الهلال والحاجز النفسي

مصطفى الآغا

TT

حتى أكون أمينا مع نفسي أولا قبل أن أكون أمينا مع الآخرين، فأنا لم أتوقع تلك النتيجة الكبيرة للهلال السعودي على ضيفه القوي والعنيد بونيوديكور الأوزبكي الذي يقوده ثعلب عالمي هو البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، الذي لا يقل أبدا (إن لم يزد) على البلجيكي غيريتس مدرب الهلال، لأن سكولاري أو فيليباو (الفيل الكبير) يعرف الكرة الخليجية والسعودية خير المعرفة، فقد درب الشباب السعودي والقادسية الكويتي ونال معه كأس الأمير يوم كانت البطولات تجافي القادسية، ثم استعاره المنتخب الكويتي فأحرز معه بطولة الخليج العاشرة التي جرت في الكويت، ثم درب بعدها الأهلي السعودي ونال كأس العالم مع البرازيل عام 2002، ومنها مع البرتغال لنهائي كأس أمم أوروبا 2004، حين حل وصيفا خلف اليونان ورابع العالم 2006 خلف ألمانيا... إنجازات جذبت الروسي رومان إبراموفيتش وملايينه وأيقوناته الكروية المكدسة والباحثة عن إنجاز فدرب سكولاري تشيلسي في واحدة من أسوأ تجاربه الكروية، حيث أقيل بعد سبعة أشهر، ولكنه انتقل إلى بونيوديكور الأوزبكي مقابل أعلى أجر لمدرب في العالم وصل إلى 16 مليون دولار سنويا!!

لهذا توقعت من هذا المدرب أن يحسب ألف حساب للهلال الذي يعرفه أكثر مني من خلال تشكيلته التي لا تخلو من النجوم، ولكن ما رأيناه أثبت لنا بالعين المجردة وغير الخبيرة بكرة القدم أن الهلال ومدربه غيريتس لم يترك له أي فرصة في الخروج فائزا أو حتى في التفكير بالخروج سعيدا من الرياض تماما كما حدث لمانشستر يونايتد أمام برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي، والذي جرى يوم الأربعاء 27 مايو (أيار) 2009؛ أي قبل 24 ساعة تماما من خروج الهلال المفاجئ جدا على يد أم صلال القطري بضربات الجزاء الترجيحية من الملعب نفسه، الذي لعب فيه الهلال مع بونيوديكور، وهو ما يؤكد أن الهلال وإدارته ولاعبيه قد هضموا تماما الدرس السابق، فلم يتركوا أي مجال للصدفة أمام بونيوديكور، فعبروا ما سماه الأمير عبد الرحمن بن مساعد الحاجز النفسي لدور الثمانية الكبار في آسيا، وهم كانوا مرشحين له هذه المرة كالتي سبقتها، ولكن الفارق أنهم وصلوا هذه المرة عكس التي سبقتها....

الوصول الذي تابعه في المنصة الرئيسية رؤساء أندية كبيرة، مثل الاتحاد والشباب والقادسية يجب أن يتم التعامل معه بكل الواقعية والهدوء والتبصر، وهو ما يفعله دائما وأبدا الأمير عبد الرحمن الذي لا يعطي أي فوز أكبر من حجمه مهما كانت أهميته ما لم يكن على لقب ما... فعلى الجبهة المقابلة، وصلت أربعة أندية كورية جنوبية بعدما فازت على أندية عملاقة، مثل: غامبا أوساكا الياباني، وشقيقه كاشيما آنتلرز، الذي سقط على أرضه، ومعهما الجار الصيني غوان بكين، والقادم الأسترالي آديلايد، الذي خسر هو الآخر على أرضه....

معطيات كورية خطيرة جدا، وهم أصحاب اللقب من أمام فريق سعودي هو الاتحاد، والرقم 4 يبدو مثيرا للأسئلة.... وحتى أكون صريحا للقلق لهذا، فالقادم ليس أسهل من الذي مضى، وخاصة أننا كعرب وكغرب آسيا نلعب بـ3 فرق سعودية وقطرية وإيرانية في مواجهة دولة واحدة بأربعة أندية...

سبق لبرشلونة أن كان وحيدا بين ثلاثة أندية إنجليزية في النصف نهائي الأوروبي وتوج باللقب عام 2009، وقبله فعلها الميلان يوم انحشر بين مانشستر وتشيلسي وليفربول عام 2007... أي من الممكن جدا أن لا نرى أي فريق كوري في النهائي، ولكن يجب أن لا نستهين بهم نهائيا.... وهنا بيت القصيد، لأننا لسنا وحدنا من يستعد ويتحضّر ويحلم ويتجهز للمواجهات...