مقتل ضابط سابق بالاستخبارات الباكستانية شارك في مفاوضات «المسجد الأحمر»

كان حلقة وصل بين الشبكات العسكرية والمسلحين داخل أفغانستان

TT

عثر على ضابط سابق بالاستخبارات الباكستانية على صلات وطيدة بـ«طالبان» و«القاعدة» مقتولا في المنطقة القبلية الغربية من باكستان، الجمعة، بعد اختطافه على يد مسلحين منذ شهر مضى.

كانت جثة الضابط السابق، خالد خواجة، قد عثر عليها على طريق بين مدينتي مير علي وميرانشاه داخل منطقة شمال وزيرستان الخاضعة لسيطرة مسلحين، حسبما أفادت وسائل إعلام باكستانية. وأفاد التلفزيون الباكستاني أن خواجة تعرض لإطلاق النار عليه في الرأس والجذع، وعرض التلفزيون صورة لما بدا أنه جثة الضابط السابق. وأكد نجله، أسامة خالد، على نبأ القتل. ويسلط حادث قتل خواجة، 58 عاما، الضوء على حجم تعقيد الشبكات المسلحة الممتدة على طول الحدود الباكستانية الغربية مع أفغانستان. شكل خواجة، الضابط السابق بالقوات الجوية، على مدار فترة طويلة حلقة وصل بين الشبكات العسكرية والمسلحة الباكستانية داخل أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، عندما عملت الولايات المتحدة على نقل أموال لهذه الشبكات كي تحارب السوفيات هناك. لكن مع مرور السنوات، بدأ المسلحون الذين خضعوا في وقت من الأوقات لسيطرة الدولة الباكستانية في الانقلاب ضدها، وشكلوا رقعة واسعة وخطيرة من التحالفات القبلية والعرقية والطائفية.

ويبدو أن دور خواجة كمفاوض في المعركة التي دارت بين المؤسسة العسكرية الباكستانية والمسجد الأحمر في إسلام آباد عام 2007 هو الذي ورطه في مشكلات، حيث أثار الحصار الذي فرض على المسجد غضب المسلحين بمختلف أرجاء باكستان وشكل نقطة تحول في مسار الكثير من الجماعات، بينها «جيش محمد»، وهي جماعة تتخذ من إقليم البنجاب مقرا لها، حيث انقسمت على نفسها وانتقل نصف أعضائها إلى وزيرستان الخاضع لسيطرة طالبان وأعلنت الحرب ضد الدولة.

وقال زعيم ديني على معرفة بحادث الخطف إن المسلحين، الذين أطلقوا على أنفسهم «النمور الآسيوية»، كانوا جزءا من جماعة انشقت عن «جيش محمد». وأشار التلفزيون الباكستاني إلى أن رسالة عثر عليها مع الجثة تقول إن خواجة قتل لانحيازه إلى صف الحكومة خلال حصار المسجد. وذكر التقرير التلفزيوني أن المسلحين يتحدثون اللغة البنجابية.

* خدمة «نيويورك تايمز»