يوم العمال: مواجهات في اليونان وحفلات كباب في البلقان ومظاهرات في باقي الدول

تباين في شعارات المتظاهرين في روسيا.. وانفجار يخلف قتيلا خلال الاحتفالات في القوقاز

متظاهرون في أثينا أمس (إ.ب.أ)
TT

شهدت عدة دول مظاهرات أمس بمناسبة يوم العمال، وسجل وقوع أحداث عنف في عدد منها خصوصا في اليونان التي تعيش أزمة مالية واقتصادية خانقة.

ونظمت النقابات اليونانية تجمعات كبرى شارك فيها عشرات الآلاف في العاصمة أثينا، قبل أن يتحرك المتظاهرون باتجاه البرلمان ومقر رئاسة الوزراء ثم مكاتب الاتحاد الأوروبي وأخيرا مبنى السفارة الأميركية. وكعادة المظاهرات التي تنتهي في معظمها بالصدامات في أثينا، وقعت أمس بالفعل مواجهات استخدمت فيها الحجارة والقنابل المسيلة للدموع. وفي النهاية تدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين بالقوة، ونفذت عدة عمليات اعتقال.

ومن جانبه، قال رئيس اتحادات العمال يانيس بانجابولوس «لا نسمح لبؤس العمال»، مشيرا إلى أن ذكرى يوم العمال تأتي هذا العام في ظل ظروف خانقة للشعب اليوناني، وهو في انتظار الإعلان الرسمي بين الدائنين والسلطات اليونانية للتدخل في خفض دخل العامل، واستقطاع حقوقه التأمينية والاجتماعية، موضحا أن البلد سيشهد الأربعاء المقبل إضرابا عاما احتجاجا على إجراءات التقشف الجديدة. وإضافة إلى أثينا، تظاهر الآلاف أيضا في سالونيكي (شمال) للتنديد «بالتضحيات» والاقتطاعات من الرواتب التي تنص عليها خطة صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي مقابل الإنقاذ المالي للبلاد.

وفي روسيا، خرجت الجماهير إلى شوارع العاصمة موسكو وكبريات المدن الأخرى احتفالا بأعياد الأول من مايو (أيار)، كما أطلقت عليها السلطة الروسية الجديدة «أعياد الربيع والعمل». وقد اتسمت احتفالات أمس بتباين الشعارات التي حملها المتظاهرون بقدر تباين انتماءاتهم الحزبية. ولذا فقد رفعت جماهير الحزب الحاكم (الوحدة الروسية) شعارات «ميدفيديف - بوتين - روسيا إلى الأمام»، و«الأسعار تحت رقابة الشعب» و«التحديث ضرورة شعبية» وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى تنفيذ سياسات مواجهة الأزمة المالية ورفع مستوى المعيشة. أما النقابات فرفعت شعارات مشابهة، ومنها «التحديث ليس هدفا بحد ذاته بل وسيلة لتأمين الرفاهية»، فيما خرجت جماهير الحزب الشيوعي تحمل شعارات «نطالب بالتعليم والعمل والأجور» و«كفى للعبودية - انهض للدفاع عن حقوقك»، وغيرهما من الشعارات التي تندد بسياسات الحكومة وتدعو إلى اتحاد العمال ضد ما وصفته بالسياسات المعادية للشعب.

وانفجرت عبوة أمس خلال الاحتفالات بيوم العمال في منطقة كاباردينو بالكاريا بشمال القوقاز، مما أدى إلى مقتل رجل من قدامى محاربي الحرب العالمية الثانية وإصابة 23 آخرين بجروح كما أوردت وكالات أنباء روسية.

وفي الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة خرج الكثير من الناس إلى الشوارع لإحياء الذكرى ببعض المظاهرات وحفلات الكباب. وصارت هذه المظاهرات عادة سنوية لسكان المنطقة منذ سقوط الشيوعية سنة 1990، حيث كان التظاهر ممنوعا بسلطة القانون. ففي كرواتيا (5.4 مليون نسمة) نظمت أمس 4 نقابات تجمعات جماهيرية، في الكثير من المدن الكرواتية، وذلك تحت شعار «إما إلى الأفضل أو السقوط». واعتبرت النقابات المهنية الكرواتية مظاهرات أمس تحذيرا للحكومية التي تعاني من مديونية تزيد على 40 مليار يورو، ونسبة بطالة تصل إلى 16%. وطالبت النقابات بوقف تسريح العمال من وظائفهم وخنق فرص العمل الجديدة من خلال الخصخصة غير المرتبة.

وفي اسطنبول، شارك آلاف الأشخاص في مظاهرات أمس في ساحة تقسيم في اسطنبول، وذلك لأول مرة منذ 33 سنة عندما قتل عشرات الأشخاص في تلك الساحة الشهيرة. وقد منع المتظاهرون من الوصول إلى ساحة تقسيم منذ الأول من مايو 1977، عندما أطلق ناشطون مفترضون من اليمين المتطرف بمساعدة أجهزة الاستخبارات النار على الحشود. وأسفر الذعر الناجم عن ذلك عن سقوط 34 قتيلا. وفي ألمانيا، كانت الشرطة على أهبة الاستعداد لتجنب تكرار الحوادث التي وقعت السنة الماضية في برلين. وانتشر نحو 8500 شرطي، فيما تم توقيف نحو خمسين شخصا الليلة قبل الماضية. وفي فرنسا، نظمت مظاهرات في المدن الكبرى بدعوة من النقابات التي تعتزم الضغط في اتجاه اعتماد إصلاح نظام التقاعد، فيما سجلت نسبة مشاركة أقل من تلك في عام 2009. وبلغ عدد المتظاهرين في قلب باريس 45 ألفا حسب المنظمين و21 ألفا حسب الشرطة. وفي إيطاليا، جرت المظاهرة النقابية الوطنية المنظمة في روزارنو (جنوب).وفي هافانا، سار الرئيس الكوبي راوول كاسترو أمس في ساحة الثورة على رأس المظاهرة التقليدية التي شارك فيها آلاف الكوبيين، ووضعت تحت شعار وقف «تدخل» الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

وفي آسيا، تظاهر آلاف الأشخاص في جاكرتا للمطالبة بوضع نظام ضمان اجتماعي أفضل يؤمن تغطية للعمال في الأرخبيل.