سعد والسعودي أعلنا لائحتيهما وصيدا خرجت من التوافق إلى التنافس

عاصمة الجنوب اللبناني تستعد لمعركة إثبات وجود

TT

شهدت عاصمة الجنوب اللبناني صيدا أمس الأحد إعلان لائحتين مكتملتين لتتنافسا في الانتخابات البلدية التي ستجرى الأحد المقبل، وذلك بعد تعذر التوافق بين المرشح لرئاسة البلدية المدعوم من تيار المستقبل محمد السعودي ورئيس التنظيم الشعبي الناصري واللقاء الوطني الديمقراطي النائب السابق أسامة سعد. وأوضحت مصادر تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط» أن «المعركة ستكون قاسية جدا، بعد تعذر التوافق. والسبب أن سعد يريدها معركة سياسية وليست معركة تنموية لما فيه مصلحة صيدا». واعتبرت أن «الحملات التي يشنها سعد على تيار المستقبل والنائبة بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة كلها عوامل تشير إلى سعي سعد لاستخدام كل الوسائل بغية التأثير على الصوت الصيداوي. لكننا مرتاحون مبدئيا إلى الفوز». وعلمت «الشرق الأوسط» أن مقرر اللجنة الخماسية في «تيار المستقبل» في لبنان أحمد الحريري سيكون نائب رئيس البلدية في حال فوز لائحة السعودي. من جهتها، أوضحت المصادر أن «بري لم يعلن أي موقف مؤيد لهذا الفريق أو ذاك في صيدا». وأشارت إلى أن «شيعة صيدا بغالبيتهم من المؤيدين لتيار المستقبل والحريري». وكانت النائبة بهية الحريري قد تركت باب التوافق من دون إغلاق تام، عندما اعتبرت أن «احتمالات التوافق في صيدا ستظل مفتوحة حتى ربع الساعة الأخير، وأن الاتصالات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم تنقطع، وتيار المستقبل أبدى رغبة صادقة وحقيقية منذ البداية في بلورة لائحة توافقية». أما المرشح لرئاسة بلدية صيدا محمد السعودي فقد كان أكثر وضوحا بإعلانه «عدم الاتفاق على اللائحة التوافقية مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، وأنه لا توجد معطيات جديدة تدل على أن هناك وفاقا»، وأكد «خوضه الانتخابات بلائحته معدلة بإدخال ثلاثة مرشحين للجماعة الإسلامية». ولفت إلى أنه «هو الذي طلب من أحمد الحريري الترشح والدخول ضمن اللائحة».

وعما إذا كان رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري سيبقي مرشحيه في اللائحة، أبقى موقفه «رماديا» مع الإشارة إلى أن قوته التجييرية تبلغ نحو 800 صوت، في حين أن للقريبين منه نحو 2800 صوت. وكان سعد قد أعلن أن البزري حليفه، في حين أعلن السعودي أن المرشحين القريبين من البزري لم يعلنوا انسحابهم من لائحته. ويقول أمين سر «اللقاء الوطني الديمقراطي» عصمت قواص إن «رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري أن على أسامة سعد تقديم ثمانية أسماء إلى محمد السعودي المرشح لرئاسة بلدية صيدا والمدعوم من تيار المستقبل. وهذا الموقف مرفوض، لأن الاتفاق مع بري كان على أساس أن كل طرف يسمي ممثليه». ولمح قواص إلى ترجيح ترشح شقيقة رئيس «اللقاء الوطني الديمقراطي» منى سعد لرئاسة اللائحة قائلا: «هي موجودة في اللائحة. ويترك اسم الرئيس للحظة الإعلان عن أسماء المرشحين كلهم، وذلك بعد مشاورات بينهم ليقرروا من يختارون رئيسا للبلدية في لائحتهم. وكل الاحتمالات واردة. والسيرة الذاتية لمنى سعد تسمح لها بتحمل أي مسؤولية. فهي الابنة الكبرى للراحل معروف سعد. ورئيسة مؤسسة تحمل اسمه وناشطة اجتماعية معروفة في صيدا». ويصر قواص على أن بري يحالف سعد في معركته في حين أن المرشحين الشيعيين على لائحة السعودي غير ملتزمين بحركة «أمل». كما أن الشيعيين المرشحين على لائحة سعد غير ملتزمين بالحركة أو بحزب الله. ويصف أجواء المدينة حيال قرار سعد خوض المعركة بالايجابية جدا. ويقول: «هناك شعور من أهالي صيدا باستنكار التصرف الفوقي لتيار المستقبل وفرض أسماء من يمثلنا علينا». لكنه استدرك موضحا أن «الفارق في الإمكانات كبير بين لائحة سعد ولائحة السعودي. فنحن نجمع التبرعات من لجان الأحياء وهم يملكون إمكانات هائلة لاستدعاء الصيداويين أينما كانوا في بلاد الاغتراب. وقد اشتكى سعد إلى وزير الداخلية زياد بارود هذا الأمر، وحذر من تبعات الرشوة واستخدام النفوذ والسلطة في المعركة البلدية».