البرتغال تضع آمالها على رونالدو لتخطي الأفيال الإيفوارية بقيادة دروغبا

سلوفاكيا ونيوزيلندا تتواجهان للفوز ولا شيء سواه للحفاظ على آمالهما في المجموعة السادسة

TT

إذا سلمنا جدلا بأن بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة السابعة محجوزة للمنتخب البرازيلي، فإن الصراع سيكون ساخنا على البطاقة الثانية وخاصة بين البرتغال وكوت ديفوار اللذين يتواجهان اليوم في بورت إليزابيث.

ويريد نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو أن ينقل عدوى تألقه في صفوف الأندية التي لعب فيها إلى صفوف منتخب بلاده وهو ما فشل فيه حتى الآن في ثلاث بطولات كبرى شارك فيها. وفوت رونالدو فرصة لإحراز أول لقب كبير لمنتخب بلاده عندما خسر فريقه نهائي كأس أوروبا على أرضه أمام اليونان عام 2004، ثم بلغ نصف نهائي مونديال 2006 وخسر أمام فرنسا واكتفى بالمركز الرابع، في حين خرج من الدور الثاني في كأس أوروبا 2008 على يد ألمانيا.

وفشل رونالدو في التألق في صفوف منتخب بلاده بدليل صيامه عن التهديف على الصعيد الدولي منذ عام 2008 وتحديدا منذ 4 فبراير (شباط) من ذلك العام عندما سجل هدفا في مرمى فنلندا في مباراة ودية. كما لم يزر رونالدو الشباك في مباراة رسمية منذ نهائيات كأس أمم أوروبا التي أقيمت في سويسرا والنمسا وتحديدا في المباراة ضد ألمانيا في الدور الثاني.

بيد أن رونالدو يرد مازحا على منتقديه بقوله «أنا أوفر جميع جهودي للتسجيل في نهائيات كأس العالم».

وسيبدأ رونالدو في كتابة تاريخه مع مونديال جنوب أفريقيا أمام فريق كوت ديفوار القوي بقيادة دروغبا وهو يقول: «لن أقول إنني سأكون أفضل لاعب أو الهداف، فقط سأقدم أقصى ما لدي وسأحول أن أكون أفضل في كل يوم»، مضيفا: «أود أن أتوهج في المونديال».

وسجل رونالدو 22 هدفا في 73 مباراة دولية الأولى وهي نسبة جيدة للاعب يشغل مركز الجناح وليس مهاجما صريحا. بيد أن بعض أنصار المنتخب البرتغالي الذي يشرف عليه كارلوس كيروش يعتبرون أن الولد الذهبي للكرة البرتغالية لم ينجح في نقل عدوى نجاحاته في أنديته إلى صفوف منتخب بلاده أقله حتى الآن.

بيد أن رونالدو يعتبر أن كأس العالم الحالية تعتبر فرصة لتعويض هذا الأمر بقوله: «خضت البطولة الأخيرة من كأس العالم وكنت أفتقد إلى الخبرة، أما الآن فأصبحت أكثر نضجا وأكثر تحملا للمسؤولية في صفوف منتخب بلادي».

في المقابل رأى لاعب وسط منتخب البرتغال سيماو سابروسا أن باستطاعة منتخب بلاده البرتغال أن يتغلب على نظيره البرازيلي من أجل التأهل عن «مجموعة الموت» إلى الدور الثاني وتحاشي مواجهة إسبانيا في الدور المقبل خصوصا أن الأخيرة مرشحة فوق العادة لتصدر مجموعتها الثامنة.

وأكد سيماو أن منتخبه الذي عانى الأمرين في التصفيات واحتاج إلى الملحق لكي يتأهل على حساب البوسنة، متحمس جدا لبدء مشواره: «تملك البرتغال بعض أفضل اللاعبين في أوروبا والكثير من الطموح وفريقا موحدا وقويا جدا»، مضيفا: «من المهم دائما أن تبدأ كأس العالم بأفضل طريقة ممكنة، بالفوز. لا نريد أن نواجه البرازيل في المباراة الثالثة ونحن بحاجة إلى الفوز، لكن إذا كنا بجاجة إلى الفوز، فلم لا؟ لقد تغلبنا عليهم في العديد من المناسبات في السابق».

وتلقى المنتخب البرتغالي ضربة قوية بإصابة جناحه لويس ناني الأسبوع الماضي في كتفه، لكنه يملك البديل الجهاز بوجود ريكاردو كواريسما وسيماو. أما في معسكر كوت ديفوار، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو مسألة مشاركة مهاجم تشيلسي وقائده المؤثر ديدييه دروغبا في المباراة بعد تعرضه لكسر في يده خلال مباراة فريقه التجريبية ضد اليابان حيث خضع لعملية جراحية.

وكان دروغبا، 32 عاما، هداف الدوري الإنجليزي (29 هدفا)، اتخذ قرارا شجاعا بعد إصابته بالخضوع للعملية من أجل ضمان فرصته في المشاركة في المونديال. ويبدو مدرب كوت ديفوار السويدي سفن غوران إريكسون الذي يخوض ثالث نهائيات له على التوالي متفائلا بقدرة دروغبا المقاتل في خوض المباراة بقوله: «انه يتحسن يوما بعد يوم، علينا الانتظار». ويضم المنتخب الإيفواري عددا من اللاعبين الذين يملكون خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية أبرزهم الشقيقان يايا وكوليه توريه، والمهاجم سالومون كالو.

سلوفاكيا - نيوزيلندا

* وفي الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة يتواجه المنتخبان السلوفاكي والنيوزيلندي المطالبان بالفوز ولا شيء سواه على ملعب «رويال بافوكنغ» في روستنبورغ اليوم.

ويمكن القول إن الفوز سيكون مصيريا للمنتخبين «الصغيرين» لأن المجموعة تضم إيطاليا والباراغواي، وبالتالي سيسعى كل منهما للخروج بالنقاط الثلاث لان التعادل يعتبر بمثابة الضربة القاضية تقريبا لآمال الطرفين لأنه من المستبعد، أقله على الورق، أن يفوزا على المنافسين الآخرين في المجموعة. ويتشارك المنتخبان بواقع أنهما من الضيوف «النادرين» لكأس العالم، كون سلوفاكيا تشارك لأول مرة منذ تفكك تشيكوسلوفاكيا، فيما تعود نيوزيلندا إلى العرس الكروي للمرة الثانية فقط بعد إسبانيا 1982.

وعندما يدخل المنتخب النيوزيلندي إلى مباراته مع نظيره السلوفاكي سيكون قد مر 28 عاما بالتمام والكمال على مباراته الأولى في المحفل الكروي الأهم على الإطلاق، وكانت حينها في مواجهة اسكوتلندا حين سقط منتخب «اول وايتس» 2/5، قبل أن يخسر أمام الاتحاد السوفياتي صفر/3 ثم البرازيل صفر/4.

انتهى انتظار المنتخب الأوقياني الذي استفاد بشكل كبير من انتقال استراليا القوية إلى كنف الاتحاد الآسيوي في 2006، وهو يأمل أن يضيف ثلاث نقاط إلى نقطته الوحيدة التي حصدها سابقا في مسابقات الاتحاد الدولي (فيفا) في مختلف الفئات العمرية وكانت العام الماضي في جنوب أفريقيا أيضا ضمن كأس القارات وذلك بتعادله أمام العراق بطل آسيا.

«أتطلع بفارغ الصبر لكي نبدأ»، هذا قاله مهاجم نيوزيلندا وميدلزبره الإنجليزي كريس كيلن، مضيفا «كنت قريبا من اعتزال اللعب قبل خمسة أعوام، وأنا أقف هنا الآن للمشاركة في كأس العالم، إنه فعلا أمر مميز للغاية».

خطت الكرة النيوزيلندية خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة بدليل تأهل منتخبي تحت 21 عاما وتحت 17 عاما لنهائيات كأس العالم للشباب والناشئين في مصر ونيجيريا على التوالي.

وكان المنتخب النيوزيلندي توج بطلا لأوقيانيا ثم خاض الملحق ضد خامس القارة الآسيوية المنتخب البحريني ونجح في إقصائه اثر تعادله سلبا في المنامة، قبل أن يفوز عليه 1/صفر في ويلينغتون.

ويعتبر معظم لاعبي المنتخب النيوزيلندي نصف هواة وبعضهم بدأ مسيرته في الجامعات الأميركية لكن أبرزهم قائد المنتخب راين نيلسن الذي يعتبر عنصرا أساسيا في خط دفاع نادي بلاكبيرن في دوري الدرجة الإنجليزية الممتازة.

ويشرف على تدريب المنتخب الاوقياني ريكي هيربرت احد أفراد المنتخب الذي شارك في نهائيات كأس العالم عام 1982 في إسبانيا، وهو في الوقت ذاته مدربا لفريق ويلينغتون فينيكس، ممثل نيوزيلندا في الدوري الاسترالي للمحترفين.

ويملك هربرت تطلعات كبيرة ولا يعتبر فريقه مجرد جسر ستعبر عليه المنتخبات الأخرى بقوله: «إذا نجحت السنغال في الفوز على فرنسا في المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2002، نستطيع أن نهزم إيطاليا».

وقدم المنتخب أداء مميزا في تصفيات كأس العالم العام الماضي حيث فاز بخمس باريات على التوالي فيما حقق المهاجم شاين سميلتز رقما قياسيا محليا بتسجيل ستة أهداف في ست مباريات على التوالي.

ويشكل سميلتز مع كيلن ثنائيا خطيرا في خط هجوم منتخب «كيوي»، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة سلوفاكيا التي تأهلت إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخها وذلك على حساب التشيك التي تحدها من الغرب وشريكتها السابقة في الوطنية، وبولندا التي تحدها من الشمال، في حين تمكنت سلوفينيا الواقعة أيضا في أوروبا الشرقية من تدارك الموقف في الملحق وبلغت النهائيات من البوابة الروسية.

وتبدو الكفة راجحة لمصلحة منتخب المدرب فلاديمير فايس من أجل الخروج بالفوز من مباراته الأولى على الإطلاق مع النيوزيلنديين.

ويقول لاعب وسط ماينتس الألماني المخضرم ميروسلاف كارهان، 34 عاما، عن بلاده الصغيرة (49 ألف كلم مربع و5.5 مليون نسمة) التي نالت استقلالها عام 1993 بعد تفكك تشيكوسلوفاكيا التي وصلت بدورها إلى نهائي مونديال 1934 و1962: «بلادنا فخورة بنا. التأهل إلى كأس العالم مهم جدا لإبراز هوية دولتنا اليافعة، لكننا نعلم أن العمل سيكون صعبا للغاية لتحقيق النتائج في النهائيات». لكن كارهان كان من اللاعبين الذي سقطوا ضحايا الإصابات قبيل انطلاق العرس الكروي وسيحرم من المشاركة التاريخية مع زملائه.

ولم تكن الصلابة الدفاعية العلامة البارزة لدى منتخب سلوفاكيا في التصفيات إذ دخل مرماه 10 أهداف في 10 مباريات، لكن هجومه كان قويا وعرف طريق المرمى 22 مرة بفضل تحركات لاعب وسطه ماريك هامسيك، 22 عاما، والتمريرات الحاسمة للاعب وسط نابولي الإيطالي المميز. رغم صغر سنه، إلا أن هامسيك اكتسب ثقة فايس وحمله مسؤولية شارة القيادة.

يقول فايس عن هامسيك صاحب التسديدات القوية: «هو دون شك أحد أكثر اللاعبين قدرة على شغل عدة مراكز، بإمكانه اللعب كلاعب وسط مهاجم أو مهاجم الثاني. منذ انتقاله إلى نابولي، يخوض كل مباراة وكأنها معركة». وأكد فايس أن منتخبه سيعتمد أمام نيوزيلندا على أسلوب هجومي من أجل تحقيق الفوز، مضيفا: «لكنني أتوقع أن يقوم منافسونا بالأمر ذاته أيضا. اعتقد أن فريقنا أفضل، لكن المباراة ستكون صعبة. سيتعقد الوضع في حال أي إخفاق من جانبنا، وهذا الأمر سيدفعنا إلى اختبار أمور أخرى في المباراتين الأخريين». ومن المتوقع أن يلعب الشاب ميروسلاف ستوخ، 20 عاما، الذي قدم موسما مميزا مع تونتي الهولندي معارا من تشيلسي الإنجليزي، إلى جانب هامسيك، فيما سيتولى ستانيسلاف سيستاك دور المهاجم الأساسي، ويأمل مهاجم بوخوم الألماني أن يواصل تألقه بعدما سجل ستة أهداف في التصفيات.

تلقت سلوفاكيا دفعة معنوية قوية بعد شفاء مدافع ليفربول الإنجليزي مارتن سكرتل من إصابته بكسر في قدمه أبعدته عن الملاعب نحو ثلاثة أشهر، وقد أكد فايس أن صخرة دفاعه اقترب من استعادة لياقته بشكل كامل وهناك احتمال كبير أن يشارك أمام نيوزيلندا.

ويأمل السلوفاكيون أن يحذوا حذو «المبتدئين» السابقين الذين نجحوا في مشاركتهم الأولى في تحقيق المفاجأة على غرار أوكرانيا في المونديال السابق عندما وصلت إلى ربع النهائي قبل أن تخسر أمام إيطاليا، والسنغال التي بلغت ربع نهائي 2002، وكرواتيا (كدولة مستقلة) عندما حلت ثالثة في مونديال 1998، ونيجيريا والسعودية اللتين وصلتا إلى الدور الثاني عام 1994، وجمهورية ايرلندا التي وصلت إلى ربع نهائي 1990، والدنمارك التي وصلت إلى الدور الثاني عام 1986.. وصولا إلى كوريا الشمالية التي صدمت الجميع عام 1966 عندما هزمت إيطاليا ووصلت إلى ربع النهائي قبل أن تسقط بصعوبة أمام برتغال إيزيبيو 3/5.