معارضون إيرانيون لـ «الشرق الأوسط»: الأمن ضرب جنودا لرفضهم قمع المحتجين

مظاهرات غاضبة تعم المدن الإيرانية في ذكرى انتخاب نجاد رغم الحظر

TT

رغم الحظر قالت مصادر المعارضة الإيرانية مساء أمس، إن العاصمة الإيرانية طهران، وعدة مدن أخرى شهدت مظاهرات «في ذكرى الانتفاضة الشعبية الحزيرانية التي اندلعت العام الماضي»، في مثل هذا الشهر، احتجاجا على إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها أحمدي نجاد في 2009.

وأضافت المصادر في اتصال بـ«الشرق الأوسط» في القاهرة عبر الإنترنت، أن آلاف الإيرانيين أطلقوا شعارات ضد النظام الإيراني، منها «الموت للديكتاتور» و«الموت لعلي خامنئي» (المرشد الأعلى للجمهورية). وأدت المظاهرات إلى سقوط عدد من القتلى واعتقال المئات.

وأرسل قياديون وناشطون في المعارضة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» صور فيديو تم التقاطها لمظاهرات أمس بالهواتف الجوالة يظهر فيها خروج جموع من طلاب الجامعات في طهران، ومنها جامعة شريف الصناعية للتذكير بعدم شرعية انتخاب نجاد. وبحسب البيانات اشتبك مواطنون وشبان في شارع «ملا صدرا» بطهران العاصمة مع قوات مكافحة الشغب، مرددين الشعارات المناوئة للسلطات، وأرغم الشبان الغاضبون القوات على التراجع. وفي تقاطع شارعي «فلسطين» و«انقلاب»، وهما شارعان حيويان، وقعت اشتباكات بين مئات المواطنين وقوات الباسيج والقوات المتنكرة بالزي المدني، مرددين شعارات منها «اخجل خامنئي واترك بلادنا». وقال بيان آخر: «شن العملاء (قوات الأمن) هجوما على الشبان المحتشدين في ساحة (توحيد)، مما أسفر عن وقوع اشتباكات جديدة».

وأفادت المصادر بوقوع مواجهات بين مواطنين في مدينة مشهد في ساحة الشهداء مع عناصر الشرطة.. «الذين كانوا ينوون القيام باعتقال امرأة ومنعوهم من ذلك»، إلا أن قوات الشرطة ردت على المواطنين الغاضبين، وفرقتهم باستخدام العصي والهراوات. و«قد أصيب عدد من المواطنين بجروح من جراء الهجمات الوحشية».

كما ظهر في مقاطع فيديو تظاهرات نظمها إيرانيون في ساحة «طبرسي» بمدينة مشهد، مرددين شعارات مناوئة للسلطات، منها «يا حجة ابن الحسن، اقلع جذور الظلم والموت للظالمين». كما خرج مئات المواطنين في مظاهرة بمدينة أصفهان من ساحة «انقلاب» باتجاه «دروازة دولت».

من جانب آخر قال بيان لما يسمى بـ«أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، إن المواطنين والشباب الغيارى رددوا في مدخل جامعة الفنون شعارات «الموت للدكتاتور»، كما رددوا هتافات معادية لخامنئي. وأضاف البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن عناصر متنكرة بالزي المدني وقوات الأمن الداخلي هاجمت المتظاهرين مستخدمة العصي والهراوات، مما أدى إلى إصابات.. «وانتقل الكر والفر إلى الشوارع المجاورة للجامعة».

وأضاف البيان أن قوات الأمن الإيرانية منعت طلاب جامعة شريف للتكنولوجيا من الالتحاق بالمواطنين في شارع «آزادي» في حين تظاهر طلاب جامعة طهران مرددين الأناشيد المعادية للسلطات الحاكمة، بينما كانوا يحاولون الخروج للانضمام إلى متظاهرين آخرين من المواطنين في الشارع قرب مبنى الجامعة.

وبحسب بيان المعارضة، شهدت منطقة تقاطع «مصدق» وساحة «ونك» في طهران تجمعا ومواجهات أيضا بين المواطنين المحتجين ومن سمتهم بـ«عملاء النظام».

وأضاف البيان: «يواجه المواطنون هجمات وحشية من قبل قوات القمع. واشتبك المواطنون في محطة 15 خرداد لمترو الأنفاق مع العملاء وقاموا بمعاقبة أحد عناصر الباسيج».

وقال البيان إنه حتى الساعة الخامسة من مساء أمس، كانت المواجهات مستمرة في عدة مناطق، وأن عناصر أمنية متنكرة بالزي المدني انهالت في الساعة الخامسة من مساء أمس بضرب مبرح على جنديين مكلفين امتنعا عن قمع المواطنين واعتقالهم.

وأشار بيان المعارضة إلى أن طائرات سمتية (هليكوبتر) شاركت في مراقبة تحركات المتظاهرين، وحلقت فوق ساحة الإمام حسين. وتابع قائلا: «إن قائد قوات الأمن الداخلي، حسين ساجدي، وجه تحذيرا للمتظاهرين بأن الشرطة ستقوم بتصرف قانوني حيال أي تحرك معاد في أي ظروف وأي مكان، ولن تسمح بأن يعرض قليل من الناس أمن المواطنين للخطر».