سورية والكويت تدعوان لتشكيل حكومة عراقية «تقيم أفضل علاقات مع دول الجوار»

توقعان 6 وثائق بينها اتفاق تعاون أمني أثناء زيارة الشيخ صباح لدمشق

الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح
TT

دعت سورية والكويت أمس إلى تشكيل حكومة عراقية تقيم أفضل علاقات مع دول الجوار، وإلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. كان ذلك خلال مباحثات عقدها الرئيس السوري بشار الأسد مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وذلك في قصر الشعب بدمشق.

وتناولت المحادثات التي تمت على جلستين ثنائية وموسعة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وتوسيع نطاق التعاون بين الجانبين بما يخدم مصالحهما المشتركة، كما نوقشت خلال المباحثات أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتم الاتفاق على توطيد أواصر التعاون الثنائي، كما دعا الجانبان إلى «تعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات» وضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية، وفي الشأن العراقي دعا الجانبان إلى «تشكيل حكومة عراقية تقيم أفضل العلاقات مع دول الجوار».

وقال بيان رسمي إن المحادثات استعرضت تطورات الأوضاع على الساحة العربية و«الضرورة الملحة لتعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية» وإن الرئيس الأسد أشاد «بالجهود التي قام ويقوم بها أمير الكويت للم الشمل العربي وآثارها الإيجابية على العمل العربي المشترك». كما تناولت المباحثات أيضا «الدعوات والمبادرات الصادقة التي قدمها العرب لتحقيق السلام في المنطقة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والرفض المستمر من الاحتلال الإسرائيلي لها ومقابلتها بمزيد من العدوان من إسرائيل والتهديدات بشن الحروب ضد دول المنطقة وتنفيذ المشروعات الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة وعمليات تهويد القدس واستمرار الحصار اللا إنساني المفروض على قطاع غزة. وقد أكد أمير الكويت دعم بلاده للجهود السورية في استرجاع الجولان المحتل.

واعتبر الجانبان أن «تحقيق المصالحة الفلسطينية بات أمرا أكثر إلحاحا داعيين إلى نبذ الخلافات الداخلية وتوحيد المواقف بما يخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني». وأضاف البيان أن الجانبين عبّرا عن أملهما في تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الشعب العراقي وقيام أفضل العلاقات مع دول جوار العراق.

وقد ركزت زيارة أمير الكويت التي بدأها أمس على الجانب الاقتصادي حيث يرافقه وفد يضم نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح ووزير المالية مصطفى جاسم الشمالي ووكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجار الله وعددا من كبار المستشارين في الديوان الأميري وعزيز رحيم الديحاني السفير الكويتي في دمشق.

كما تم التوقيع على ست وثائق تعاون: الأولى اتفاقية تشجيع الحماية المتبادلة للاستثمارات، واتفاق تعاون أمني وبرتوكول تعاون سياحي للأعوام 2010 و2011 و2012، وبرتوكول تعاون ثقافي فني للأعوام 2010 و2011 و2012، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الجسور والطرق، ومذكرة تفاهم لإنشاء قصر للمؤتمرات لتخليد ذكرى الراحلين الرئيس حافظ الأسد والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

وتشير إحصائيات هيئة الاستثمار السورية خلال الفترة 1991 - 2009 إلى أن عدد المشروعات الاستثمارية الكويتية في سورية بلغ 37 مشروعا منها 25 مشروعا صناعيا و3 مشروعات زراعية و3 مشروعات نقل بتكلفة استثمارية بلغت 56.119 مليار ليرة منها ثلاثة مشروعات في عام 2009 بتكلفة 377 مليون ليرة ومشروعان كويتيان سوريان تكلفتهما الاستثمارية 142 مليون ليرة.

كما يقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قروضا ميسرة للحكومة السورية حيث سبق أن قدم 28 قرضا بقيمة إجمالية تزيد على مليار دولار لتمويل مشروعات في قطاعات مختلفة كان آخرها توقيع اتفاقية القرض المقترح من الصندوق للمساهمة في تمويل مشروع تأهيل وتوسعة شبكة مياه الشرب لمدينة دمشق وضواحيها بقيمة 51 مليون دولار.

يشار إلى أن قيمة الصادرات السورية إلى الكويت عام 2008 بلغت حسب إحصائيات غرفة تجارة دمشق ما نسبته 3.53 % من الصادرات السورية للدول العربية ونحو 1.79% من إجمالي الصادرات السورية في حين بلغت قيمة المستوردات السورية من الكويت عام 2008 ما نسبته 2.13 % من المستوردات السورية من الدول العربية ونحو 0.33 % من إجمالي المستوردات السورية.