فيديو لجنود أميركيين في أفغانستان يلقى رواجا على «يوتيوب»

أدوا فيه أغنية «تليفون» لليدي غاغا.. وتحدثوا عن صعوبات التصوير

جنود أميركيون يعزفون بمناسبة فتح مركز لتنسيق العمليات قرب الحدود الأفغانية - الباكستانية في 29 مارس 2008 (أ.ف.ب)
TT

بدت الحرب النائية في أفغانستان قريبة إلى حد بعيد من حياة الأميركيين، بعد قيام سبعة جنود في الكتيبة 82 المحمولة جوا بطرح تعب الصحراء وارتداء بعض الملابس المصنوعة من أشرطة التحذير والكرتون المقوى لإعادة لتمثيل الفيديو كليب «تليفون» لليدي غاغا.

وعبر الرقص ولكم الهواء بزجاجات المياه، عمد الجنود إلى الهرب من ملل الخدمة بإعادة أداء الأغنية المرحة والمثيرة التي تصدرت قوائم الأغاني. كان طاقم العمل جميعهم من الذكور الذين قاموا بتصوير الفيديو في مرأب القاعدة العسكرية في إقليم فراه الأفغاني، وقاموا بتحميله على موقع «يوتيوب» قبل أسبوع. وبنهاية يوم الجمعة الماضي شاهد أكثر من 500.000 شخص أغنية «Error! Hyperlink reference not valid» على الإنترنت.

الفيديو عبارة عن حفلة، تتلى فيها بعض أبيات الشعر البسيط، وتتناول الأحذية المغبرة والنساء الجميلات. وتم وضع ألواح الخشب كنوع من الديكور، ولوح السهام المعلق فوق واحد منهم (هل هذا كل ما لديهم من أجل المتعة؟ لا عجب في أنهم يرقصون). ويستقي الفيديو بعض الحركات الراقصة من الفيديو الذي قدمته الليدي غاغا وبيونسيه مع إدخال تعديلات واسعة عليها.

لكن على الرغم من بعد المسافة وكون هذا الأمر غريبا، فإن هناك نوعا من المفارقة المؤلمة في هذا الشريط الموسيقي القادم من منطقة القتال، الذي يرسم ملامح الجنود الشبان الذين قد يموتون في الغد، والذين ربما يقضون شهورا وربما سنوات من القلق والوحدة والتعبير الصامت في فيديو يستغرق ثلاث دقائق ونصف الدقيقة. يبدأ الشريط بحديث الجندي آرون ميلتشر، نجم العمل ذو الشعر الأحمر، على «يوتيوب»: «أعدوا أنفسكم لرحلة خيالية». وخطط لإنتاج المزيد من هذه المقاطع، إلا أنه قال «ولكن لأن الشباب دائما في مهمات فمن الصعب التصوير كما تظنون».

وقد ساعدت تلقائية الفيديو على سرعة انتشاره. ويبدأ ميلتشر البالغ من العمر 24 عاما، وزميله جاستين بيكر (20 عاما)، ويرتديان ملابس عسكرية، بمشهد ثنائي، حيث يلمس بيكر أنف ميلتشر لمسة حانية، قد يمنحها الشخص لحبيبته، ثم يقوم ميلتشر بسحب إصبعه برفق على صدر بيكر ثم ينزعه بعنف. ويحاول بيكر جذبه إليه بتوسل ينتهي بكلمات لاذعة قوية، حيث يأتي صوت غاغا في الخلفية «آسفة أنا لم أسمعك، إنني مشغولة، إنني مشغولة».

تتصاعد النغمات من الاسطوانة الآسرة (الأغنية التي تصدرت قوائم الأغاني لما يقرب من 22 أسبوعا) ويزاد الرقص سخونة بالحركات الجسدية مع الوثب بقوة مع غناء غاغا «تركت رأسي وقلبي على ساحة الرقص»، حيث يضع ميلتشر يده على قلبه بصورة تخطف قلبك.

كل الإمكانات التي حصل عليها الجنود لصنع ذلك الفيديو كانت زجاجات مياه بلاستيكية وزجاجات عصائر حملوها في أيديهم، حتى نزل الفيديو إلى أرضية حجرة العرض حيث جلس الكثير من الجنود وقد تخففوا من قمصانهم وارتدوا سراويل جذابة مزينة بإكسسوارات تشبه تلك التي ارتدتها الليدي غاغا والتي صنعوها من الأشرطة البلاستيكية والكرتون. ويرتدي بيكر حزاما قرنفليا يحمل كلمة «دراما كوين»، وككل الموجودين في القاعة تبدو عليه الجدية. وعلى الحائط في الخلفية علقت بعض الأشكال على هيئة هواتف جوالة. تتحدث الأغنية عن فتاة تحاول التخلص من حبيب دؤوب، لكنها على خلاف الأغنية الحقيقية جاءت من قاعدة عسكرية نائية في أفغانستان حيث لا يملك الجنود هذه المشكلة، وهو ما يبدو نوعا من السخرية أو مضيعة للوقت.

هؤلاء الرجال عالقون مع بعضهم البعض، ويقومون بتخفيف ثقل الحياة في هذا المكان المنعزل بألحان جذابة ومرح صاخب، ولعب أطفال ربما يدل على محاولة قصيرة للهرب.

الفيديو عبارة عن نوع من الشوق، وعلى الرغم من أن رقص الجنود كان قويا وذكوريا وبسيطا، فإن التجربة تعبيرية، تحملنا إلى روح أخوتهم التي عبروا عنها بنوع من خفة الظل والرقص. وقد نشر ميلتشر مشيرا إلى غضب البعض من الفيديو على صفحته على «فيس بوك»: «حسنا، يمكنكم أن تطلقوا على هذا الفيديو (جنونا)، لكن ما قمنا به كنا نهديه إلى مجموعة من أصدقائنا ويمكنكم أن تروا أن الأغنية انتشرت أكثر مما كنا نتوقع». احتلت أغنية «تليفون» المرتبة الثالثة في قوائم الأغنيات المفضلة، لكنها هبطت مؤخرا إلى المركز العاشر، وربما يجب على هؤلاء الشبان أن يكرروا التجربة مرة أخرى. ويبدو أن الليدي غاغا ستدين بالفضل لهؤلاء الشبان.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»