صوت الثورة الكوبية يجوب المدن الأميركية لأول مرة من 30 عاما

تطبيع ثقافي يبدأ من «كارنيغي هول» يقوده «اليساري» سيلفيو رودريغيث

سيلفيو رودريغيث مع عازفة الناي نوركا غونزاليس في حفل أقيم مجانا في الإكوادور (أ.ف.ب)
TT

يشدو المغني ومؤلف الأغاني سيلفيو رودريغيث، الذي يعتبره كثير من اليساريين في أنحاء العالم الصوت الموسيقى لكوبا فيدل كاسترو، قريبا على مسارح الولايات المتحدة الأميركية.

وتعد الجولة، التي من المقرر أن تشمل حفلتين في قاعة «كارنيغي هول» الشهيرة في نيويورك وخمس حفلات أخرى في أنحاء أميركا في الشهر الحالي، هي أول جولة لرودريغيث في الولايات المتحدة الأميركية منذ 30 عاما.

وكان إقبال الجمهور على حفلة المغني الكوبي كبيرا جدا، مما حدا بقاعة «كارنيغي هول» إلى أن تدرج حفلة ثانية على قائمتها في اللحظة الأخيرة.

لسنوات عديدة، انعدمت جولات الفنانين المقيمين في كوبا في أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، كما هو الحال بالنسبة للجولات الكوبية للفنانين الأميركيين. ومع هذا، فمنذ تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما في يناير (كانون الثاني) 2009، شهدت العلاقات تحسنا طفيفا في التبادل الثقافي بين أميركا وكوبا.

وحصل رودريغيث في أوائل الشهر الماضي على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، الأمر الذي حرم منه عدة مرات قبل هذا، كان آخرها في مايو (أيار) العام الماضي.

يذكر أن رودريغيث هو زعيم حركة «نويفا تروفا» الموسيقية، والتي كانت ملتزمة سياسيا تجاه الثورة الكوبية التي قادها الأخوان كاسترو. ويشدو رودريغيث في حفل غنائي في قاعة «كارنيغي هول» في 4 يونيو (حزيران) الجاري وحفل آخر في القاعة نفسها في العاشر من الشهر الحالي، كما يقدم حفلا غنائيا في أوكلاند بولاية كاليفورنيا في 12 يونيو الحالي وآخر في لوس أنجليس في 17 من الشهر نفسه، وحفلا في واشنطن في 19 يونيو، ورابعا في شيكاغو في 21 يونيو، وخامسا في أورلاندو بولاية فلوريدا في 23 يونيو.

وعلى الرغم من عقود من التوتر بين النظام الكوبي الذي يكن له المغني مشاعر الموالاة والسلطات الأميركية، إلا أن المغني، 63 عاما، يتطلع للعودة للولايات المتحدة.

وكتب رودريغث على مدونته على الإنترنت «آمل أن يتسنى لي الوقت للعودة إلى المتحف الوطني للطيران والفضاء في واشنطن، والذي توجد به (طائرة) سبيرت أوف سانت لويس، الطائرة التي عبر فيها (تشارلز) ليندبيرغ المحيط الأطلسي. إنها صغيرة للغاية، وبمحرك واحد. لا يمكن للمرء أن يتخيل كيف أن طائرة كهذه يمكنها أن تطير فوق هذه المساحة الشاسعة».

وتساءل «بعض الأدوات التي تحقق أعمالا إنسانية فذة تبدو مثل الألعاب. ربما تكون من هذا القبيل؟» وأشار رودريغيث إلى أن تذاكر أولى حفلاته في قاعة «كارنيغي هول» بيعت قبل الحفلة بفترة طويلة، لذا تم إدراج الحفلة الثانية ضمن البرنامج.

وذكرت النسخة الإلكترونية من صحيفة «إل موندو» الإسبانية أن رودريغيث فضل ألا يغني في ميامي ليتجنب نشوب جدل مع الكوبيين في المنفى المناهضين لكاسترو والذي يتركزون في «ميامي» إحدى أكبر مدن ولاية فلوريدا الأميركية. وقال منظم جولته إنه تجنب متعمدا تنظيم حفلات في ميامي.

وقال هوغو كانسيو، منظم الجولة، للصحيفة، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية للأنباء، «هناك كثير من الكوبيين والأميركيين من أصل لاتيني في فلوريدا يريدون رؤية سيلفيو يغني في حفلة. لطالما أردت أن أنظم حفلة في ميامي، لكن ستكون مثيرة جدا للجدل ويجب أن نتجنب أي نوع من المواقف يمكن أن يفسره الناس على أنه تحريضي».

وانتقد المغني، قبل بدء جولته، في هافانا قانون الهجرة الجديد الذي أصدرته ولاية أريزونا.

وقال لوسائل الإعلام الكوبية قبل توجهه إلى بورتوريكو «مثل أي شخص حساس في هذا العالم، أعارض قانون أريزونا وأعارض أي قانون يميز بين الناس ويعاملهم كما لو كانوا حيوانات يذهبون إلى الولايات المتحدة برغبة العمل».

وقدم رودريغيث الأحد الماضي الأحد حفلة في «سان خوان» وهو في طريقه للولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن أوباما خفف من القواعد المفروضة على التنقل الثقافي، فإنه يواصل دعمه لفرض حظر اقتصادي على كوبا إلى أن يأتي يوم تجري فيه كوبا تغييرا ديمقراطيا وتحترم حقوق الإنسان.