البشير يشكك في نزاهة الانتخابات في الجنوب.. والحركة ترد: هذه حرب نفسية

أتيم قرنق لـ «الشرق الأوسط»: جميع قيادات المؤتمر الوطني فازوا في الشمال بالإجماع السكوتي

الرئيس السوداني عمر البشير (رويترز)
TT

شكك الرئيس السوداني المنتخب، عمر البشير، لأول مرة في نزاهة الانتخابات في جنوب السودان، التي تشير بعض التقارير إلى تعرضه لخسارة قاسية فيها. وأشار الرئيس السوداني إلى وجود تجاوزات صاحبت عملية الاقتراع في الجنوب، مؤكدا أن الناخب الجنوبي لم يمنح حقه كاملا في التصويت. غير أن الحركة الشعبية اعتبرت تصريحات البشير رد فعل ونوعا من الحرب النفسية، وفيها تناقض، في وقت رحب فيه نائبه علي عثمان محمد طه بتصريحات رئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت بشأن العمل على وحدة السودان، معلنا أن الأسبوع القادم سيشهد تشكيل مفوضية استفتاء الجنوب من شخصيات قومية تتسم بالموضوعية.

وكان البشير قد قال لدى مخاطبته الهيئة القومية لترشيحه: «كنا نأمل في أن يمنح الناخب في الجنوب حقه في التصويت. ونحن نعلم تفاصيل التفاصيل بما حدث في مراكز الاقتراع في الجنوب». وشن الرئيس هجوما على من حاول خلق فوضى لتدمير الانتخابات أو سعى إلى حدوث الانفصال، مشيرا إلى أن حزبه المؤتمر الوطني، كان حريصا على التعاون مع الحركة الشعبية، وتغاضت عن التجاوزات، لعلمهم بأن استمرار التعاون مع الحركة يقود إلى الوحدة، متعهدا بأن مسؤولية الوحدة تقع على عاتق الحركة، وقال إنه سيسخر الهيئة القومية لترشيحه إلى هيئة لدعم الوحدة. ووافق الرئيس على المقترح الذي تقدمت به الهيئة القومية لترشيحه لرئاسة الجمهورية، والقاضي بتحويل اسم الهيئة ليصبح «الهيئة القومية لدعم خيار الوحدة».

من جهته، قال نائب رئيس البرلمان القيادي في الحركة الشعبية أتيم قرنق لـ«الشرق الأوسط» بأن تصريحات البشير متناقضة وتقدح في مصداقية المفوضية القومية للانتخابات، وأضاف أن المؤتمر الوطني ورئيسه البشير ظلوا يتحدثون عن أن المفوضية مستقلة، والآن يشكك البشير في الانتخابات في الجنوب التي أشرفت عليها المفوضية نفسها، وتابع: «البشير يؤكد بذلك أن الانتخابات تم تزويرها في الشمال»، وقال: ?تصريحات البشير رد فعل وحرب نفسية ليس إلا»، مشيرا إلى أن قادة كبارا ووزراء فقدوا مقاعدهم وخسروا الانتخابات في الجنوب، وأضاف: «أتحدى المؤتمر الوطني أن يأتي باسم أي من قياداته قد خسر الانتخابات في الولايات أو البرلمان أو حتى المجلس التشريعية.. لقد فازوا جميعا بالإجماع السكوتي»، مشددا على أن الحركة الشعبية لم تتدخل في الانتخابات وأن المواطن الجنوبي يمارس حقه بحرية كاملة في الجنوب، وقال: «على عكس مواطن الشمال الذي يجد نفسه مقيدا في حريته».

وقد رحب نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بتصريحات رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية سيلفا كير ميارديت، بشأن العمل لوحدة السودان، معلنا أن الأسبوع القادم سيشهد تشكيل مفوضية استفتاء الجنوب من شخصيات قومية تتسم بالموضوعية، على النقيض من التصريحات التي كان قد أدلى بها الرئيس المنتخب مؤخرا عمر البشير، التي شكك فيها بنتائج الانتخابات في الجنوب، ووصفها بأنها مزورة، في وقت اتهم جيش الجنوب مرشحا هزم في الانتخابات التي خاضها مستقلا على منصب الحاكم في ولاية جونقلي، على الرغم من كونه عضوا قياديا في الحركة الشعبية، بإصدار أمر بالهجوم على الجيش، وهو ما نفاه المرشح جورج أثور، بينما نزحت مجموعة مكونة من نحو 150 شخصا من ولاية الوحدة الغنية بالنفط في جنوب السودان، إثر خلافات بين الحاكم المنتخب تعبان دينق ومنافسته أنجلينا تينج، زوجة نائب رئيس حكومة الجنوب دكتور رياك مشار.

وقال طه في تصريحات بأن ما أعلنه سلفا كير يعبر عن إدراك واع لما يمكن أن توفره الوحدة للسودان من تطوير وتقدم، وقدرته على مغالبة الصعاب التي تعيق ذلك التطور والتقدم المنشود، واصفا التصريحات بالدراية وبعد النظر لمستقبل السودان، معلنا أن قضايا ما بعد الاستفتاء ستتم مناقشتها بالروح الوطنية السابقة ذاتها لتعزيز الوحدة، مشيرا إلى أن الأسبوع القادم سيشهد إعلان تشكيل مفوضية استفتاء جنوب السودان من شخصيات قومية تتسم بالوطنية والموضوعية، مؤكدا أن المؤتمر الوطني سيتعامل بكل المسؤولية مع الحركة الشعبية وكل الأطراف الوطنية الأخرى الهادفة إلى ترسيخ وحدة البلاد، مجددا التزام وقناعة حزبه بوحدة السودان. وأضاف أن المؤتمر الوطني من خلال رؤية متكاملة سيبذل غاية جهده لاتخاذ الخطوات العملية لترسيخ الوحدة وتعزيز القواسم المشتركة وكفالة ممارسة مواطني جنوب السودان لحقهم الطوعي الحر للاختيار بين خياري الوحدة والانفصال. مشيرا إلى أن العمل عبر مفوضية ترسيم الحدود ماض وفق ما خطط له واتفق عليه، وقال إن التنسيق مستمر مع قيادة الحركة الشعبية من أجل الاتفاق على بقية القضايا المشتركة، وعلى رأسها تشكيل الحكومة المقبلة.