لبنان: فتفت يضع استقالته النيابية والسياسية بتصرف الحريري

«الداخلية»: فوز مرشح «المستقبل» في انتخابات المنية الفرعية

TT

أعلنت أمس وزارة الداخلية اللبنانية النتائج النهائية الرسمية للانتخابات النيابية الفرعية في دائرة المنية - الضنية، التي أفضت إلى فوز مرشح تيار المستقبل كاظم صالح خير، الذي نال 20 ألف صوت، في مواجهة مرشح المعارضة كمال الخير، الذي نال 14 ألف صوت. لكن تداعيات الإخفاقات المحدودة التي أصابت تيار المستقبل في الانتخابات البلدية الأخيرة بدأت تطفو على السطح، من خلال إعلان النائب أحمد فتفت أنه وضع استقالته النيابية وكقيادي في تيار المستقبل بتصرف رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك على خلفية الأجواء التي رافقت الانتخابات البلدية في قضاء المنية - الضنية، وخسارة التيار لعدد من البلديات، في هذه المنطقة التي تعتبر رافدا مهما لخزان «المستقبل» الشعبي لأكثر من عشر سنوات.

وأحدثت استقالة فتفت المفاجئة صدمة في أوساط مناصري «المستقبل» الذين تفاوتت آراؤهم بين من حمله شخصيا مسؤولية الخسارة الانتخابية لبلديات في الضنية (مسقط رأسه)، وبين من يعتبر أن ثمة عوامل عدة كانت وراء الخسارة البلدية ومنها التحول في سياسة «المستقبل» خصوصا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق، وتدني الخدمات العامة في المنطقة، التي تصنف محرومة إنمائيا، إضافة إلى عامل التنافس العائلي وليس السياسي في الانتخابات البلدية. وإثر الإعلان عن وضع استقالته بتصرف الرئيس الحريري، قال النائب فتفت لـ«الشرق الأوسط»: «لقد اتخذت هذا القرار لقطع الطريق على من يستغل نتائج الانتخابات البلدية، أنا لا أنكر أنني أخطأت في مكان ما، وها أنا أتحمل مسؤولية هذا الخطأ بكل جرأة، بعدما أجريت تقييما للمرحلة التي رافقت الانتخابات البلدية»، مؤكدا أن استقالته التي وضعها بتصرف الحريري «تشمل كل العمل السياسي بما فيها مركزي كنائب في البرلمان، وعضو في كتلة المستقبل النيابية»، مشيرا إلى أن قرار الاستقالة سلمه لرئيس الحكومة بعد يومين من انتخابات الشمال البلدية، وأنه آثر عدم إعلانها إلى ما بعد الانتخابات النيابية الفرعية في المنية - الضنية التي أفضت إلى فوز مرشح المستقبل كاظم الخير كي لا تستغل الاستقالة ضد التيار، وقال «بعد أن ربحنا الانتخابات الفرعية أعلنت استقالتي وأتحمل المسؤولية».

ولاحقا عقد فتفت مؤتمرا صحافيا أوضح فيه أنه قدم استقالته من تيار المستقبل ووضعها بتصرف رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك بسبب النتائج الانتخابية في الشمال. وأشار إلى أنه قدم تقريرا مفصلا للحريري يوم 2 يونيو (حزيران) الجاري عن خلفيات نتائج الانتخابات البلدية في الشمال.

وكشف أنه وضع استقالته بتصرف الحريري بعد صدور نتائج الانتخابات البلدية في الشمال بـ48 ساعة. واعترف أنه قام بهذا الأمر لقناعته بأن يتحمل كل مسؤول نتيجة أخطائه في مرحلة ما. لافتا إلى أن «كل الأخطاء ستبحث في اجتماع مع الحريري ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة لمحاسبة المقصرين». وقال: «لقد حاول البعض ممن يدعي المسؤولية السياسية في الضنية استغلال بعض نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة لشن حملة من الافتراءات وحتى الشتائم وهذا لم يكن يوما من شيمنا»، مضيفا: «لقد سعوا لجرنا إلى مهاترات إعلامية لاستغلالها انتخابيا في الانتخابات الفرعية مما جعلني استنكف عن الرد في حينه إفشالا لمخططهم».

أما على صعيد الانتخابات النيابية الفرعية فقد أوضح النائب المنتخب كاظم الخير أن «عدد الأصوات التي نالها في الانتخابات الفرعية في المنية - الضنية تعتبر جيدة، لكون الانتخابات فرعية، ونظرا للحرب الإعلامية التي خاضها ضدنا خصومنا وحلفاء الأمس»، مشيرا إلى أن «هذه الحرب كانت قوية ولكن منطقة المنية - الضنية أثبتت أنها وفية لمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وللرئيس سعد الحريري».

وقال: «نجحنا في مواجهة الأموال الطائلة التي صُرفت في هذه المعركة ومواجهة تدخلات البعض من داخل المنطقة ومن خارجها». ولفت إلى أن النائب السابق جهاد الصمد «اعتبر الاستحقاق الفرعي معركته، وخاض الانتخابات بكل ثقله وكأنه هو المرشح، وهكذا فعل النائب السابق أسعد حرموش، الذي حاربنا على الرغم من أن الجماعة الإسلامية أعلنت دعمها بالكامل لمرشح تيار المستقبل».