مايكون: لا يمكننا مناقشة قرارات دونغا فهو مثل مورينهو

المدير الفني البرازيلي يفرض قيودا حديدية على لاعبيه والإعلام.. وكاكا جاهز لقيادة الفريق أمام كوريا

TT

حول كارلوس دونغا، المدير الفني لمنتخب البرازيل، معسكر الفريق إلى حصن عسكري صغير، مانعا وسائل الإعلام من متابعة تدريبات السيليساو منذ وصوله إلى مدينة جوهانسبورغ الجنوب أفريقية. وفي محاولة لتفسير موقف المدير الفني البرازيلي، برر البعض موقفه برغبته في الحفاظ على تركيز لاعبيه أسوة بمارشيللو ليبي الذي قاد المنتخب الإيطالي إلى الفوز بمونديال 2006 بالطريقة نفسها، وكذلك خوسيه مورينهو مع الإنتر.

جدير بالذكر أن علاقة دونغا بالصحافة البرازيلية يشوبها شيء من التوتر والخشونة، وهو ما دفع مدرب السيليساو إلى التخلص من الضغوط الإعلامية استعدادا لخوض نهائيات كأس العالم. وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث الأبواب المفتوحة دائما أمام الصحافيين داخل المعسكر وخارجه، فضلا عن الحرية التامة في إجراء الحوارات الصحافية مع اللاعبين والظهور الدوري للمدير الفني في وسائل الإعلام المختلفة، لم يُسمع صوت دونغا منذ وصوله إلى جنوب أفريقيا سوى ثلاث مرات تمثلت في التصريحات التي أدلى بها المدير الفني قبل رحيل المنتخب من البرازيل وفي أعقاب المباريات الودية التي خاضها السيليساو أمام زيمبابوي وتنزانيا. وهكذا، أعاد دونغا إلى الأذهان مواقف خوسيه مورينهو المختلفة مع وسائل الإعلام، وهو ما يعقب عليه مايكون قائلا: «إنهما يتشابهان كثيرا في كيفية تعاملهما مع الصحافة، كما أن صفات دونغا ومورينهو متقاربة بشكل كبير».

من جهة أخرى، فرض المدير الفني في السيليساو قيودا حديدية على لاعبيه، قاصرا الأحاديث الصحافية على اثنين فقط من لاعبيه يوميا، مجبرا إياهم على الإجابة باللغة البرتغالية فحسب حتى إن تم طرح السؤال بلغة أخرى. كما منعهم من الحديث عن أنديتهم أو سوق الانتقالات أو ما شابه، ولذلك جاء رد مايكون على السؤال الذي تطرق إلى مستقبله مع الإنتر وأنباء انتقاله إلى ريال مدريد على النحو التالي: «لا جديد تحت الشمس. على أي حال، ليس هذا بالمكان المناسب للحديث عن بقائي أو رحيلي، فأنا هنا من أجل الحديث حول البرازيل وحلمي بالفوز بالمونديال حتى تكتمل إنجازات هذا العام بالنسبة لي ولجوليو سيزر ولوسيو». وعن إغلاق الأبواب للمرة الثالثة أمام الصحافيين، يعقب مايكون قائلا: «لا تسألونا عن ذلك، فنحن لا نناقش تعليمات وقرارات المدير الفني، بل يتعين علينا التأقلم معها فحسب». ومن جانبه، أرجع رودريغو بافيا، المتحدث الرسمي للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، موقف المدير الفني إلى المشاجرة التي نشبت بين دانيل ألفيس وجوليو بابتيستا يوم الجمعة الماضي، فضلا عن الكرنفال الإعلامي الذي أقامته الصحافة حول إصابة جوليو سيزار في الأيام الماضية.

ومع بداية العد التنازلي للساعات المتبقية على مباراة البرازيل - كوريا الشمالية، كثف المدير الفني في السيليساو تجاربه على التشكيل المشارك في المباراة نظرا لقلة المعلومات الواردة عن أساليب الفريق المنافس. وفي الوقت نفسه، تتزايد ضغوط دونغا على الصحافة مع تزايد احتمالات الدفع براميريس بدلا من إيلانو.

ويدخل كاكا نجم الريال والمنتخب البرازيلي في منافسة حامية مع واين روني من أجل الميدالية البرونزية والمركز الثالث في لائحة نجوم العالم فعلى منصة التتويج يسبقهما كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. والآن، ينظر كاكا حوله ويتأمل ما يمكنه تقديمه في المونديال وسط القليل من اللافتات في الشوارع التي عليها وجهه، والقليل من الصور والتقارير في الصحف البارزة. قبل أول لقاء للسليساو، لم ينجح ريكي في اختراق المونديال، بعد و«مع ذلك سأفوز بالكأس»، هكذا قال لأحد مسؤولي الريال في اتصال تليفوني. لم يكن هذا هو التوقع المعتاد لكنه يعتبر صرخة المعركة. هذا هو التصوير الدقيق لحالته النفسية.

ريكي يعمل ويشحن معنوياته، وفي التقسيمة الأخيرة خلال المران سجل هدفا يشبه أهدافه عندما كان في الميلان حيث قطع ثلاثين مترا والكرة بين أقدامه ثم لمسة سحرية مستغلا خروج الحارس غوميز. ابتسم دونغا سعيدا وهمس لمساعده قائلا: «إنه جاهز». لقد راهن كارلوس في كل شيء على نجم الريال الخافت قليلا، وانتظره على الرغم من إصابته بالتهاب في عضلات الفخذ وتجنب اختيار من كان يمكن أن يكون ندّا له (رونالدينهو) واختار طريقة تكتيكية قادرة على الاستفادة بشكل كبير من هجمات كاكا الخطيرة. وقبل السفر إلى جنوب أفريقيا، توقع المدير الفني للمنتخب البرازيلي على الفور أن يكون كاكا قادرا على الفوز بهداف البطولة بفضل المساحات التي سيتمكن لويس فابيانو من خلقها له عبر تحركاته الأفقية.

لم يغفل مهاجم السيليساو أي شيء من مسيرة الإعداد للمونديال، وخضع في الخمسة أيام التي سبقت معسكر الفريق كوريتيبا لتدريبات خاصة وشاقة لتقوية العضلات بعد موسم صعب اكتنفته خلاله إصابات عديدة. وبالتالي الخطر الوحيد حاليا هو الرغبة في القيام بأكثر من المطلوب، كما صبَّ كاكا جُلّ تركيزه على مونديال 2010، فبطولة كأس عالم يتوج فيها بطلا قد تغيّر قائمة عظماء كرة القدم وبالتالي قد تطلقه إلى الفوز بالكرة الذهبية التي لم تمنح بعد هذا العام. يشعر ريكي أنه جاهز بنسبة مائة في المائة ويروق له الفريق الذي أسسه دونغا حيث التشكيل المكون من نجم (كاكا) والعديد من اللاعبين أصحاب القوة الجسمانية، وهو مقتنع أن منتخب البرازيلي سينطلق بقوة بدءا من دور المجموعات، بالفوز أيضا على البرتغال التي بها خصمه وصديقه كريستيانو رونالدو. كل شيء بعد ذلك سيأتي خلال مشوار البطولة. ويحلم لاعب الميلان السابق بمباراة نهائية أمام توريس ورفاقه ليظهار للجماهير الإسبان من هو كاكا الحقيقي.

خلال مؤتمر صحافي أمس، امتدح مايكون لاعب الريال الفذ بكلمات عظيمة، وقال: «رأيته بحالة جيدة للغاية في المران، وفيما بيننا نحن جميعا كلاعبين على يقين من أن كاكا سيقدم مونديالا كبيرا». وهذه ليست رسالة بالصدفة فريكي، بطبيعته، ليس قائدا لكن لوسيو وخوليو سيزار اللذين ربما يمتلكان شخصية أقوي مقارنة بنجم الميلان السابق يسعيان لمنحه درجات القائد لجعله يتولى المسؤولية بشكل أكبر. لقد فشل كاكا جزئيا مع الريال أيضا لشعوره بأنه واحد من عديدين وليس لاعبا «خاصا». المباراة الأولى أمام عدّائي كوريا الشمالية المجهولين ستقول إذا كان السباق بين ريكي، وميسي وكريستيانو رونالدو قد بدأ بالفعل أما لا.