بوتفليقة يقرر المشاركة في قمة أفريقيا فرنسا

بعد توتر سياسي بين البلدين بسبب «ملفات الماضي»

TT

أعلنت الرئاسة الجزائرية أمس أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيشارك في أشغال قمة أفريقيا - فرنسا الخامسة والعشرين المقررة الاثنين والثلاثاء في مدينة نيس الفرنسية. وتأتي زيارة بوتفليقة إلى فرنسا في الوقت الذي تم فيه تأجيل زيارة دولة كان من المقرر أن يقوم بها العام الماضي إلى أجل غير مسمى على خلفية توتر سياسي بين البلدين ناجم أساسا عن خلافات مستمرة بشأن فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

ومن جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن «حضور الرئيس بوتفليقة تأكد»، مشيرة إلى أنه سيلتقي نظيره نيكولا ساركوزي. وقال البيان: «ليس من المقرر حاليا تنظيم اجتماع ثنائي لكن الرئيسين سيلتقيان بالتأكيد وسيتحادثان».

وقال بيان الرئاسة الجزائرية إن «رؤساء الدول والحكومات سيتشاورون حول سبل تعزيز دور أفريقيا في التصميم الجديد للحكامة العالمية وآليات دعم النظام الأمني الجماعي الذي حدده الاتحاد الأفريقي لرفع تحديات الاستقرار والسلم والأمن في القارة وكذا التكفل بمصالح أفريقيا أمام رهانات التغيرات المناخية».

وفي مقابل العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين البلدين فإن العلاقات السياسية تدهورت بشكل كبير منذ مشاركة بوتفليقة في قمة تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط في يوليو (تموز) 2008 بباريس. وتم تأجيل زيارة مقررة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للجزائر عدة مرات.

ومن المواضيع التي فاقمت الخلاف بين البلدين استياء الجزائر مطلع فبراير (شباط) الماضي من قيام فرنسا بإدراجها في لائحة سوداء للبلدان التي تنطوي على مخاطر على النقل الجوي. كما أنها استاءت من نزع السرية عن وثائق فرنسية عن مقتل رهبان فرنسيين في الجزائر عام 1996.

في المقابل ندد الكثير من النواب الفرنسيين بمقترح قانون عرضه نواب جزائريون في فبراير الماضي يهدف إلى تجريم الاستعمار الفرنسي. ومنذ سنوات كثيرة يسمم الماضي العلاقات بين البلدين. وخلال زيارة قام بها ساركوزي نهاية 2007 للجزائر، ندد الرئيس الفرنسي بشدة بالنظام الاستعماري «غير العادل بطبيعته» غير أنه رفض التعبير «عن الندم» عن استعمار بلاده للجزائر.