إسرائيل تستأنف مناقشة مزيد من مشاريع الاستيطان في القدس

بإشراف من مكتب نتنياهو

TT

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، أن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس ستستأنف اجتماعاتها هذا الأسبوع، وستناقش بناء مشاريع «مكثفة وضخمة» في محيط المسجد الأقصى، وفي عدة مواقع أخرى في البلدة القديمة في القدس.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر في بلدية القدس أن اللجنة اللوائية لم تنعقد منذ فترة طويلة لمناقشة هذه المشاريع، وذلك بسبب ضغوط يمارسها مكتب رئيس الوزراء، لكن مكتب هذا الأخير قال إنه لم يطلب قط من اللجنة في القدس عدم مناقشة مشاريع البناء في البلدة القديمة. وستناقش اللجنة إقامة مبنى على موقع موقف السيارات قرب باب المغاربة، وترميم ساحة حائط البراق، وإقامة سقف للساحة، بالإضافة إلى إقامة مخفر للشرطة في المكان المعروف بـ«بيت شتراوس». وقالت صحيفة «يورشالايم» الإسرائيلية إن قرارا اتخذ في مارس (آذار) الماضي بتجميد عمل اللجنة على ضوء الأزمة التي رافقت إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي إيشاي، بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية، لكن اللجنة عادت إلى نشاطها قبل أسبوعين، تحت رقابة مكتب رئيس الحكومة، وذلك لتلافي أي إمكانية لحدوث أي مفاجأة. وأكد مكتب نتنياهو أنه لا يتدخل في طبيعة عمل اللجنة الفنية، وإنما يعمل فقط بمثابة مراقب خوفا من إعلان أي موقف يتعارض مع طبيعة الخطوات السياسية التي تقوم بها الحكومة، وكذلك خوفا من تبعات تطال العلاقة التي تربط إسرائيل بالحكومة الأميركية التي تطالب بتجميد البناء في القدس الشرقية. وحسب الصحيفة ذاتها فقد أكد رئيس اللجنة على الطبيعة الفنية لعملها، الذي لا يوجد فيه أي تغيير، حيث «تستمر اللجنة بعملها كما المعتاد وفي ظل تعاقب الحكومات المختلفة في إسرائيل»، وأكد أيضا أن اللجنة لا يوجد لديها أي دوافع محددة في إقرار خطط البناء إلا ما يتوافق مع التخطيط العام للبناء ووفقا لمصلحة المدينة.

وعقبت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» على ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية، بقولها إن ذلك مع ما يتوفر لدى المؤسسة من معلومات حول الموضوع نفسه، هو بمثابة إعلان حرب مجنونة وهستيرية على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وهو إشارة واضحة إلى تصعيد غير مسبوق على المسجد الأقصى والمحيط الأقرب إليه.

وأضافت المؤسسة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «ما أعلن عنه بمجمله ليس جديدا، لكن التوقيت في الإعلان عن هذه المشاريع التهويدية ينذر بخطر داهم قريب يتهدد المسجد الأقصى المبارك». وأكدت المؤسسة أن إحدى الخطط تشمل:

أولا: «إقامة مبنى بمساحة ثمانية آلاف متر مربع، يتضمن طوابق تحت الأرض، وموقف سيارات أرضيا، بالإضافة إلى ثلاثة طوابق فوق الأرض، وكذلك إقامة نفق تحت الأرض يصل إلى أسفل ساحة البراق قريبا من باب المغاربة، (أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك)، يرتبط بشبكة الأنفاق أسفل بلدة سلوان وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه القريب».

ثانيا: «أعمال بناء وتوسعة في ساحة البراق وإقامة مبانٍ مصفحة بالجدران ومسقوفة بعلو 8 أمتار ملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك ومواصلة أعمال الحفريات أسفل الموقع نفسه».

ثالثا: «إقامة مبنى على مساحة أكثر من ألف متر مربع يشمل بناء مركز كبير لقوات الاحتلال، على حساب مبنى إسلامي تاريخي على بعد أمتار من الجدار الغربي للمسجد الأقصى».

رابعا: «إقامة بناية من ثلاثة طوابق على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع في أقصى الجهة الغربية لساحة البراق، حيث تجري هذه الأيام حفريات واسعة، وسيتم بناء مركز تلمودي توراتي في المكان يركز على مفاهيم بناء الهيكل المزعوم».

خامسا: «أعمال بناء في منطقة قصور الإمارة الأموية في أقصى الجهة الغربية الجنوبية للمسجد الأقصى على مساحة 500 متر مربع، وهي أعمال توسعة للشرق ستضاف إلى الموقع التهويدي المسمى مركز (ديفيد سون) المقام على أنقاض وبقايا قصور الإمارة الأموية جنوب الأقصى».

وقالت «مؤسسة الأقصى»: «لم نفاجأ بخبر (يديعوت أحرونوت)، حيث كنا كشفنا وحذرنا من جميع المخططات التي ذكرت، ولكن أن تجمع هذه المشاريع التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى ومحيطه الأقرب في موعد واحد، فهذا معناه أن المؤسسة الإسرائيلية تعلن حربا مجنونة وهستيرية على المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، لا تختلف بفحواها عما نشر قبل أيام قليلة من تسجيل افتراضي لهجوم بطائرات حربية على المسجد الأقصى وتدميره وبناء هيكل مزعوم مكانه».

وتأتي هذه التطورات في وقت يزور فيه مبعوث السلام جورج ميتشل المنطقة اليوم، في محاولة لإحداث اختراق في المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت الأسبوع الماضي، لكن أيا من الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي لا يتوقع أي انفراجة تذكر.