أعلن رئيس الوزراء الياباني، يوكيو هاتوياما، أمس، عزمه على الاستقالة من منصبه، على خلفية الجدل الدائر حول ملف القاعدة العسكرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا الجنوبية.
وسيتنحى هاتوياما بعد ضغوط تعرض لها من داخل حزبه، الحاكم، خشية أن يتعرض الحزب لنكسة في انتخابات مجلس المستشارين (المجلس الأعلى في البرلمان) المقررة الشهر المقبل.
وقال هاتوياما، وهو رئيس الوزراء الرابع في اليابان خلال أربع سنوات أمام اجتماع عام للحزب الديمقراطي الياباني إنه سيستقيل بسبب انسحاب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو شريك أصغر في الائتلاف الحاكم، على خلفية قضية الوجود العسكري الأميركي في جزيرة أوكيناوا. وانسحب الحزب الاشتراكي الديمقراطي يوم الأحد الماضي بعد أن تراجع هاتوياما عن وعده السابق وقرر إبقاء القاعدة الأميركية في الجزيرة الواقعة جنوب اليابان.
كما طلب هاتوياما من إيشيرو أوزاوا، السكرتير العام القوي للحزب، الاستقالة بسبب الاشتباه في تورطه في فضائح مالية. وقال هاتوياما إن أوزاوا وافق على طلبه. وسيعقد الحزب الديمقراطي الياباني اجتماعا عاما يوم غد، الجمعة، لاختيار زعيم بديل لهاتوياما. وعلى الفور، أعلن وزير المالية، ناوتو كان، أمس، ترشيح نفسه للانتخابات التي سيجريها الحزب الحاكم على زعامة الحزب.
وذكرت تقارير إعلامية أن الكثير من المشرعين من الحزب الديمقراطي الذين سيخوضون انتخابات مجلس المستشارين الشهر المقبل يريدون من هاتوياما أن يقدم استقالته. وأشار بعض زعماء الحزب إلى أن الحزب سيعاني من هزيمة ساحقة في الانتخابات إذا لم يتغير الوضع.
ويمثل هذا الوضع تحولا عن الشعبية التي كانت تتمتع بها الحكومة عندما تولت السلطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أن حقق الحزب الديمقراطي الياباني فوزا ساحقا في الانتخابات العامة التي جرت في أغسطس (آب) الماضي وأنهت أكثر من نصف قرن من حكم الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي استمر بشكل شبه مستمر.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن أكثر من نصف هؤلاء الذين شملهم الاستطلاع يريدون أن يستقيل هاتوياما، وتراجع معدل الدعم لحكومته إلى ما دون 20 في المائة للمرة الأولى منذ توليه المنصب، حيث كانت تبلغ شعبيته 72 في المائة.
وقبل انتخابه العام الماضي قال هاتوياما لسكان جزيرة أوكيناوا مرارا إنه لن يسمح ببناء قاعدة عسكرية أميركية أخرى على الجزيرة، لكن حكومته وافقت الأسبوع الماضي على طلب أميركي بنقل إحدى القواعد على جزيرة أوكيناوا إلى منطقة أقل كثافة سكانية في الجزيرة، على الرغم من المعارضة المحلية. وقرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الانسحاب من الائتلاف الحاكم المكون من 3 أحزاب يوم الأحد الماضي بعد أن نكث هاتوياما بتعهده في حملته الانتخابية.
وأقال رئيس الوزراء يوم الجمعة الماضي ميزوهو فوكوشيما، زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، من منصب وزيرة شؤون المستهلكين والمساواة بين الجنسين، بعد أن رفضت الموافقة على اتفاق بشأن نقل القاعدة الأميركية إلى مكان آخر.