات الأولية بين المتمردين التشاديين المتمركزين في الخرطوم والحكومة التشادية، بعد تحسن العلاقات بين الخرطوم وأنجمينا. وأُعيد الأسبوع الماضي فتح الحدود البرية بين تشاد والسودان، التي ظلت مغلقة منذ 2003؛ مما أتاح الحركة بين مدن أدريه في شرق تشاد والجنينة في غرب دارفور.