سلطانية: لن نوقف التخصيب لأنه حق لنا.. وحتى لا نخلق سابقة تحرم دولا أخرى

متقي يحذر من أن فرض عقوبات جديدة ستؤدي إلى المزيد من المواجهة

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى استقباله رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش في طهران أمس (رويترز)
TT

اتهم السفير الإيراني في وكالة الطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، الوكالة الدولية بتسريب معلومات، وهو ما وصفه بأنه سبب رئيسي يحد من ثقة الدول الأعضاء في التعامل مع الوكالة، كما يقلل من حماسهم لتزويدها بالمعلومات، مطالبا مديرها العام يوكيا أمانو بتصحيح الفقرة 20 من تقريره السري الأخير الذي رفعه الاثنين الماضي لمجلس الأمناء. وتضمن شكوى من المفتشين النوويين باختفاء بعض المعدات من مفاعل جابر بن حيان، مؤكدا أن المعدات موجودة في موقعها ولم تختفِ كما ذكرت تقارير صحافية قبل يومين من صدور التقرير السري لمدير الوكالة. وتساءل سلطانية حول تسريب البعض بالوكالة لتلك المعلومة الخاطئة لوسائل الإعلام.

وقال سلطانية في تصريحات للصحافيين أمس إن الوكالة أكدت على حقائق، أهمها القدرات النووية التي اكتسبتها إيران في كل التخصصات، بما في ذلك التخصيب بنسب أعلى والتخزين، مشددا على أن إيران لن تحيد عن هذه القدرات ولن تتراجع عنها أو تعود إلى الوراء، وعلى العالم أجمع وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية أن يعلم ذلك وأن يستوعبه.

وأوضح سلطانية أنه طلب من مدير عام الوكالة ضرورة أن تركز الوكالة مهامها وجهودها في نطاق اتفاقات الضمانات، وألا تتعدى أو تنشغل بقضايا سياسية هي من اختصاص مجلس الأمن، مذكرا أن إيران ظلت ولمدة عامين ونصف تعمل وفق اتفاق البرتوكول الإضافي، وأنها لم توقف العمل بموجبه إلا بعد أن تعدت الوكالة خطا وصفه بالخط الأحمر، وذلك يوم قررت الوكالة إرسال الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن بنيويورك، ما اضطر إيران وأجبرها عل وقف تفعيل البرتوكول الإضافي.

من جانب آخر حث سلطانية دول مجموعة فيينا على المسارعة في أقرب فرصة بالرد على الرد الإيراني على اقتراح تبادل الوقود وقبوله وإلا تعرضت هذه الدول لتنديد وإدانة المجتمع الدولي، مكررا أن إيران بتقديمها هذه الصيغة تفتح صفحة جديدة للتعامل مع هذه المجموعة وتقدم لها فرصة لا بد أن تسارع بانتهازها.

وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» حول لماذا لم تعلن إيران، إن كانت تفتح حقيقة صفحة جديدة، عن استعدادها لوقف التخصيب بنسبة 20% التي ترفضها هذه المجموعة وتعتبرها عقبة تزيد من ضعف ثقة المجتمع الدولي المفقودة أصلا في إيران، قال سلطانية إن إيران لن تعلن عن وقف التخصيب الذي هو حق مكفول لها قانونا ووفق اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية كغيرها من الدول، وذلك حتى لا تخلق سابقة قد تحرم دولا أخرى تهدف إلى التخصيب.

وردا على سؤال عن حاجة إيران للتخصيب في حال وافقت مجموعة فيينا لمد إيران بما تحتاجه من وقود نووي، رد طارحا بدوره سؤالا عن حاجة دولة مثل اليابان للتخصيب رغم علاقاتها الجيدة مع الغرب الذي يمكن أن يوفر لها كل ما تحتاجه من وقود، مكررا أن إيران لن توقف التخصيب لعدم ثقتها أنها ستحصل على ما تحتاجه من وقود وأنها لن توقف التخصيب لعدم قبولها لأي شروط، ولن توقف التخصيب للتجارب السابقة التي عانتها من قبل، مواصلا أن إيران لن توقف التخصيب بسبب أكاذيب ينشرونها (الغرب) مثل الادعاءات أن إيران ستنتج قنبلة إيرانية نووية خلال عام، مضيفا: «قد مضى العام، فأين هي هذه القنبلة المزعومة؟». كما كرر أن الغرب فشل في اختبارات حسن النوايا ما يدعو إيران إلى أن تكون أكثر انتباها، حتى ولو أرادت فتح صفحة جديدة، داعيا الغرب إلى تغيير معاملته من المواجهة إلى التعاون، مضيفا أن الحل الوحيد لكل هذه العثرات وهذا الانتظار هو أن ترد مجموعة فيينا في أقرب وقت بالموافقة على اقتراح تبادل الوقود وإلا أثر تأخرها على الاتفاق وعلى تركيا والبرازيل.

إلى ذلك قالت مجموعة من الخبراء رفيعي المستوى إن على القوى العالمية أن تبحث بجدية خطة لتبادل الوقود وضعت مسودتها مؤخرا، ترسل إيران بمقتضاها جزءا من مخزونها من المواد النووية إلى الخارج حتى لو لم تكن الخطة مثالية. وقال الخبراء التسعة، ومن بينهم مفتش الأسلحة السابق ديفيد كاي، ووكيل وزارة الخارجية الأميركية السابق توم بيكرينغ، وخبيرا مراقبة الأسلحة جيفري لويس وداريل كيمبال، إنه يجب النظر إلى العرض على أنه فرصة دبلوماسية محتملة. إلى ذلك, قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، إن بلاده على قناعة بأن أي عقوبات دولية جديدة ستفرض عليها ستؤدي إلى المزيد من المواجهة، وأشار إلى أن طهران قامت بالفعل بخطوات من أجل تهدئة مخاوف الغرب والمجتمع الدولي، بشأن الملف النووي الإيراني، وأن هناك رغبة إيرانية في إحراز تقدم في هذا الصدد. وقال إن آخر تلك الخطوات كان الاتفاق الثلاثي بشأن الوقود النووي. وذلك في إشارة إلى الاتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل. وأشار متقي، الذي كان يتحدث في ندوة نظمها مركز السياسة الأوروبية في العاصمة بروكسل، إلى أن بلاده لا تزال تفضل الحوار «ولكن على باقي الأطراف اختيار الطريق الذي يجب سلوكه». كما جدد متقي الإشارة إلى حق طهران في التزود بمنظومة دفاعية مناسبة، واستند في كلامه إلى وقائع تاريخية من حيث تعرضها لهجوم عسكري من قبل النظام العراقي السابق، وتهديدات متكررة من الطرف الإسرائيلي.

وحول الانتقادات التي وجهت لبلاده بشأن تدهور الديمقراطية وحقوق الإنسان، خاصة في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، قال متقي: «إن الحكومة الإيرانية تتمتع بالشرعية وبالدعم الشعبي» داخل البلاد. وجاءت مشاركة متقي في الندوة قبل مغادرته بروكسل متوجها إلى لوكسمبورغ، بعد أن شارك ببروكسل في جلسة للنقاش وتبادل الآراء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي. وعقب الاجتماع، قال رئيس اللجنة غابريل البرتيني «أعتقد أن ثمة حاجة إلى مواجهة آرائنا المختلفة، فنحن مع الحوار وليس لدينا مشكلة في التحدث لأي شخص».