الحريري يبدأ من السعودية جولة عربية وإقليمية.. والتهديدات الإسرائيلية في صلب محادثاته

مصادره تؤكد رغبته في الذهاب إلى واشنطن متسلحا بموقف عربي موحد

TT

بدأ رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ليل أمس زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية ستكون فاتحة تحرك عربي وإقليمي واسع يقوم به الحريري قبل توجهه إلى واشنطن نهاية الأسبوع.

وسيستقبل اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحكومة اللبنانية الذي سيلتقي أيضا عددا من المسؤولين السعوديين لبحث الوضع في المنطقة في ضوء التهديدات الإسرائيلية المتواصلة والتعنت الذي يصبغ حركتها في فلسطين والمنطقة. وقالت مصادر الحريري لـ«الشرق الأوسط» إنه سيقوم بجولة اتصالات عربية وإقليمية واسعة النطاق للخروج بموقف عربي موحد يتسلح به في محادثاته في واشنطن والأمم المتحدة، مشيرة إلى أن «العالم يسمعنا بطريقة مختلفة عندما نأتيه بموقف واحد وبلغة واحدة»، مبينة أن الحريري سيركز في محادثاته الدولية على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للمضي في عملية السلام المتعثرة، انطلاقا من المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت العربية. وأشارت إلى أن التهديدات الإسرائيلية للبنان ستحتل حيزا كبيرا من نشاطات الحريري الدولية والعربية والإقليمية. وكشفت المصادر عن أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سيقوم بعدة زيارات «إقليمية وعربية» قبيل توجهه إلى واشنطن الأحد المقبل.

وتنتظر الحريري هذا الأسبوع جملة من المواعيد المتشابكة، التي بدأها في الرياض ويستكملها غدا بزيارة للعاصمة السورية سيلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد، كما أكدت مصادره، من دون أن تسقط احتمال حصول لقاء (لم يتحدد بعد) مع نظيره السوري محمد ناجي العطري. ويعود الحريري مساء الثلاثاء إلى بيروت، حيث تنتظره جولة محادثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالإضافة إلى لقاء آخر مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، وترؤسه، ومشاركته، يومي الأربعاء والخميس لجلستي عمل للحكومة، إحداهما لمناقشة الموازنة العامة.

وقد اختار الحريري القيام باتصالاته العربية الواسعة التي قد تشمل تركيا أيضا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على الرغم من البرنامج الضاغط قبيل توجهه إلى واشنطن، بسبب دقة الموقف اللبناني الحالي، ذلك أن لبنان يترأس حاليا مجلس الأمن الدولي الذي تدور في كواليسه جولات اتصالات واسعة تتعلق بالملف النووي الإيراني والعقوبات المحتملة عليها إذا لم تتجاوب مع الاقتراحات الغربية والدولية، وقد علمت «الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيزور بيروت أيضا هذا الأسبوع لعقد جولة محادثات مع القيادات اللبنانية.

أما فيما يتعلق بملف العلاقات مع سورية، التي كثرت التلميحات والتسريبات عن «تأزم» في علاقة الحريري معها، فقد أكدت أوساط متابعة للاتصالات بين الحريري والقيادة السورية أن هذه العلاقات تسير وفق ما اتفق عليه الأسد والحريري في اللقاء السابق، مشيرة إلى أن هذه العلاقات تسير في إطارها الطبيعي، معتبرة أن زيارة الحريري الثانية التي سيكون اللقاء مع الرئيس بشار الأسد «وجبتها الرئيسية» ما هي إلا دليل على انتظام العلاقة، مؤكدة أن الاتصالات مستمرة بين الجانبين وأن الاتصالات التي يجريها مدير مكتب الحريري نادر الحريري والوزيرة بثينة شعبان مستمرة، موضحة أن الحريري اختار أن يزور دمشق – مثل بقية الدول العربية التي سيزورها أو يتصل بقياداتها هاتفيا - بغية التشاور في الموقف الذي سيحمله إلى واشنطن ثم إلى مجلس الأمن الذي سيتحدث أمامه الحريري.

وفي بيروت، استمر «التصويب» على زيارة الحريري من قبل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب المتحالف مع حزب الله، معتبرا أنه «في الوقت الذي نتعرض فيه إلى التهديدات اليومية من قبل العدو الصهيوني، يوهمنا البعض أنه قادر على أن يحصل على شيء من واشنطن. ونحن نقول له كفاك تله بالسفر، وما يفيدك هو أن تبقى هنا تتحمل مسؤولياتك هنا بين شعبك».

وفي احتفال أقامه حزب الله في بلدة راشكيدا في البترون (شمال لبنان) بمناسبة يوم «المقاومة والتحرير»، سأل وهاب: «على ماذا ستحصلون من الولايات المتحدة الأميركية؟! هل ستعطيكم سلاحا يمكن الجيش اللبناني من مواجهة إسرائيل واعتداءاتها؟! هل ستعطيكم مساعدات من دون مقابل سياسي لتسددوا دينكم الذي ورطتم به البلد منذ عشرين عاما وما زال مستمرا؟! ستسمعون هناك الدرس ذاته من الأميركيين: (حزب الله وسلاحه خطر على إسرائيل، وإياكم أن تغامروا وتستفزوا إسرائيل فإنها ستدمركم)». وتابع: «هذا الفريق في لبنان لا يذهب إلى الخارج إلا ليعود إلينا بالديون، باريس 1 و2 و3، ومن ثم يروجون مقولة إن المقاومة تحرم البلاد من المساعدات والازدهار، والحقيقة أنهم لا يأتون إلينا إلا بما يزيد الديون على رقبة اللبنانيين!».

و«نصح» وهاب «الذاهبين إلى واشنطن بعدم التورط في أي وعود معهم، لأنكم غير قادرين على الإيفاء بها ونحن لنا الحق في الدفاع عن الأرض بالسلاح».