أيها الكتاب هل تكرهون الرياضة حقا؟

محمود تراوري

TT

تحت هذا العنوان قدمت زهرة مروة في جريدة «السفير» اللبنانية واحدا من أمتع التحقيقات الصحافية، وهي تسائل تلك النظرة التقليدية التي تقول إن الشعراء والأدباء بعيدون كل البعد عن الرياضة، وإن الاهتمام بالرياضة يكاد يكون، بين أهل الفن وقفا على الممثلين، نظرا لما تتطلبه أدوارهم المسرحية والسينمائية من لياقة بدنية. ثم تستشهد بأنه في فرنسا مثلا، وبمناسبة الألعاب الأولمبية عام 1924، ظهر كثير من النصوص عن الرياضة وضعها كتاب كبار مثل مونتيرلان وجيرودو. وهناك أيضا جائزة أولمبية للفنون. وعام 1931 أسس جيرودو جمعية الكتاب الرياضيين.

في التحقيق الماتع توصلت مروة إلى أنه من البديهي أن الممثلين أظهروا اهتماما كبيرا بالرياضة ولكن هناك أيضا كتابا مولعين بالرياضة ويعتقدون أن الكتابة تؤمن لهم توازنا نفسيا والرياضة لياقة بدنية.

فالشاعرة اللبنانية لوركا سبيتي تخالف الشعراء الذين لا يبالون بمظهرهم الخارجي وهي تمارس الرياضة وتعلمها لتلاميذ المدارس. ومن الرياضات التي تقوم بها وتعلمها: كل الألعاب التي تتعلق بالكرة مثل الباسكيت والفولي، وكذلك الألعاب الفردية كألعاب القوى والركض السريع وركض المسافات الطويلة. أما الشاعر زاهي وهبي فيمارس رياضة المشي كل صباح في البيت على ماكينة المشي من ساعة إلى ساعة ونصف يوميا. ويقول إنه كان يتمنى لو تسمح له ظروفه بمزاولة رياضته على الكورنيش قبالة البحر، لكنه يستعيض عن البحر بشاشة التلفزيون.

الروائي علي سرور بدوره اعتبر الرياضة سلوكا يوميا له، ويمارس منها أنواعا، تبدأ من العمل صباحا ومساء في حديقته لمدة تزيد على الساعتين يوميا، في أعمال الزراعة على تعدد وجوهها، إضافة إلى تسلق الجبال بين الحين والآخر، مرورا بالمشي طويلا في الغابات والحقول، وصولا إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية ومنها: اليوغا والتأمل وبعض التمارين الأسوجية. يقول سرور: «الجسم فطر على الحركة وهيئ لها، فضلا عن أنه يتشارك مع الطبيعة في تعاقب حالاتها، وتتجلى هذه المشاركة بطرق متعددة، ومختلفة، وبالحفاظ على هذا التعاقب نحفظ للجسم دورته السليمة، ونؤمن له توازنا في أعضائه وأجزائه ومفاصله ومكوناته، وفي الأول منها العقل».

أما الروائي والكاتب حسان الزين، فله قصة مع رياضة كرة القدم. يقول إنه مارسها عند طفولته لكنه ما لبث أن أقلع عنها.

بالإضافة إلى مساعدة الرياضة في تعريف الزين على قدراته واكتشافه لذاته، ساعدته في التصالح مع فكرة المنافسة وجعلت علاقته مع الوجود مسالمة، «انتقالي من لاعب هجوم إلى لاعب وسط جعلني ألتجئ إلى التكتيك في حياتي أكثر من الهجوم»، ويضيف: «بفضل الرياضة غدت علاقتي مع الكتاب مسالمة، كوني لم أروج لديواني ولم أسع لنشره. ولا أعتبر أن فكرة طباعة كتاب هي تحقيق هدف بل هي مجرد تسلية. إنني أستمتع بالكتابة مثلما يستمتع لاعبو فريق البرازيل بالفوتبول».