الصومال: أكثر من 65 قتيلا وجريحا في معارك جديدة للسيطرة على 4 مدن بالوسط

القراصنة يخطفون سفينتين إحداها مستأجرة لتجار صوماليين

TT

تجددت المعارك الدموية لليوم الثاني على التوالي بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية، وبين ميليشيات حركة أهل السنة والجماعة، ذات التوجهات الصوفية الموالية للحكومة، في ثلاث مدن ذات أهمية استراتيجية في إقليم جل جدود بوسط البلاد، فيما تدور معارك أخرى حول مدينة رابعة، هي بلدوين عاصمة إقليم هيران بوسط البلاد. وبعد أن كانت المعارك بين الطرفين تجري في المدن الرئيسية، انتقلت المعارك الأخيرة بين مقاتلي حركة الشباب وأهل السنة إلى الأرياف ومناطق البادية، وخاصة في إقليم جل جدود.

وجرت المعارك الدموية في ضواحي مدينة عاصمة إقليم جل جدود، التي تعد المعقل الرئيسي لأهل السنة بوسط البلاد، وتحديدا بلدات «مارير غور، وغادون، وباحدو»، وكانت هذه المعارك بين الطرفين الأعنف منذ أشهر.

وأدلى المتحدثون باسم الطرفين بتصريحات متضاربة حول اندلاع المعارك الأخيرة والخسائر التي نجمت عنها، وكلا الطرفين يتحدث عن إحراز مكاسب عسكرية وإلحاق خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر.

وقال الشيخ أبو يوسف القاضي المتحدث باسم حركة أهل السنة الصوفية «حاول مسلحون من الشباب شن هجوم على بلدات تديرها أهل السنة والجماعة، وتصدينا لمكرهم، وقتلنا منهم 15 مسلحا، كما تم أسر آخرين»، وأضاف «لقد لاذوا بالفرار ولا يزال مقاتلونا يطاردونهم، وتم الاستيلاء على عتاد عسكري لهم». إلا أن يوسف شيخ عيسى مسؤول حركة الشباب في إقليم جل جدود نفى ذلك، وتحدث عن إحراز مكاسب عسكرية لصالح مقاتليه، وقال في مؤتمر صحافي «إن مقاتليه حققوا تقدما من خلال المعارك الأخيرة، وتوعد بمواصلة القتال وشن هجمات على معاقل أهل السنة في الإقليم»، وأضاف «لن نوقف القتال إلا بعد أن يسيطر مقاتلونا على المنطقة بأسرها ويفرضون أحكام الشريعة الإسلامية عليها». وأفاد شهود عيان في مناطق القتال بأن عددا من الجثث معظمها تعود لمقاتلين لا تزال مبعثرة على أرض المعركة. وأفادت آخر الإحصاءات بأن عدد القتلى بلغ 24 شخصا، معظمهم من المليشيات المتقاتلة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 40 آخرين. وتتواصل حركة نزوح جماعية للمدنيين من مناطق القتال، بسبب المعارك التي دخلت أمس يومها الثاني على التولي، وبدأ المئات من سكان المدن والقرى القريبة من مناطق القتال، والمناطق القريبة منها مثل مدينة طوسامريب بالفرار من ديارهم.

وتنبع أهمية البلدات الثلاث التي تدور فيها المعارك بين الطرفين (مارير غور، وغادون، وباحدو) كونها تربط بين المحافظات الوسطى والشمالية للبلاد، كما أن سيطرة حركة الشباب على المنطقة تعني تضيق الخناق على المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات أهل السنة والجماعة في مناطق وسط البلاد، إضافة إلى أن السيطرة على المناطق الريفية التي تمثل بمثابة معاقل غير ثابتة، تعني أنه لا يمكن مهاجمتها بسهولة، بسبب وعورة الطرق فيها، الأمر الذي قد يطيل من أمد الصراع بين الطرفين في تلك المناطق.

وفي مدينة «بلدوين» (340 كلم إلى الشمال من العاصمة مقديشو)، وهي عاصمة إقليم هيران تدور معارك أخرى لليوم الثالث على التوالي على الرغم من انخفاض حدتها، بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي الحزب الإسلامي المعارض، وكان الطرفان يتقاتلان من أجل السيطرة على المدن الاستراتيجية هناك. وأعلن المسؤولون الحكوميون الذين يقودون الحملة العسكرية ضد المسلحين الإسلاميين في بلدوين عن استعادة سيطرتهم على الشطر الشرقي للمدينة، التي يقسمهما نهر شابيلي إلى شطرين، وقال النائب أحمد محمد عمر (غاغالي) الذي يقود الحملة العسكرية الحكومية «إن قواته دخلت مدينة بلدوين وتسيطر على الشطر الشرقي لها بما فيها مقر إدارة المدينة ومركز الشرطة، وكل المواقع الاستراتيجية الأخرى فيها».

وكانت القوات التي هاجمت بلدوين تتجمع في الأشهر الأخيرة في المناطق الحدودية مع إثيوبيا تمهيدا لاستعادة أقاليم وسط وغرب الصومال.

على صعيد آخر، قال تجار صوماليون في مدينة بوصاصو بولاية بونت بشمال شرقي البلاد، إن القراصنة الصوماليين اختطفوا أمس الأربعاء سفينة تجارية كانت مستأجرة لهم وتنقل بضائع إلى الصومال، وأخرى ترفع علم بنما، وقال عبد القادر أبو رأس المتحدث باسم الشرطة المستأجرة «كانت السفينة تنقل بضائع مختلفة لتجار صوماليين، وكانت في طريقها إلى موانئ مختلفة في شمال البلاد». وأضاف «السفينة التجارية المختطفة نقلت البضائع من الإمارات العربية المتحدة». وقال أيضا «هذه خطوة خطيرة جدا، وتؤثر على النشاط التجاري في البلاد». من جهتها، قالت قوة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة إن القراصنة الصوماليين خطفوا سفينة شحن ترفع علم بنما وطاقمها المؤلف من 25 شخصا في خليج عدن يوم الأربعاء. وتابعت أن الطاقم من مصر وباكستان وبنغلاديش وغانا.