السعودية تفوز برئاسة اتحاد «أكاديميا» الذي يضم 254 جامعة في العالم الإسلامي

أبا الخيل مدير جامعة الإمام أول سعودي يتسلم المنصب بعدما استمرت إيران 9 أعوام في شغله

TT

اعتمد مؤتمر اتحاد الجامعات الإسلامية الذي تندرج تحت عضويته نحو 254 جامعة، السعودية لرئاسة الاتحاد كتقدير للدور الذي تقوم به الرياض في العالم الإسلامي، وذلك بعد ما استمرت إيران في شغل المنصب على مدى 9 سنوات.

ورشح الاتحاد الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيسا للمجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي خلفا للدكتور عبد الله جعفر جاسبي مدير جامعة آزاد الإيرانية. ولرئيس الاتحاد الدكتور سليمان أبا الخيل نواب ثلاثة من: جامعة اليرموك في الأردن، وجامعة السند الزراعية في باكستان، وجامعة بايرو في نيجيريا.

واتحاد جامعات العالم الإسلامي هو جهاز يعمل في إطار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإسيسكو» إحدى المنظمات المرتبطة بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهو متخصص في تطوير التعليم العالي وتقوية التعاون والتنسيق بين مؤسساته وتشجيع الشراكة بينها. ويبلغ عدد الجامعات المنضوية تحت الاتحاد في الوقت الحالي 254 جامعة. وجاء ترشيح السعودية بإجماع أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد في تشكيلته الجديدة، وتم اعتماده في المؤتمر العام الذي عقد في مدينة باكو في أذربيجان مؤخرا. ويعد هذا التعيين إحدى الخطوات الهامة التي لها دلالتها، كما يأتي تقديرا وعرفانا بمواقف المملكة ولما تقدمه من دعم ومساندة للتعليم العالي وللجامعات الإسلامية، ولما تحتله جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من سمعة مميزة، وتقديرا لما يبذله مدير الجامعة من جهود مميزة لترسيخ مبدأ التعاون والتكامل بين الجامعات الأعضاء في اتحاد جامعات العالم الإسلامي.

واعتبر الدكتور سليمان أبا الخيل أن التعيين ينظر له للدور الريادي والموقع الذي تحتله المملكة على المستوى الإسلامي والعالمي وخدمتها الدائمة للإسلام والمسلمين، مؤكدا على إدراكه لعظم المسؤولية وأنه سيسعى جاهدا بالتعاون مع الأمانة العامة للاتحاد على تحقيق الأهداف المرجوة منه وعلى توسيع دائرة التعاون والتكامل بين الجامعات الأعضاء.

وتشمل أهداف الاتحاد رفع مستوى البحوث العلمية في المجالات كافة، وتبادل نتائجها وربطها بالمتطلبات التنموية والحضارية للأمة الإسلامية، ورفع مستوى التعليم العالي وتطويره استجابة لاحتياجات المجتمعات الإسلامية واستفادة من المستجدات العلمية والتكنولوجية في إطار الثوابت الحضارية للأمة الإسلامية، وتقوية التعاون بما يعزز تبادل التجارب والدراسات والبرامج والزيارات في مجال التربية والعلوم والثقافة والتكنولوجيا، وتشجيع تدريس لغة القرآن الكريم والثقافة الإسلامية في الجامعات الأعضاء، ودعم جهود مؤسسات التعليم العالي لمعالجة قضايا العصر وترسيخ قيم التفاهم والتعايش والسلام بين شعوب الأمة الإسلامية والعالم أجمع، والارتقاء بالقدرات البشرية والمعرفية للجامعات الأعضاء، والعناية بالتراث الإسلامي، تعريفا وترجمة وتحقيقا، وإبراز إسهام علمائه في البناء الحضاري الإنساني.

كما يعمل الاتحاد على إعداد دراسات ووثائق وأدلة مرجعية لتطوير التعليم الجامعي، والعمل على إنشاء جامعات أو مؤسسات متخصصة، وتقييم أداء الجامعات لرفع مستوى الجودة والاعتماد فيها، والمساعدة على إيجاد منح دراسية للطلبة في الجامعات الأعضاء في الاتحاد، وعقد دورات وندوات وورش للتكوين المستمر في الجامعات الأعضاء.

وتتكون أجهزة الاتحاد من المؤتمر العام، والمجلس التنفيذي، والأمانة العامة. ويتشكل المجلس التنفيذي من 15 عضوا ترشحهم جامعاتهم وينتخبهم المؤتمر العام لمدة ثلاث سنوات ويراعى في انتخابهم التوزيع الجغرافي، والالتزام المنتظم بدفع مساهمات جامعاتهم، على الأقل بالنسبة للسنوات الثلاث التي تسبق انتخابهم. ويختص المجلس التنفيذي بإصدار اللوائح الداخلية للاتحاد عدا ما يختص به المؤتمر العام، وإصدار مشروع جدول أعمال اجتماعات المؤتمر العام بناء على اقتراح يقدمه الأمين العام، ويدرس عمل الاتحاد وتقديرات الموازنة ويقدم التوصيات المناسبة إلى المؤتمر العام، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمين قيام الأمين العام بتنفيذ برامج الاتحاد تنفيذا فاعلا، وفقا للقرارات الصادرة عن المؤتمر العام، ووضع اللوائح الداخلية الخاصة بالمجلس التنفيذي وبمهامه، والبت في طلبات الانضمام إلى الاتحاد، على أن تقدم هذه الاقتراحات للمؤتمر العام لإقرارها أو رفضها، والنظر في الموازنة والحساب الختامي للاتحاد، وقبول التبرعات والهبات بما لا يتعارض مع أهداف الاتحاد، والنظر في اقتراحات الأعضاء لتعديل ميثاق الاتحاد على أن تقدم هذه الاقتراحات قبل شهرين من انعقاد المجلس.

وجاء تتويج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بناء على معطيات، من بينها امتداد عمرها 60 عاما من تأسيس لبنتها الأولى وتميزها في المجال العلمي الشرعي، حيث استطاعت خلال هذه الأعوام تقديم خدمة كبيرة للعلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية والعلوم النظرية الأخرى بقيامها بتعليم أبناء المملكة والعديد من أبناء العالم الإسلامي في معاهدها وكلياتها وعنايتها بالبحوث الإسلامية والقيام بترجمتها ونشرها، وبالإرث الشرعي على وجه العموم تحقيقا ونشرا ودراسة عقدية وفقهية.

وتحتضن الجامعة نحو 90 ألف طالب وطالبة من داخل السعودية وخارجها تستقبلهم كليات الجامعة ومعاهدها العليا والعلمية. وخرجت خلال مسيرتها أكثر 107 آلاف طالب وطالبة منهم أكثر من 2000 طالب من 65 دولة.

وحققت الجامعة الريادة العالمية والارتقاء في التصنيفات العالمية للجامعات، وكسر حاجز الـ1000 والحصول على المركز 835 عالميا والرابع عربيا في تصنيف الويبوماتركس الإسباني العالمي للجامعات في يناير (كانون الثاني) 2010.

كما أنها تتميز بدراستها المتخصصة والمتميزة في السنة المطهرة والحديث الشريف والتاريخ والأدب واللغة وسائر العلوم النظرية مما جعلها تتبوأ مكان الصدارة بين الجامعات المعنية بهذا النوع من العلوم.

وتحتضن الجامعة عددا من مراكز البحث التخصصية وخدمة المجتمع والتعليم المستمر، منها: مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات، ومعهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية، ومركز الأمير سلمان للغويات التطبيقية، والمركز الجامعي لخدمة المجتمع والتعليم المستمر، ومركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة.