محكمة دولية لمعاقبة الآخرين

TT

* حتى تكون هناك صدقية لما قاله الأمين العام للأمم المتحدة في مقاله «عصر جديد من المساءلة مع المحكمة الجنائية الدولية»، المنشور بتاريخ 31 مايو (أيار) الماضي، عليه أولا أن يحرر الأمم المتحدة نفسها من هيمنة الدول الكبرى واستغلالها، التي تملك حق «الفيتو» غير الأخلاقي، الذي ترهب به أمما وشعوبا بأكملها، وبخاصة الدول الغربية التي جعلت مجلس الأمن سيفا مسلطا على رقاب الدول التي تعارض سياسة الهيمنة الغربية، بينما تحمي هذه الدول نفسها الكيان الصهيوني منذ قيامه من أي قرارات دولية، حتى أصبحت إسرائيل فوق القانون الدولي وتفعل ما تشاء من دون أن تخشى العقاب بفضل تلك الحماية. ثم لماذا ترفض أميركا نفسها الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية؟ بل وتطالب باستثناء جنودها ومواطنيها من قوانين هذه المحكمة، بينما تطالب دولا بعينها الانصياع لهذه المحكمة؟ إن من أنشأوا هذه المحكمة أرادوا لها أن تكون ذراعا قانونية لهم لتأديب الخارجين عن طوعهم، وإلا ما معنى أن تتجاهل هذه المحكمة الجُرم المشهود والموثق في فلسطين المحتلة والعراق وأفغانستان، وتقول بأن ما يحدث ليس تحت ولايتها، والأصح هو أنها تتهرب، لأن المسؤولين عن هذه الجرائم هم أميركا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، بينما تنشط المحكمة ضد السودان بادعاءات كاذبة وغير مشهودة أو موثقة.

عبد الخالق محمد طه – الإمارات [email protected]