العدوان الإسرائيلي على «أسطول الحرية» يقضي على آمال معاقي غزة

حرمهم من كراسي كهربائية كانوا ينتظرونها

المعوقون على ساحل غزة («الشرق الأوسط»)
TT

ظل الأمل يحدو عبد اللطيف الزعانين (35 عاما)، من بلدة بيت حانون أقصى شمال شرقي قطاع غزة لعدة أشهر، أن يشكل وصول «أسطول الحرية» إلى شواطئ غزة نقطة تحول في حياته.

والزعانين معاق حركيا بسبب إصابته بشلل نصفي سفلي جراء إصابته بقذيفة مدفعية أطلقها الجيش الإسرائيلي على بيت حانون، قبل عامين، وكان يأمل أن يحصل على مقعد متحرك كهربائي من بين مئات المقاعد التي كانت على متن سفن «أسطول الحرية»، لكن اقتحام الجيش الإسرائيلي للسفن والاعتداء والسيطرة عليها وجرها إلى ميناء أسدود، وضع حدا للآمال العريضة التي علقها الزعانين على مجيء وصول «أسطول الحرية».

وبرفقة العشرات من رفاقه كان الزعانين من أوائل الذين حرصوا على التوجه إلى شاطئ البحر للمشاركة في استقبال الأسطول، أول من أمس. وعلى الرغم من ورود أنباء الاعتداء العسكري الإسرائيلي، فإن الآمال ظلت تراود المعاقين بأن تصل بعض السفن ليحصلوا على الكراسي الكهربائية.

لم يتمكن كل المعاقين من تحمل النتيجة المرة، فقد مضى وقت طويل قبل أن يتمكن ذوو ورفاق أحد المعاقين من تهدئته الذي أجهش بالبكاء بعد أن تبين له أن أيا من السفن لن تصل سواحل القطاع.

وأبلغ شقيق المعاق «الشرق الأوسط» بأن شقيقه كان ينتظر اللحظة التي يحصل فيها على الكرسي الكهربائي بانفعال شديد، فهذا الكرسي كان سيخفف على المعاقين ويقلص إلى حد كبير قيود العزلة الاجتماعية التي تفرضها ظروف الإعاقة، لا سيما أنه طالب في إحدى الجامعات الفلسطينية، وكان يحلم بالوصول إلى الجامعة بشكل أكثر راحة، خصوصا أنه يعي حجم المعاناة التي يتكبدها ذووه وزملاؤه في مساعدته في التحرك.

ومن المعاقين الذين حضروا أيضا لاستقبال الأسطول كان هناك من يملك كرسيا كهربائيا لكنه معطل بسبب الحاجة لقطع الغيار التي كانت تحملها سفن الأسطول، ومنهم إيمان (27 عاما)، من مدينة خان يونس، حصلت قبل عامين على كرسي كهربائي من إحدى الجمعيات التي تعنى بشؤون المعاقين، لكن هذا الكرسي تعطل جراء قصف إسرائيلي على الحي الذي تقطن فيه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وكانت تأمل أن تتمكن مجددا من استخدام الكرسي من خلال الحصول على قطع الغيار التي حملها أسطول الحرية. لكن آمالها تبددت تماما.

من ناحيته قال مصطفى عابد، مدير التأهيل في جمعية الإغاثة الطبية، لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية القرصنة الإسرائيلية شكلت ضربة قوية لآمال المئات من المعاقين في قطاع غزة الذين كانوا يتطلعون إلى هذا اليوم على أحر من الجمر». وأشار إلى أنه في الوقت الذي أصبحت فيه الكراسي الكهربائية من المتطلبات الأساسية التي يتم توفيرها للمعاق في كل بلدان العالم، فإنها في غزة ما زالت مقصورة على عدد قليل من المعاقين بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام. وأوضح عابد وجود 17 ألف معاق في القطاع يشكلون 4.5% من إجمالي تعداد السكان، في حين أن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل خلفت وراءها نحو 600 معاق.