الجماعة الإسلامية تطلق حملة للإفراج عن زعيمها الروحي المسجون بأميركا

نجل عمر عبد الرحمن طلب الالتحاق بوالده في محبسه

TT

بالتزامن مع استئناف الجماعة الإسلامية في مصر حملتها السلمية للإفراج عن زعيمها الروحي المسجون منذ نحو 15 سنة، مدى الحياة، في الولايات المتحدة الأميركية، أطلقت أسرة الشيخ مساء أمس «نداء وبيانا إلى الأمة الإسلامية»، ناشدت فيه الرئيس المصري حسني مبارك التدخل لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما لإعادة الشيخ إلى أهله وبلده كــ«مبادرة حسن نية (من أوباما) تجاه علماء المسلمين». يأتي هذا في الوقت نفسه الذي قال فيه عمار، ابن الشيخ عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط» إنه يطلب من الرئيس الأميركي السماح له بالوجود مع والده في السجن للقيام بخدمته، بعد أن بلغت أسرته أن صحته آخذة في التدهور بشكل خطير. وقالت مصادر الجماعة الإسلامية إن الجماعة أطلقت حملة ذات طابع إنساني ولا علاقة لها بالسياسة، من أجل الإفراج عن الشيخ عبد الرحمن البالغ من العمر 72 عاما، وأن هذا الاتجاه يأتي على عكس رغبة بعض التيارات ذات التوجه الإسلامي من داخل مصر وخارجها ممن كانت تريد تسييس قضية الشيخ. وأعلن الدكتور ناجح إبراهيم منظّر الجماعة الإسلامية، أمس، أن «مصر لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالقبض على الدكتور عبد الرحمن، ولا بالإفراج عنه، وهي (مصر) ليست طرفا في المشكلة. وأضاف في رسالة بثها على الإنترنت أمس أن المشكلة الأساسية في قضية الإفراج عن الدكتور عبد الرحمن هي «تعقد هذه المشكلة بطريقة كبيرة.. وتشابك أطرافها.. بحيث يكون من السذاجة المفرطة تصور البعض أننا لو طالبنا به مصر أو أميركا لأفرج عنه سريعا».

ودعا الدكتور إبراهيم الحكومة المصرية إلى التدخل لإنهاء ملف سجن عبد الرحمن، قائلا: «نحن اليوم ليس لنا خيار سوى تكرار محاولاتنا المستمرة لإقناع مصر بتبني هذا الملف وإنهائه»، داعيا المسؤولين العرب والمسلمين إلى أن ينظروا إلى قضية الشيخ عمر عبد الرحمن كـ«قضية إنسانية ودينية في المقام الأول»، و«لا يحسبوها بحسبة سياسية».

ومن جانب آخر، قالت أسرة الشيخ الضرير في بيان أصدرته أمس: «نناشد الرئيس أوباما أن يتخذ قرارا عاجلا لترحيل عبد الرحمن إلى أهله وبلده في مصر كبادرة حسن نية تجاه العالم الإسلامي... وإننا على يقين بأن هذه الخطوة منه سيكون لها صدى إيجابي لإعادة صورة أميركا المحافظة على حقوق الإنسان في أنحاء العالم». كما ناشدت الأسرة كبار المسؤولين في مصر للتدخل للإفراج عن عبد الرحمن.

وقال عمار نجل الشيخ عمر عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف من إصدار البيان هو توصيل رسالة للقيادات في مصر وللحكومة الأميركية بأنه حان الوقت للإفراج عن الشيخ، لعدة أسباب على رأسها كبر سنه، ومعاناته الأمراض، وتدهور صحته»، وأضاف عمار: «إذا لم توافق الإدارة الأميركية على الإفراج عن والدي، أو نقله إلى مستشفى خاص على نفقة الأسرة، فإنني أناشد الرئيس أوباما أن يسمح لي بالعيش مع والدي في محبسه حتى أخدمه، وألبي طلباته. أنا الآن على أتم استعداد للانضمام إلى والدي في سجنه». وأُدين الشيخ عبد الرحمن عام 1995 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لنسف معالم مدينة نيويورك. ويبدي مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة مخاوف من أن تتسبب وفاة الشيخ عبد الرحمن بالسجن هناك في وقوع هجمات لمتشددين إسلاميين على أهداف أميركية.