الناتو يجري تحقيقا في مقتل مدنيين أفغان على يد قواته

«القاعدة» تنشر آخر رسالة لأبو دجانة الخراساني ليلة عملية «خوست»

TT

قال مسؤولون، أمس، إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يجري تحقيقا في مزاعم بأن قواته قتلت ثلاثة مدنيين في جنوب أفغانستان وأصابت 15 آخرين في تفجيرات بأماكن أخرى. وقال مسؤول حكومي في إقليم زابل الجنوبي إن قوات الناتو فتحت النيران أمس على سيارة عند نقطة تفتيش في منطقة شاهري صفا. وقال شادي خان حاكم المنطقة إن سيدتين وطفلا قتلوا في الحادث. وقال متحدث باسم الناتو في كابل أمس إنه تم إرسال فريق يضم محققين أفغانيين وأجانب للتحقيق في الحادث. يذكر أن مقتل المدنيين على يد القوات الدولية هي أكثر الموضوعات تعقيدا في أفغانستان. وأدانت الحكومة كثيرا حوادث القتل التي جرت في الماضي.

وكان المسؤولون الأفغان ذكروا أن تزايد حالات القتل أضعفت بالفعل التأييد الشعبي لوجود القوات الأجنبية في البلاد وللحكومة المركزية. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية أمس أيضا إن 12 مدنيا وثلاثة رجال شرطة أصيبوا في انفجارين في جنوب وشرق البلاد. وقالت إن خمسة مدنيين وثلاثة رجال شرطة أصيبوا عندما ألقى مسلح قنبلة يدوية في إقليم فرح بالعاصمة أمس. وأضافت أن سبعة مدنيين آخرين أصيبوا أمس أيضا عندما فجر متمردون دراجة محملة بمتفجرات في منطقة موسى كالا بإقليم هيلماند جنوب البلاد. إلى ذلك نشرت مواقع إلكترونية متخصصة في نقل البيانات الصادرة عن الحركات المتشددة رسالة مصورة عرضها موقع «سحاب» الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، يظهر فيها الأردني همام البلوي، المكنى بـ«أبو دجانة الخراساني» وهو يتلو رسالته الأخيرة قبل تنفيذ عملية «خوست» الانتحارية التي أدت إلى مقتل سبعة من عناصر «سي أي إيه» نهاية العام الماضي. وتحت عنوان «رسالة ألقاها أبو دجانة» ظهر البلوي، في التسجيل وهو يدعو من وصفهم بـ«المترددين» إلى الانضمام لـ«القاعدة» لقتال القوى الغربية المنتشرة في دول إسلامية. وقال البلوي: «هذه رسالة قصيرة للتحريض على القتال في سبيل الله، أتركها في بريد مسلم متردد ما بين عز النفير وذل القعود»، وأشار إلى أنه شخصيا عاش بين المترددين فترة قبل أن يحسم خياراته قائلا: «فإلى متى يبقى حب الجهاد محصورا في أحلام اليقظة وحديث النفس فلا يظهر للعيان إلا بفلتات اللسان؟!»، وبحسب البلوي فإن البعض ممن وصفهم بـ«شياطين الإنس وشياطين الجن» يحاولون منع الشباب من الانضمام إلى «الجهاد» قائلين: «تجاهد في سبيل الله فتقتل، وتنكح زوجك، وييتم أطفالك؟ لمن تترك زوجتك الجميلة، ومن يبر أمك الهزيلة، من سيرعى بعدك طفلك الصغير وأباك الشيخ الكبير؟» وأضاف: «احذر أخي أن يصدك هؤلاء الأعداء الذين تخفوا في لباس الأهل والأصدقاء عن فريضة الجهاد». وروى البلوي، في رسالته التي اعتمد فيها أسلوب الترغيب والترهيب، قصة قال إنها حدثت في أفغانستان، وتخللها قتل عدد من قيادات طالبان في قرية واصطحاب نسائهم من قبل القوات الأميركية في مروحية، قام فيها الجنود بخلع ملابس النساء ورميها إلى الأرض قائلا: «عندما أتذكر أحداث هذه القصة وأتجرع مرارة المشاهد لحظة بلحظة، أتمنى لو أن لي ألف ألف حياة على سطح هذه الأرض لأزهقها واحدة تلوى الأخرى من أجل الثأر». وكان البلوي قد زعم في رسائل سابقة أنه تمكن من خداع الاستخبارات الأردنية وإقناعها بأنه عميل مزدوج يعمل لصالحها في تنظيم القاعدة، وحدد موعدا للقاء الضابط الأردني، الشريف علي بن زيد، فقابله برفقة سبعة من عناصر «سي أي إيه» ليفجر نفسه فيهم، معتبرا العملية ردا على مقتل القيادي في حركة طالبان الباكستانية، بيت الله محسود.