نتنياهو ينوي استئناف البناء في المستوطنات بعد أربعة أشهر ولكن من دون قرار

مكتبه اتهم «كديما» بتقديم النصائح للفلسطينيين لإحراجه وتعميق الهوة بينه وبين واشنطن

TT

كشفت مصادر سياسية في إسرائيل أن التجميد الجزئي للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية لن يمدد بعد انتهاء الشهور العشرة في سبتمبر (أيلول) القادم، وأن حكومة بنيامين نتنياهو ستستأنف هذا البناء، ولكن بصمت ومن دون قرار رسمي. وقالت هذه المصادر، حسب صحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» الإسرائيليتين، إن «نتنياهو تعلم الدرس من تجارب الماضي، فالأميركيون وحلفاؤهم في العالم يغضبون عندما تكون هناك قرارات رسمية، ولكن بناء من دون قرار يمكن غض الطرف عنه».

وذكرت الصحيفتان، أن هناك ظروفا موضوعية يتم استغلالها في إسرائيل لتمرير السياسة الاستيطانية. فمن المعروف أن تجميد البناء الجزئي في المستوطنات ينتهي في 26 سبتمبر. والكنيست، يخرج إلى عطلته الصيفية في الأول من أغسطس (آب) القادم، وهي عطلة طويلة مدتها ثلاثة شهور ونصف الشهر، لن تكون فيها مناقشات حول الموضوع ولن تكون قرارات ولا تسريبات للصحافة. وفي هذا الموعد، ستكون الولايات المتحدة غارقة في الانتخابات الجزئية، التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) لانتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وثلث نواب مجلس الشيوخ وعدد من حكام الولايات.

وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن المرشحين من الحزب الديمقراطي غاضبون على الرئيس باراك أوباما بسبب ضغوطه على إسرائيل وتعامله المهين مع رئيس حكومتها. فهؤلاء المرشحون يحتاجون إلى تمويل اليهود الأميركيين وأصواتهم. واليهود يصوتون بنسبة 75% للحزب الديمقراطي. ولكن مع صدام أوباما بإسرائيل وحكومتها، سوف يخسرون أصواتا كثيرة وأموالا أكثر، لصالح مرشحي الحزب الجمهوري الذين يهاجمون أوباما على سياسته السلبية تجاه إسرائيل. ففي أجواء كهذه، لا يمكن لأوباما أن يمارس ضغوطا على حكومة إسرائيل. ونتنياهو يدرك ذلك جيدا. لذلك، وجد هذا الحل، بأن يستأنف البناء في المستوطنات، ولكن من دون أن يتخذ قرارات رسمية بذلك.

من جهة ثانية، كشفت خطة أخرى لنتنياهو، وذلك خلال تراشق الاتهامات بين مكتب رئيس الوزراء وبين الأمين العام لحزب «كديما»، حاييم رامون، على خلفية نشاط الأخير مع الفلسطينيين ومع الإدارة الأميركية. فقد ادعى مكتب نتنياهو أن رامون يلتقي مع كثير من قادة السلطة الفلسطينية ويقدم لهم النصائح حول كيفية التصرف لإحراج الحكومة الإسرائيلية وتعميق الهوة بينها وبين الإدارة الأميركية. ورد رامون، فأكد أنه يجري لقاءات فعلا مع مسؤولين فلسطينيين وأميركيين وذلك بهدف دفع عملية سلام حقيقية. وقال إنه إذا كانت حكومة نتنياهو جادة في هذه العملية، فيجب أن ترى نشاطه إيجابيا وتشكره عليه. وأما إذا كانت معنية بإفشال هذه العملية والتفتيش عن وسائل لإظهار الفلسطينيين رفضيين، فإنها من دون شك ستنزعج من نشاطه.

وذكرت مصادر مقربة من رامون، أن الشعور السائد هو أن نتنياهو ليس جادا في المفاوضات السلمية. وهو يفتش فعلا عن وسائل تؤدي إلى إفشال المفاوضات بشكل يتهم فيه الفلسطينيون. ولكنها أشادت بموقف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، «الذي تقدم باقتراحات جديدة تؤكد جديته في إنجاح المفاوضات». وقالت إن ما نشر عن عباس أنه اقترح تبادل أراض بنسبة 4% من مساحة الضفة الغربية هو معلومات صحيحة. وإن حكومة سلام فياض تجري تنسيقا أمنيا مثابرا مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، بطريقة تمنع إسرائيل من اتهامها بالتقصير في الموضوع. وإن واشنطن أعربت عن ارتياحها من ذلك وأشادت بالموقف الفلسطيني.