إيطاليا منحت «اللجوء السياسي» لأبو عماد المصري في محبسه

المعهد الثقافي الإسلامي بميلانو: ترحيل عشرات الأئمة لبلادهم

أبو عماد المصري
TT

في حين قال نائب مدير المعهد الثقافي الإسلامي بميلانو، محمد رضا البدري، لـ«الشرق الأوسط» إنه يجري ترحيل عشرات الأئمة من المسلمين إلى بلادهم الأصلية، كشفت مصادر الإسلاميين الأصوليين في مصر وإيطاليا لـ«الشرق الأوسط» أمس عن أن السلطات الإيطالية منحت الشيخ المصري في مدينة نابولي، الحسيني عرمان الشهير بـ«أبو عماد المصري»، حق اللجوء السياسي، قائلة إن هذه الخطوة من جانب إيطاليا تأتي لعرقلة طلب مصري بتسليم أبو عماد للقاهرة. وبينما لم يتسن الحصول على تعليق من السفارة الإيطالية في القاهرة، قال مصدر أمني مصري إن بلاده لم تتقدم بطلب لتسلم أبو عماد، نافيا علمه بحصول الشيخ المصري الأصل على حق اللجوء السياسي. وحكم القضاء الإيطالي على أبو عماد أواخر الشهر الماضي بالسجن 44 شهرا بدعوى ارتباطه بخلايا إسلامية، ومحاولة تكوين خلية إرهابية مرتبطة بجماعة سلفية تنشط في إقليم لومبارديا ومدينة ميلانو.

واعتبرت مصادر الجماعة الإسلامية في مصر أمس أن أبو عماد أسير في بلاد الغرب وضحية لتوجهات الرأي العام المعادية للإسلام في أوروبا وأميركا، وأنه (أبو عماد) أسير مثله كمثل (الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية) عمر عبد الرحمن المسجون في أميركا منذ نحو 17 سنة، مشيرة إلى أن أبو عماد تم منحه اللجوء السياسي يوم الجمعة الماضي، وإبعاده في الوقت نفسه عن باقي الإخوة في سجون ميلانو وخارجها.

وفي اتصال عبر الهاتف من مدينة ميلانو الإيطالية، قال البدري: «تأكدنا من حصول أبو عماد على حق اللجوء السياسي، وهو في سجنه الجديد بمدينة نابولي التي تبعد نحو 1200 كلم عن مدنية ميلانو، على الرغم من أنه تقدم بطلب اللجوء السياسي للسلطات الإيطالية منذ نحو 17 سنة».

وأضاف البدري الذي تعود أصوله لمحافظة الغربية في مصر: «لم تسمح السلطات هنا بمنح أبو عماد اللجوء السياسي إلا بعد دخوله السجن مؤخرا.. أعتقد أن هذا يرجع لرغبة إيطاليا في الإبقاء عليه في سجنه على الأراضي الإيطالية لعدة أسباب؛ منها خشية السلطات الإيطالية من انتقادات الاتحاد الأوروبي لها في حال تسليمه للسلطات المصرية، وكذا رغبة إيطاليا في منعه من التحدث لاحقا عما تعرض له من انتهاكات لحقوق الإنسان يمكن أن يكشف عنها للرأي العام، كما حدث مع الشيخ أبو عمر المصري المعروف باسم شيخ ميلانو (موجود حاليا في مصر) وأثار ضجة بعد تعرضه لمحاولة اختطاف على أيدي عملاء غربيين في إيطاليا قبل عدة سنوات».

وقالت مصادر الإسلاميين إن السلطات المصرية كانت تعتزم طلب تسلم أبو عماد، استنادا إلى ما قالت إنها اتفاقية جرى توقيعها بين البلدين مؤخرا لتبادل المحكومين والسجناء، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن أبو عماد يحمل جواز سفر مصريا انتهت صلاحيته منذ أكثر من عشر سنوات، وقالت إنه تقدم أكثر من مرة لتجديده من القنصلية المصرية في ميلانو إلا أنه لم يتمكن من ذلك.

وأضافت أن أبو عماد ليس عليه أية أحكام أو قضايا في مصر، التي تركها منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي للقتال مع المجاهدين الأفغان ضد الاتحاد السوفياتي. وبداية من عام 1995 تولى أبو عماد إدارة شؤون المعهد الثقافي الإسلامي بميلانو من حيث الإمامة والخطابة والتدريس، وتناول ما يصفه الإسلاميون بـ«الظلم الشنيع الواقع على إخوانهم المسلمين في فلسطين والعراق وغيرها». وقال الدكتور عبد الآخر حماد، على موقع الجماعة الإسلامية في مصر أمس: «لا نكون مبالغين إذا قلنا إن وجود أمثال الشيخ أبو عماد (في الغرب) كان صمام أمان يمنع كثيرا من الشباب المتحمسين من القيام بمغامرات غير محسوبة».

ومن جانبه، أوضح مصدر أمني مصري أن القاهرة لم تتقدم بطلب لتسلم أبو عماد من السلطات الإيطالية، نافيا علمه بحصول الشيخ المصري الأصل، على اللجوء السياسي في إيطاليا. من جانب آخر كشف البدري، عن أن السلطات الإيطالية، التي يهيمن على جانب من قراراتها سياسيون محافظون، قامت ومنذ عام 2003 وحتى الآن بترحيل العشرات من أئمة المساجد وإعادتهم إلى بلادهم.