سجال بين خارجيتي لبنان والولايات المتحدة حول زيارة الوفد الأمني للحدود مع سورية

وزير من حزب الله: الكيل طفح من التدخل ويجب وضع حد لهذه الأمور

TT

انتقل السجال حول الزيارة التي قام بها وفد أمني أميركي إلى نقطة حدودية لبنانية من الداخل اللبناني، إلى سجال بين وزارتي الخارجية في البلدين. ورغم إصرار الجانب الأميركي على أن زيارة الوفد تمت بالتنسيق مع السلطات اللبنانية وبدعوة منها، كرر وزير الخارجية اللبناني على الشامي نفي علم وزارته بهذه الزيارة، فيما بقيت وزارة الداخلية اللبنانية المعنية بهذا الموضوع على صمتها إزاء هذه القضية التي شغلت الشارع اللبناني.

وأعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني أن أي اتصال أو زيارة للبعثات الخارجية يجب أن تحصل بعلم وزارة الخارجية، نافيا أن تكون السفارة الأميركية قد أبلغت الوزارة بزيارة الوفد الأمني الأميركي إلى نقطة المصنع، وقال تعليقا على رد السفارة الأميركية وقولها إن هذه الزيارة تمت بالتنسيق مع السلطات اللبنانية المختصة وموافقتها: «قبل كل شيء، إن أي اتصال أو زيارة للبعثات الأجنبية يجب أن يتم عبر وزارة الخارجية، ويجب أن تكون هذه الوزارة على علم بأي تحرك تقوم به البعثة مع الجهات الرسمية.. ولسنا على علم بذلك». وأشار إلى أن الوزارة سوف تعيد تذكيرهم (السفارة) بالتعميم الذي أرسلناه منذ بداية مارس (آذار) الماضي لجهة ضرورة التنسيق مع الخارجية. وسئل: البعض قال إن تنسيق الزيارة كان يجب أن يتم بين وزارتي الخارجية والدفاع، فهل هناك مثل هذا التنسيق؟ فأجاب: «التنسيق قائم، ولكن ما يذكر عن عدم وجود مثل هذا التنسيق غير صحيح. التنسيق دائم ولكن جميع البعثات الأجنبية والسفارات في لبنان عندما تريد الاتصال بأي جهة يجب أن يكون هذا الاتصال من خلال وزارة الخارجية اللبنانية».

وفي المقابل، أكدت المتحدثة الرسمية باسم دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الأميركية ايرين بلتون أن زيارة الفريق الأميركي الأمني المتخصص في شؤون «مكافحة الإرهاب» إلى نقطة المصنع في منطقة البقاع وهي المعبر الرئيسي بين لبنان وسورية، تمت بتنسيق كامل مع الحكومة اللبنانية. وأشارت بلتون في حديث لـ«راديو سوا»، إلى أن هدف زيارة الفريق الأميركي إلى الحدود اللبنانية - السورية لم يكن التفتيش وإنما كان جزءا من تقييم برنامج المساعدات لمكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأميركية. وأوضحت أن «الزيارة تمت بعد إجراء تنسيق مباشر قامت به السفارة الأميركية في بيروت مع وزارة الداخلية والأمن العام ودائرة الجمارك والمكتب الاستراتيجي في الجيش اللبناني، الذين اطلعوا جميعا على برنامج الجولة بما فيه زيارة المصنع».

وقالت بلتون تعليقا على اتهام وزير الخارجية اللبناني للسفارة الأميركية بأنها انتهكت اتفاق فيينا من خلال عدم تبليغها عن الزيارة: «إن الحكومة الأميركية تنسق مع وزارة الخارجية اللبنانية عندما تخطط لزيارات يقوم بها مسؤولون أميركيون إلى لبنان في الظروف الملائمة ووفقا لمعايير وممارسات العمل الدبلوماسي العالمي».

إلى ذلك، اعتبر وزير الزراعة حسين الحاج حسن (حزب الله) أنه «لا يحق لأحد أن يتلقى رسالة من السفارة الأميركية ويتجاوب معها، فهذه المراسلات يجب أن تمر عبر وزارة الخارجية». وقال: «هناك استباحة كاملة من قبل الأميركيين لساحتنا الداخلية، والمشكلة دائما تأتي من قبل الأميركيين في طريقة التصرف». وقال تعليقا على زيارة الوفد الأمني الأميركي إلى الحدود: «إن الكيل طفح من التدخل الأميركي في الداخل اللبناني»، رافضا تبرير هذه الممارسات بأية عناوين، معتبرا أنها اعتداء على سيادة لبنان، ومطالبا بوضع حد لهذه الأمور.