هنية عن دور تركيا: دولة الخلافة تقود تحولات استراتيجية في المنطقة

عناصر من القوات البحرية التابعة لحماس يقومون بدورية امس استعدادا لاستقبال اسطول الحرية (أ.ف.ب)
TT

اتصالات مع حكومات أوروبية لثني إسرائيل عن منع الأسطول > تل أبيب تضع خطة لعزل الأسطول إعلاميا وتفوض «القوة 13» للسيطرة على السفن غزة: «الشرق الأوسط» في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى مسار «أسطول الحرية» الذي يستعد للتوجه إلى شواطئ قطاع غزة في خطوة تهدف إلى تحدي الحصار المفروض عليه، كشف النقاب أمس عن اتصالات تجري بين الحملة الأوروبية المشرفة على تنظيم رحلة الأسطول وعدد من الحكومات الأوروبية للتصدي للمخطط الإسرائيلي الهادف إلى منع وصول الأسطول إلى شواطئ غزة بالقوة.

وقال رامي عبده الناطق بلسان الحملة في تصريحات لعدد من الصحافيين في غزة عبر الهاتف إن اتصالات تجري حاليا بين الحملة ووزارتي الخارجية السويدية والفرنسية بشأن التدخل لدى السلطات الإسرائيلية لثنيها عن خطوتها، مشددا على أن القائمين على الحملة والمشاركين فيها عاقدون العزم على الوصول إلى غزة بأي ثمن. وأشار إلى أنه كان من المفترض أن يتحرك الأسطول الليلة الماضية من نقطة الالتقاء قبالة الشواطئ القبرصية، مشيرا إلى أن التأخير في الوصول إلى غزة لا يعد مشكلة بالنسبة للقائمين على الحملة، مشددا على أن المهم هو تحقيق الغاية الرئيسية المتمثلة في الوصول وإغاثة المحاصرين.

وأشار عبده إلى أن تأخر انطلاق الأسطول يعود بشكل أساسي إلى بعض المشكلات الفنية التي يتم معالجتها وتؤثر على مسارات السفن المشاركة في الأسطول. وأضاف «لا خيارات أمامنا في ظل تواصل التهديدات الإسرائيلية في تغيير الطريق كونه واحدا، لكن هناك بعض الترتيبات لضمان الوصول وهي مجرد محاولات لا أكثر»، متوقعا أن يصل أسطول الحرية لشواطئ غزة ظهر اليوم.

وأوضح عبده أنه في حال حالت إسرائيل دون وصول الأسطول إلى غزة فإن السفن المشاركة فيه ستواصل الاعتصام في عرض البحر حتى يتمكن المشاركون في الحملة من إيصال الإغاثة للمحاصرين.

من ناحيته دعا رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية الجماهير الفلسطينية في غزة للخروج في مسيرات وتنظيم مهرجانات لاستقبال ضيوف أسطول الحرية. وفي إشارة إلى دور تركيا قال هنية «دولة الخلافة تركيا تقود تحولات استراتيجية بالمنطقة قائمة على الانفصال عن التحالف مع المشروع الإسرائيلي. نحن في لحظات تاريخية بل مفصلية تفصلنا عن إنهاء الحصار بالكامل، فحصار غزة كان دوليا ورفعه وكسره سيكون دوليا أيضا». واعتبر هنية أن وصول الأسطول يمثل «نصرا لغزة ولمن بالقافلة وإن تعرضت لها إسرائيل فهو أيضا نصر لغزة وللقافلة كون الفضيحة السياسية والإعلامية لها، وأنها ستحمل قوافل أخرى من جديد»، متابعا «فإذا وصلوا غزة فهم أبطال وإذا أسروا فهم أبطال وإذا عادوا لبلادهم فهم أبطال». وطالب هنية المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بالوقوف إلى جانب القافلة للتصدي لعربدة الاحتلال في البحر والقرصنة الإسرائيلية.

من ناحية ثانية كشفت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن خطة إسرائيل للتشويش على السفن المشاركة في الأسطول. وأشارت القناة إلى أن إحدى أهم الخطوات التي قررها الجيش الإسرائيلي هي تقليص قدرة القائمين على الحملة من استخدام وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه وضع خطة للتأثير على البث التلفزيوني الفضائي من داخل الأسطول، مما سيقلص عدد الصور التي ستبث عبر شاشات التلفزة العالمية أثناء قيام الجيش بمداهمة السفن. وأوضحت القناة أن مهمة السيطرة على السفن أوكلت لـ«القوة 13»، أو ما يعرف بـ«الكوماندو البحري»، وهي الوحدة الخاصة المسؤولة عن إحباط عمليات تهريب السلاح عبر البحار، علاوة على مشاركتها في تنفيذ العشرات من عمليات التصفية ضد نشطاء المقاومة منذ اندلاع الانتفاضة الأولى.

وفي مؤشر على شروع إسرائيل في التشويش على مسار الأسطول، قال أمين أبو راشد عضو الحملة الدولية، إحدى الجهات المشرفة، إن إسرائيل تشوش على وسائل الاتصال في محاولة منها للتأثير على ممرات السفن المحددة سلفا، موضحا أن الفنيين المصاحبين للأسطول يحاولون إحباط المخطط الإسرائيلي. وقال أبو راشد المتواجد على القارب 8000 إن القائمين على الحملة يحاولون بكل جهد تمكين أكبر عدد من البرلمانيين الأوروبيين والعرب والمسلمين من المشاركة في الأسطول بعد أن منعتهم السلطات القبرصية، منوها إلى أنه سيتقرر في وقت لاحق ما إذا كان الأسطول سيصل شواطئ غزة صباح اليوم أو صباح غد.

يذكر أن «أسطول الحرية» يتضمن سبع سفن هي: سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علمي تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وسفينة شحن أيرلندية تابعة لحركة «غزة الحرة»، وسفينتان لنقل الركاب، تسمى إحداها «القارب 8000» نسبة لعدد الأسرى الفلسطينيين، بجانب سفينة الركاب التركية الكبرى.