من ذاكرة المونديال: السعودية تحقق الإنجاز التاريخي وتعبر إلى الدور الثاني في مونديال الولايات المتحدة

TT

في التاسع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) كان الموعد السعودي مع إنجاز التأهل إلى الدور الثاني في وقت كان فيه مجرد الحلم في تخطي الدور الأول بالنسبة لأي منتخب يشارك للمرة الأولى في المونديال ضربا من الخيال، فكيف إذا كانت المواجهة مع منتخب أوروبي لديه الطموح ذاته ومتمرس على بلوغ أدوار أبعد من ذلك.

ولم تعط الخبرة البلجيكية في كأس العالم تفوقا لأصحابها، لأن البلجيكيين دخلوا المباراة مدركين أن السعوديين ليسوا خصما سهلا، وكان لسان حال أبرز لاعبي المنتخب البلجيكي انزو شيفو يقول إن «المباراة مع المنتخب السعودي ستكون أصعب من التي خضناها مع المغرب، لأنه أخطر بكثير أمام المرمى».

المواجهة السعودية البلجيكية لم تكن عادية، وكان فارسها الأول اللاعب سعيد العويران الذي نقش اسمه بحروف من ذهب في سجلات الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، ليس لأنه سجل هدفا أعطى المنتخب السعودي تأشيرة الفوز على بلجيكا والعبور إلى الدور الثاني، لكن لأن الهدف سجل على الطريقة المارادونية.

فقد سار العويران بالكرة من قبل خط منتصف الملعب وشق طريقه بين المدافعين البلجيكيين وأودع الكرة في شباك الحارس البلجيكي ميشال برودوم في الدقيقة الخامسة من المباراة مسجلا أهم هدف في تاريخ الكرة السعودية حتى الآن.

وفي تفاصيل الهدف، بادر العويران إلى السير بالكرة من المنطقة السعودية، فتوغل في وسط الملعب وحاور مدفيد، ودخل المنطقة البلجيكية، ثم تخطى دي وولف وسميدتش وألبير، قبل أن يطلق الكرة قذيفة لحظة خروج الحارس برودوم لملاقاته.

وكان هدف العويران هو الأول الذي يدخل مرمى برودوم في البطولة، وعبثا حاول بعده رفاقه بقيادة شيفو إدراك التعادل، لكن التكتل الدفاعي السعودي حال دون ذلك، بل إن بعض الهجمات المرتدة لحمزة إدريس وفهد الهريفي كادت تزيد الغلة للأخضر.

وشبه الخبراء هدف العويران إلى حد كبير بهدف الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، حيث سجل الأخير هدفا مماثلا عندما قطع نصف الملعب متخطيا أكثر من لاعب قبل أن يهز الشباك الإنجليزية في كأس العالم في المكسيك عام 1986، التي أحرزت لقبها الأرجنتين لاحقا أيضا.