اليمن: الإفراج عن 19 معتقلا من نشطاء الحراك الجنوبي

أنباء متضاربة حول استهداف مسؤولين في الحكومة

أعضاء في حركة انفصالية يمنية جنوبية قبل الافراج عنهم في مدينة هوتا (رويترز)
TT

أفرجت السلطات الأمنية اليمنية، أمس، عن 19 معتقلا من نشطاء الحراك الجنوبي في محافظة لحج الجنوبية، وذلك بعدما أمضوا أكثر من 3 أشهر في المعتقلات. وقالت مصادر محلية إن الإفراج عن المعتقلين جاء في ضوء توجيهات عليا، غير أن مصادر أخرى أرجعت ذلك إلى وساطة قادتها شخصيات محلية.

وجاء الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، بعد يوم واحد على اشتباكات دامية بين مسلحين مجهولين، يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي، وقوة عسكرية من الجيش اليمني المرابط في مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان في محافظة لحج التي تشهد توترا وانفلاتا أمنيا منذ عدة أشهر.

وقالت مصادر في محافظة لحج إن وساطة شخصيات قبلية في ردفان، أسهمت في تأمين إخراج عدد من المسؤولين الذين لجأوا إلى معسكر للجيش بعد الكمين الذي نصبه المسلحون لموكب رسمي يعتقد أنه كان يضم نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي ووزراء آخرين.

وقالت المصادر إن المسؤولين البارزين ومرافقيهم غادروا المنطقة باتجاه طريق تعز - صنعاء، غير أن السلطات اليمنية تنفي تعرض العليمي لمحاولة اغتيال، وأكدت أن إطلاق النار جرى بين دورية عسكرية لتأمين الطرقات ومسلحين من الخارجين على النظام والقانون، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 4 من رفاقه بجراح.

وأمس أعلنت مصادر محلية في ردفان أن مواطنا يدعى محسن العطفي، قتل في اشتباكات مساء أول من أمس، إلى جانب مقتل جنديين، وبحسب ذات المصادر، فإن المسلحين الذين هاجموا الموكب، استولوا على طاقم عسكري وقاموا بنهب محتوياته من مؤن غذائية وغيرها، قبل أن يحرقوه.

ورغم تقليل السلطات من أهمية ما حدث ونفيها لاستهداف أي مسؤول حكومي، فإن شهود العيان في المنطقة أفادوا لـ«الشرق الأوسط» بأن الجيش فرض طوقا أمنيا على منطقة ردفان الجبلية من عدة اتجاهات، حيث منع الدخول أو الخروج إليها عبر محافظة الضالع وكذلك من منطقة مثلث العند الذي يربط محافظات لحج وتعز وعدن.

وتتهم السلطات اليمنية قوى الحراك الجنوبي المنادي بـ«فك الارتباط» بين شمال البلاد وجنوبها، بتشكيل ميليشيا مسلحة تستهدف المواطنين الشماليين، سواء كانوا عمالا عاديين أو موظفين أو من رجال الجيش والأمن، غير أن قوى الحراك تنفي هذه التهمة وتقول إن نضالها سلمي.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد اليمن للاحتفال بذكرى مرور 20 عاما على إعادة توحيد شطري البلاد الشمالي والجنوبي في 22 مايو (أيار) الحالي، ومن المقرر أن تحتضن محافظة تعز (240 كم جنوب صنعاء) هذا الاحتفال الذي من المقرر أن يلقي فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كلمة، تتوقع المصادر أن تحمل مفاجآت، كما سبق ولمح إلى ذلك صالح بنفسه قبل عدة أيام.

في هذه الأثناء، بات من المؤكد أن تعاود صحيفة «الأيام»، إحدى أقدم الصحف اليمنية، التي تصدر من مدينة عدن، العاصمة الاقتصادية لليمن، الصدور في الـ23 من مايو الحالي، بعد توقف دام قرابة عام على أثر اتهامها من قبل السلطات بتبني قضايا الحراك الجنوبي ونشر أخباره بصورة «تمس الوحدة الوطنية»، هذا عوضا عن القضية الجنائية التي اُتهم فيها ناشرها هشام باشراحيل ونجلاه أثناء محاولة اعتقالهم قبل عدة أشهر.

وبحسب معلومات شبه مؤكدة، فقد التقى الرئيس صالح ناشر الصحيفة في القصر الجمهوري بعدن، قبل أيام، وناقش معه موضوع إعادة إصدار الصحيفة التي يتوقع أن تغير خطها التحريري، وفي المقابل نشرت الصحافة الرسمية شكرا من باشراحيل للرئيس اليمني على إصدار توجيهاته بإطلاق سراحه وسراح نجليه.