وجهت إندونيسيا الدعوة لمستثمرين سعوديين لاستغلال 7.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في البلاد، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 1.9 مليون كلم مربع، وذلك من خلال زيارة وفد رفيع المستوى للمملكة.
وجاءت الدعوة، عبر المهندس سوسو ولو، وزير الزراعة الإندونيسي، الذي دعا رجال الأعمال السعوديين من مقر الغرفة التجارية في جدة أمس، إلى الاستثمار في بلاده، والتي أكد أنها تملك الأراضي الصالحة للزراعة، إلا أنها في حاجة ماسة إلى رؤوس الأموال الأجنبية، التي تحقق النمو المستهدف لها في البلاد، وهو يقارب من 3 في المائة كل عام بحسب الوزير.
وأشار الوزير الاندونيسي إلى أن زيارتهم للسعودية، جاءت بناء على تطلعات المملكة، المنبثقة عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمن الغذائي العالمي.
وفي حين اقتصر اللقاء الذي نظمته الغرفة التجارية في جدة مع وزير الزراعة الاندونيسي ووفد من شركات الأغذية والتجارة، على حضور ممثلي الشركات السعودية وعدد قليل من رجال الأعمال السعوديين، كشف لـ«الشرق الأوسط» خبير في العلاقات السعودية الاندونيسية، عن عزوف المستثمرين السعوديين، بسبب الإجراءات الصارمة التي تفرضها اندونيسيا على المستثمر الأجنبي، مدللا بعدم إمكانية تملك الأراضي الزراعية.
وقال الدكتور هاني أبو رأس الأمين العام للغرفة التجارية في جدة، إن العروض والفرص التي قدمها الوفد الاندونيسي، ستصل إلى رجال الأعمال الذين وجهت لهم الغرفة التجارية الدعوات.
وحول ذلك، يؤكد المهندس سوسو ولو، أن هناك معوقات سابقة تم حلها، إلى جانب تشريع أنظمة كانت تعتبر محل خلاف بين الحكومة المركزية، وقيادات الأقاليم المحلية.
وفند قائلا: «جاءت التشريعات بعد أن تم تقدير الأراضي الزراعية، التي يعمل فيها المزارعون المالكون للأراضي، بنحو نصف هكتار فقط، فيما يملكون مساحات شاسعة، تسمح بالاستثمار»، وأضاف: «لكن أغلبية الأراضي تحتاج إلى رؤوس الأموال كي تجلب التكنولوجيا، وذلك لاستثمارها بشكل واسع»، مؤكدا أن بلاده تمكن من الاستثمار في الأرز والفواكه والخضراوات.
وحول كمية الناتج المتعلق بالأرز في اندونيسيا، أكد الوزير سوسو ولو، أن بلاده تنتج نحو 37 مليون طن من الأرز، وفرت من خلالها الأمن الغذائي للسكان البالغ عددهم، نحو 243 مليون نسمة بحسب تقرير أعده مجلس جدة للتسويق التابع للغرفة التجارية.
ويقدّر المهندس سوسو ولو، نمو معدل إنتاج الأرز في اندونيسيا بنحو 6 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ويقول: «نطمح خلال الخمسة أعوام القادمة أن ينمو بنسبة 3.22 في المائة لكل سنة».
إلى ذلك، أكد وزير الزراعة الاندونيسي في مؤتمر صحافي عقده عقب اللقاء، عدم جدولة مشروع «الشركة السعودية الاندونيسية للزراعة»، مؤكدا استعداده للقاء المعنيين بالشركة خلال وجوده في السعودية. وتمثل الكثافة السكانية في القرى والأرياف مقارنة بسعة الأراضي 48 في المائة في اندونيسيا، البلد الذي يحتوي على 17 ألف جزيرة، يقطن الاندونيسيون 6 آلاف منها فقط، فيما تقدر اليد العاملة في الزراعة بنحو 42 في المائة من إجمالي قوام القوى العاملة التي تقدر بنحو 113.3 مليون عامل.