عبده خال: العمل يهزم الكبار وكأس العالم منشط ثقافي أزلي لا وجود فيه للتسلية والترفيه

قال إنه برازيلي النزعة وألقى بأسباب خروج السعودية من سباق التأهل إلى الإدارة

TT

ضيفنا في هذا الحوار المونديالي الروائي الأديب عبده خال الفائز مؤخرا بجائزة البوكر العربية عن روايته «ترمي بشرر»، طرحنا عليه هذه الأسئلة من دون سابق تحضير منه فكانت إجاباته عفوية على النحو التالي:

* ماذا تعرف عن كأس العالم؟

- محفل دولي يتم الالتقاء فيه كل 4 سنوات وهو منشط رياضي يلتفت إليه كل العالم، وتاريخه يعود إلى قبل الحرب العالمية الأولى.. ولأنه عريق وتاريخي توقف مجبرا بين الحربين العالميتين الأولى والثانية إلا أنه عاد أكثر إثارة ومتعة وتشويقا للمتابعين والمشجعين.

* هل تتابع مباريات البطولة؟

- بداية متابعتي لكأس العالم كانت عام 1978 حينما استضافتها الأرجنتين، وأتذكر أن تونس أبدعت في تلك النهائيات بنجومها الكبار، ومتابعتي المونديالية لم تتوقف أبدا منذ هوس التشجيع أيام الطفولة وسن المراهقة وما بعدها، وفي تلك الأيام لم تكن هناك مشاغل أو مسؤوليات تقف حائلا أمام المتابعة والمشاهدة، أما الآن فما زال التشجيع والاهتمام مستمرين، ولكن اقتصر ذلك على المباريات الكبيرة وذات الأهمية البالغة في رأيي.

* من ترشح للظفر بلقب الكأس؟

- أنا برازيلي النزعة.. وأمنيتي أن تحقق البرازيل الكأس. وشخصيا لست من المؤمنين بالتوقعات مادامت تفتقر إلى نتاج حقيقي قائم على قراءة فنية فاحصة، لكن في الغالب هناك منتخبات عريقة مثل ألمانيا والأرجنتين سيكون لها حضور كبير في البطولة.

* أي أسماء اللاعبين العالميين راسخ في ذهنك؟

- اللاعبون الكبار كثر لكن مارادونا أفضلهم. وإذا عدت بالذاكرة قبل أن أتابع مباريات المونديال فسيظهر البرازيلي بيليه في مقدمة النجوم ولن أنسى نجوم تونس أمثال تميم الحزامي وطارق ذياب ونجيب الإمام والإيطالي روسي.

* منتخب الجزائر.. المشارك العربي الوحيد في كأس العالم الحالية.. ماذا تتوقع له؟

- شاهدت الجزائر أمام سلوفينيا، كانت لديها الروح لحصد الفوز لكن الحظ العاثر وقف حائلا أمامها ومباراتها المقبلة صحيح أنها ستكون صعبة على اعتبار أنها ستواجه إنجلترا لكن إذا لعبت الجزائر بروحها المعروفة وإذا كان العمل الجاد هو ديدنها في تلك المباراة فسيكون للتفوق حضور بالنسبة لها وستواصل ذلك أمام الأميركيين ومن ثم التأهل إلى الدور الثاني من المونديال.

* لماذا لم يتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم 2010؟

- دائما ما أقول إن الإدارة هي أساس نجاح أي عمل. وأعتقد أنها كانت سببا في التفريط في التأهل لكأس العالم وخاصة أمام كوريا الشمالية، إذ بدت غير مستوعبة لمهامها كإدارة في تلك التصفيات.. وكثيرون يقولون إن عدم تأهلنا أفضل.. خشية تلقي هزائم ثقيلة، لكنني لست مع هؤلاء، بل مع الحضور حتى وإن خسرنا هناك.

* من هم أبرز اللاعبين في المونديال الحالي؟

- لا يوجد غير الأرجنتيني ميسي.

* هل تتوقع بطلا جديدا لكأس العالم 2010؟

- لا أتوقع أن يكون هناك بطل جديد غير الذين سبق لهم الفوز بكأس العالم.

* في السياسة، الصغار لا يهزمون الكبار.. في كرة القدم هل يحدث العكس؟

- برأيي أن العمل يهزم الكبار.. ستهزم أي شخص أو فريق، إذا عملت عملا ذا جودة عالية.. انظر إلى إنجلترا تنافس منذ عقود على كأس العالم وفشلت كثيرا أمام منتخبات صغيرة لأن العمل هو الذي يثبت نفسه.. كوريا الجنوبية تأهلت إلى نصف النهائي وتفوقت على الكبار أمثال إسبانيا وإيطاليا لأنها كانت تؤمن بأن العمل هو سبيلها للتألق.

* كأس العالم.. هل هي ثقافة أم إجادة أم تسلية؟؟

- هو منشط ثقافي وراسخ في ذهنية المجتمعات العالمية.. لم تعد هذه البطولة مجرد تسلية أو لعبة، بل غدت ثقافة لها قواعدها وأطرها وقانونها المثير.. ستتحول إلى علم مستقل مستقبلا لأنها حققت ما يريده المجتمع منها.

* هل الوصول للمونديال يعكس التطور الرياضي في البلدان المشاركة؟؟

- ليس بالضرورة أن يعكس التطور الرياضي ولكنه يعطي إشارة إلى أنك تكتسب ثقافة الكرة، وعدم وصولك يعني أن لديك خللا في هذه الثقافة.

* هل توالي المباريات يؤثر على مواعيدك العملية وعلاقاتك الاجتماعية؟

- ليس بهذه الدرجة.. الآن هناك أولويات ربما تعيقك في المشاهدة المباشرة لكن التقنية الحديثة أزالت الكثير من العوائق التي كانت تقف أمامنا.. بإمكانك مشاهدة أي مباراة وفي أي مكان في أي لحظة بفعل هذه التقنية.