بلجيكا تستيقظ على انتصار ساحق للانفصاليين

رئاسة الوزراء قد تعود للفرانكوفونيين

TT

بدأ ملك بلجيكا، ألبرت الثاني، أمس، مشاورات مع قادة الأحزاب السياسية، حول تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك في أعقاب الانتخابات التشريعية التي جرت أول من أمس، وحقق فيها الفلامانكيون الانفصاليون فوزا كبيرا.

وحسب النتائج النهائية التي أصدرتها اللجنة الوطنية للانتخابات صباح أمس، فإن حزب «التحالف الفلامانكي الجديد» (انفصالي) حصل على 17.4% من إجمالي الأصوات متقدما بـ4% تقريبا عن الحزب الاشتراكي الذي حصل على 13.7%. وبهذا يرتفع عدد مقاعد التحالف الفلامانكي في البرلمان إلى 27 مقعدا بعد أن كان ثمانية فقط في السابق، ويرتفع عدد مقاعد الحزب الاشتراكي من 20 إلى 26 مقعدا.

وحقق حزب «التحالف الفلمنكي الجديد» الانفصالي فوزه الساحق في إقليم فلاندرز الشمالي الذي يتحدث الهولندية مقابل فوز ساحق للحزب الاشتراكي في إقليم والونيا الجنوبي المتحدث باللغة الفرنسية. وكان الصراع على تقاسم السلطة بين الجانبين قد أدى إلى سقوط الحكومة السابقة في ابريل (نيسان) الماضي، قبل عام على نهاية ولايتها. لكن رغم اختلاف وجهات نظر الحزبين حول عدد من النقاط، يتوقع أن يدخل الفلامانكيون والاشتراكيون في محادثات لتشكيل تحالف. ويعتقد أن رئيس الحزب الاشتراكي الوالوني اليو ديريبو، هو المرشح الأوفر حظا لرئاسة الائتلاف الحكومي المقبل، خصوصا أن بارت ديويفر زعيم التحالف الفلامانكي الجديد الذي فاز بالانتخابات، أبدى عدم معارضته لرئاسة شخصية والونية للحكومة. وإذا تحقق هذا السيناريو فإن البلاد ستشهد أول رئيس للوزراء من الوالونيين الفرانكوفونيين منذ أكثر من 36 عاما.

واعتبر العديد من المراقبين في بروكسل، النتائج التي تمخضت عنها انتخابات أول من أمس، «صفحة جديدة» قد تغير مستقبل البلاد التي تعيش مرحلة مخاض سياسي وثقافي ولغوي. كما رأوا أن الانتخابات أسفرت عن أكبر نتيجة يحققها حزب فلامانكي مطالب بالاستقلال في انتخابات تشريعية فيدرالية.

كذلك، كان لافتا أن الحزب المسيحي الديمقراطي خسر 6 من المقاعد الـ23 التي كانت بحوزته في البرلمان السابق، فيما وصف بأنه أكبر خسارة في تاريخ الحزب، وذلك لصالح التحالف الفلامانكي، الشريك السابق في التحالف الذي قاد الائتلاف الحكومي، والذي استقال قبل شهرين.

وقالت انجي فيرفوت (من الديمقراطي المسيحي) إنها «صدمة ولكن يبدو أن قدر الأحزاب التي تقود الحكومات في الدول الأوروبية أن تخسر الانتخابات خلال الفترة الأخيرة». وقال وزير الدفاع السابق بيتر دوكيرم الذي ينتمي إلى نفس الحزب «يجب علينا أن نحترم النتائج». من جانبه قال بارت ديويفر زعيم التحالف الفلامانكي أمام مؤيديه «اليوم نكتب التاريخ ومن يريد التغيير يسير إلى الأمام ومن لا يريد يظل مكانه لا يتحرك»، وأصبح من حق التحالف الفلامانكي قيادة حكومة ائتلافية في البلاد.