مجموعة اليورو تسعى لإسكات المشككين في احتمال «تفكك» العملة الأوروبية

في مقدمتهم مستشار أوباما

يتعرض اليورو لضغوط كبيرة («الشرق الأوسط»)
TT

يلتقي وزراء مالية منطقة اليورو (يورو غروب) اليوم في بروكسل في مسعى لإيجاد حل لتدهور العملة الموحدة الذي لم يتوقف على الرغم من إعلان خطة الدعم الأسبوع الماضي. وقد طغت المخاوف المستمرة على صحة الاقتصاد والميزانية في منطقة اليورو على التهدئة التي حملتها بداية الأسبوع الماضي هذه الخطة غير المسبوقة من حيث حجمها، إذ بلغت قيمتها 750 مليار يورو (نحو تريليون دولار)، المخصصة لدول تمر بمصاعب مالية في منطقة اليورو. وسيتعين على الـ«يورو غروب» بشكل خاص البحث عن حلول لهذه المفارقة: كيف يمكن تفادي تخوف الأسواق التي أصيبت بالذعر في البداية من حجم العجز العام غير المتوقع في منطقة اليورو، من الآن فصاعدا من الانعكاس السلبي التي ستتركه سياسات التقشف المقررة لمواجهته على النمو والاستهلاك.

وخلال يوم جمعة أسود، لا سيما بالنسبة إلى البورصات الأوروبية، تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، ليبلغ 1.2355 دولار، فيما عاد للارتفاع في 10 مايو (أيار) إلى 1.30 دولار. كما أن تصريحات سلبية أدلى بها الجمعة الماضي بول فولكر المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي باراك أوباما، لم تساعد العملة الأوروبية، خصوصا أنه غامر في التحدث عن احتمال «تفكك» منطقة اليورو.

إلى ذلك جاءت معلومات تم نفيها رسميا، مفادها أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هدد بانسحاب فرنسا من منطقة اليورو للضغط على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقبول بخطة إنقاذ اليونان، لتزيد من المخاوف أيضا. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية رأى رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أن الأسواق تواجه «أصعب وضع منذ الحرب العالمية الثانية»، فيما اعتبر كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي يورغن ستارك أن خطة الدعم «لم يكن من شأنها سوى كسب الوقت، ليس إلا». واعتبر ستارك في مقالة لصحيفة «فرنكفرتر الغيماينه تسايتونغ» أن كل ذلك سيبقى بلا نتيجة دون إصلاح اقتصادات منطقة اليورو ودون خطط اقتصادية. وهذا هو هدف المفوضية التي اقترحت الأربعاء رقابة مسبقة على مشاريع الميزانيات الوطنية، وطالبت بنظام عقوبات مشددة للدول التي تعتبر متراخية جدا.

وفي مسعى لتصحيح المسار سيدعو وزير الاقتصاد الألماني ولفغانغ شوبل «في الأيام المقبلة» زملاءه في الـ«يورو غروب» لإعداد «خطة منسقة» لخفض العجز في ميزانيات منطقة اليورو، كما أوردت مجلة «دير شبيغل» الألمانية. ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأعضاء الآخرين في منطقة اليورو إلى «إصلاح ماليتها العامة» و«تحسين قدرتها التنافسية» من أجل استقرار العملة الموحدة. وفي سياق أزمة اليونان التي تواجه فضلا عن ذلك عمليات إلغاء كثيفة في قطاع السياحة الحيوي، أعلنت إسبانيا والبرتغال الأربعاء والخميس تدابير تقشف قاسية (خفض رواتب الموظفين في إسبانيا وزيادة ضريبة القيمة المضافة، وفرض ضريبة استثنائية مضافة بنسبة 1% أو 1.5% بحسب الراتب في البرتغال). وتعول إيطاليا من جهتها على خطة تقشفية جديدة تتضمن خصوصا تجميدا لرواتب موظفين واقتطاعات في الميزانية. لكن المفوض الأوروبي المكلف الشؤون الاقتصادية الفنلندي أولي رين حرص السبت في زغرب على الطمأنة ودافع عن خطة دعم منطقة اليورو التي أقرها الاتحاد الأوروبي. وقال: «سنفعل كل ما يلزم للدفاع عن اليورو»، مضيفا: «من المهم أن تفهم الأسواق أننا جادون في دفاعنا عن اليورو والاستقرار المالي في منطقة اليورو».