تفاهم الحريري مع كرامي يؤجج الانتخابات البلدية في عاصمة شمال لبنان

مصباح الأحدب: الحريري لم يعد قادرا على تسليم طرابلس لمن يريد

TT

على عكس ما توحي به التصريحات العلنية لنواب طرابلس التي تؤكد أنهم توافقوا على أن يتوافقوا ويجنبوا عاصمة لبنان الشمالي معركة الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري في الثلاثين من الشهر الحالي، فإن نار الخلافات تحتدم في الكواليس مما جعل أحد هؤلاء النواب يقول سرا: «كل الاحتمالات تبقى مفتوحة، بما في ذلك معركة يعرف فيها كل واحد حجمه». وكان نواب طرابلس الذين فازوا في الانتخابات النيابية السابقة ضمن لائحة محسوبة على رئيس الوزراء سعد الحريري وتضم من بين أعضائها رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد والتجارة الحالي محمد الصفدي، قد اجتمعوا وزودوا الرئيس الحريري بعدة أسماء مقترحة لاختيار اسم رئيس البلدية من ضمنها. وسعيا للتوافق وفي مبادرة لافتة زار الرئيس الحريري الرئيس عمر كرامي في 6 مايو (أيار) الحالي، وخرج كرامي بعد الاجتماع ليقول: «اتفقنا على أن لا نختلف مهما كانت الأسباب والظروف» وتم تشكيل لجنة من نادر الحريري وفيصل كرامي لمتابعة الموضوع. هذا الود المفاجئ بين كرامي والحريري انعكس سلبا على بعض النواب لا سيما البارزين منهم، خاصة أن الرئيس كرامي - بحسب مصادر متقاطعة - أضاف على اللائحة أسماء لم تكن موجودة ولم يطرحها النواب، مما اعتبر التفافا عليهم، وتجاهلا لما يمثلونه في المدينة. ووصل الأمر بالبعض لاعتبار الرئيس الحريري «يتدخل» في شؤون مدينتهم، ويتخذ القرارت نيابة عنهم. وقال أحدهم «إن ثمة طبخة بين الرئيسين الهدف منها أن يدعم الرئيس الحريري زعامة نجل عمر كرامي فيصل، مقابل أن يطلق كرامي يد الحريري في الانتخابات البلدية الطرابلسية».

وعلى طريقته الدبلوماسية الهادئة قال الرئيس نجيب ميقاتي، نائيا بنفسه عن هذه المواقف التي قيل إنه جزء منها، إنه تداول هاتفيا مع سعد الحريري في هذا الصدد، ومع الوزير محمد الصفدي، ولفت إلى أنه سيكثف الاتصالات والمشاورات مع مختلف القيادات والفاعليات المعنية «لبلورة الصورة النهائية لهذا التفاهم العتيد»، آملا أن تفضي الاتصالات إلى «نتيجة حاسمة في الأيام القليلة المقبلة».

وقال ميقاتي إن التوجه الغالب في انتخابات بلديتي طرابلس والميناء هو تحقيق التوافق الذي كان دعا إليه منذ البداية، مشيرا إلى أن رؤيته تنطلق من ضرورة إعطاء الأولوية لمصلحة المدينتين قبل أي اعتبار آخر. لكن مصدرا مقربا من الوزير محمد الصفدي يرى أن الوزير ملتزم بما تم الاتفاق عليه داخل كتلة نواب طرابلس و«أي تغيير من أي طرف سيفتح الباب على وضع جديد». ويعلق النائب السابق مصباح الأحدب لـ«الشرق الأوسط»حين نسأله عن رأيه في الاتفاقات التي تحدث بالقول: «لا أستطيع أن أقول الآن عن قبضة من أتكلم، لكن يجب التمييز بين التوافق والمحاصصة. وما يحدث الآن محاصصة، ومحاولة تقوية فريق عمر كرامي، بطلب من جهة لا أستطيع الإفصاح عنها». ويشرح الأحدب: «الرئيس الحريري يظن اليوم أن بمقدوره كما السابق أن يعطي طرابلس للفئة التي يريد، وهذا لم يعد صحيحا، لأن القضية الكبرى لم تعد موجودة، الآن جميعهم توافقوا على أن المصالحة مع سورية ضرورية».