توتر أمني وسياسي شمال لبنان.. وحملة على رئيس «القوات»

فرنجية ينبه الحريري و«الدول» التي تساند جعجع

TT

توتر الوضع الأمني والسياسي في شمال لبنان عشية انطلاق المرحلة النهائية من الانتخابات البلدية، مما أدى إلى تفاقم الضغوط السياسية على رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» بعد قيام أحد مناصريه بقتل شخصين من أنصار خصمه السياسي في الشمال رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي شن هجوما عنيفا على جعجع، تعداه ليطال رئيس الحكومة سعد الحريري وكل من يدعم جعجع، منبها إياهم إلى أنهم «يدعمون مجرما لا مشروعا سياسيا».

وغمز فرنجية من قناة ماضي جعجع، واصفا إياه بأنه «مجرم خارج من السجن» في إشارة إلى قضاء جعجع 11 عاما في السجن بتهم تتعلق باغتيالات سياسية حصلت خلال فترة الحرب الأهلية وبعدها، مؤكدا أن «لا مصالحة مع رئيس الهيئة التنفيذية في (القوات اللبنانية) سمير جعجع، فالدم يكبر بيننا وبين القوات»، وقال: «في فترة ما كان يسمى بالوصاية (السورية) والتي كان فيها شخص في السجن (جعجع) لم يكن هناك أي إشكال بين المسيحيين»، سائلا: «لماذا عندما خرج هذا الشخص أصبح هناك خلاف بين المسيحيين ودائما تشكل (القوات) طرفا فيه سواء بينها وبين العونيين أو بينها وبين المردة». فرنجية الذي اعتبر أن «هذا المجرم بقي مجرما وهذا الشخص تاريخه إجرام ودم ومحكوم بالإعدام وخرج بقانون مفصل على قياسه وليس بعفو»، أشار إلى أنّ «كل من يدعم سمير جعجع من (رئيس الحكومة) سعد الحريري أو أي دولة أخرى أذكّرهم بأنهم يدعمون مجرما وليس طرفا سياسيا». وأضاف: «نتفاجأ ببيان (القوات) الذي صدر، وقال إن الذي حصل هو دفاع عن النفس»، ورد بأن «الدفاع عن النفس هو عندما يطلق عليك النار فتدافع بالنار».

وكان قد صدر بيان عن الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» استنكر هذا «الحادث الأليم». وأكدت «القوات اللبنانية»، في بيانها، أنها «دائما مع تطبيق القانون في كل الظروف وشتى الأحوال، وهي لهذه الغاية ترفع الغطاء عن أي شخص له علاقة بالحادثة، وتبدي استعدادها الكامل لمساعدة المراجع القضائيّة المختصة حيث تدعو الحاجة وحيث بإمكانها ذلك»، متمنية على الأجهزة الأمنية المعنية «اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاستتباب الوضع الأمني على الأرض ومنع تكرار هكذا حوادث». وأكدت عضو كتلة القوات اللبنانية زوجة جعجع النائبة ستريدا جعجع أن الإشكال في بلدة ضهر العين فردي، وقالت: «نحن في صدد التحضير لتقديم التعازي عبر وفد باسم القوات اللبنانية». واستغربت الكلام الصادر من قبل النائب سليمان فرنجية، لا سيما لجهة «أنه أشار إلى أنه يتحدث بمنطق الدولة ونحن نتكلم بمنطق اللادولة». وتابعت قائلة: «اتصلت بالأمس بقائد الجيش وأعلمته أننا في صدد تسليم الفاعل في أسرع وقت ممكن».

وردا على سؤال، أجاب جعجع: «النفس الذي سمعناه اليوم ليس بجديد، ونحن نعاني منه منذ زمن ونسعى لتفادي المشكلات». وأضافت: «أما حول الكلام عن (الحكيم)، فأترك للبنانيين أن يتكلموا عن (القوات) وعن سمير جعجع وعن الدور الذي يلعبه على الساحة اللبنانية».

ولفت منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد إلى أن «ما قاله فرنجية كلام كبير، وأهم شيء، التهديد الذي يبلغه لأهل المنطقة ويقول إنه لم يتدخل وكأنه يوحي بأن غدا قد تحصل مشكلات في زغرتا أثناء الانتخابات وأن الناس (ستفلت) على بعضها بعضا»، داعيا «فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ورئيس الحكومة (سعد الحريري) ووزير الداخلية (زياد بارود) أن يعودوا ويقرأوا هذا الكلام الصادر عنه، وإذا كان هناك من ضرورة لتأجيل الانتخابات لأسبوع من جراء هذا التهديد كان به».

=