فتفت وماروني لـ«الشرق الأوسط»: الخطاب مؤشر إلى تفجير كبير في لبنان والمنطقة

مواقف متباينة من خطاب نصر الله وتداعياته الداخلية والإقليمية

TT

قوبل الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أول من أمس لمناسبة الذكرى العاشرة لتحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي بجملة مواقف متباينة، ففي وقت وصفته شخصيات سياسية ونيابية في فريق 14 آذار بـ«التصعيدي والتعبوي الذي قد يمهّد لتفجير كبير»، اعتبرت شخصيات مؤيدة للحزب وخياراته أنه (الخطاب) يشكّل «مظلة حماية للبنان ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل».

ووصف عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت خطاب نصر الله بالـ«تعبوي»، وعبّر لـ«الشرق الأوسط» عن خشيته «من تحوله من خطاب يراد به فرض توازن الرعب، إلى خطاب حرب قد يقودنا إلى مواجهة لا يريدها اللبنانيون»، وقال: «من يقرأ التاريخ جيدا يجد أن كل تصعيد قاد إلى تفجير كبير وهذا ما يقلقني أكثر، سيما أن هذا الخطاب التصعيدي تزامن مع توتر يحيط بلبنان في هذه المرحلة الحساسة للغاية». ورأى أنه «من هنا يكمن خوفنا من بقاء قرار الحرب والسلم خارج سلطة الدولة اللبنانية التي تتحمل دائما تبعات كل عدوان يستهدف شعبها وأراضيها ومؤسساتها وبناها التحتية». بدوره استغرب عضو كتلة «الكتائب» النائب إيلي ماروني في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» هذه «اللهجة التصعيدية التي لجأ إليها السيد نصر الله كأن الحرب واقعة في وقت تعمل فيه الدولة على أبواب فصل الصيف لتفعيل موسم السياحة في لبنان وإنقاذ الوضع الاقتصادي»، وقال: «إذا كان السيد نصر الله يريد إعطاء المعنويات لمقاتليه فهو بذلك يرسم صورة ضبابية عن مصير لبنان، صورة تعزز فرضيات تفيد أن أجواء الحرب تخيّم على لبنان والمنطقة، وفي هذا الكلام دليل ساطع أن قرار الحرب والسلم هو بيد حزب الله وسورية وإيران، وهذا ما نرفضه»، مشددا على «ضرورة أن ننتهي من معزوفة السلاح غير الشرعي وأن لا يبقى أي سلاح سوى سلاح الدولة، وفي حال اعتدت إسرائيل على لبنان سنتحول كلنا إلى مقاومة». أما عضو كتلة حزب الله النائب حسن فضل الله فقد اعتبر أن «معادلة الرد بالمثل ضد أي عدوان على لبنان والتي تقوم على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة هي مظلة الحماية للبنان وهي التي تمنع إسرائيل من المغامرة في وقت لم تحمِنا فيه أي مظلات أخرى»، مشيرا إلى أن «السلاح الأميركي المتدفق على إسرائيل هو الذي يثير القلق في المنطقة، ونحن موقفنا واضح من هذه الإدارة الأميركية التي تمارس الضغوط النفسية والسياسية والدبلوماسية لمنع لبنان من امتلاك الإمكانات التي تخوّله الدفاع عن نفسه»، مؤكدا أن كل هذه الضغوط لن تؤثر على خياراتنا ولا على التزاماتنا ونحن من حقنا أن نمتلك كل الإمكانات والقدرات التي ندافع بها على أنفسنا».