مخاطر المماطلة في تشكيل الحكومة

TT

* تعقيبا على خبر «سجال بين مفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية حول تأخر المصادقة على النتائج»، المنشور بتاريخ 31 مايو (أيار)، أقول: ليس خافيا على أي مراقب أن عملية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، تصب في صالح المالكي، لأنها تعطيه وقتا أطول للمناورة ومحاولة عقد صفقات وتقديم تنازلات، وعمل أي شيء يمكن أن يجعله يحتفظ بمنصبه. كما أنها تؤكد حقيقة خطيرة، وهي أنه استطاع تسييس القضاء وجعل المحكمة العليا (كما تعودنا منها ومن جهات قضائية أخرى) تعمل بناء على أوامره وتحقق مصالحه بخلق الحجج التي من شأنها إعطاء المبرر لتأخير إعلان النتائج. إن أخطر ما في الموضوع، هو أن المالكي ومن خلال سلوكه وتصريحاته المتشنجة، أكد نيته التمسك بالسلطة، وعدم استعداده للتنازل عنها، مستفيدا من دعم إيران له، متوهما أن ورطة أميركا في العراق لن تجعلها تتدخل للجم طموحاته غير المشروعة، بل ستوجه اهتمامها إلى إكمال عملية الانسحاب، والتخلص من تبعات مغامرة بوش. إن طموحات المالكي ستجعله سببا لتوتر العلاقات بين أبناء الشعب وطوائفه وأحزابه، ومصدر تهديد لجيرانه المتوجسين من الخطر الإيراني وامتداده العسكري.

مازن الشيخ – ألمانيا [email protected]