دخول مشروع المدرسة الجاذبة إلى 80 مدرسة بعد حصوله على جائزة مكة للتميز

مدير تعليم القنفذة لـ«الشرق الأوسط»: المشروع اختياري وتطبيقه يتطلب اشتراطات عالية

TT

تعتزم إدارة تعليم الليث تعميم مشروع المدرسة الجاذبة على مدارسها بعد تحقيقه جائزة مكة للتميز، وسط تأكيدات بأن 80 مدرسة تقدمت بطلب تطبيقه في العام المقبل والعمل على توفير شروطه ومتطلباته.

وأوضح الدكتور محمد بن إبراهيم الزاحمي مدير التربية والتعليم في محافظة القنفذة «أن مشروع المدرسة الجاذبة أحد المداخل لتطبيق الجودة الشاملة الذي طرح على مجلس التربية والتعليم بالمحافظة في 7/3/1429هـ».

وأضاف «حددت حينها أهدافه المتمثلة في توظيف التقنية وأدواتها ووسائلها في الدروس وتعزيز شخصية الطالبات واكتشاف الميول والاهتمامات وجوانب القوة لديهن وتطوير قدراتهن وتنمية الإبداع وتطويره». واستطرد «وهو يهتم بطريقة التدريس الحديثة وتنوعها وتعزيز القيم وإدخال عنصر المتعة في الدراسة من خلال إيجاد مجموعة من الأفكار في المناشط وطرائق التدريس، وهو يركز على البيئة الصفية والمدرسية عموما». مشيرا إلى أن المدرسة الجاذبة هي المدرسة التي تقدم برامج تعليمية وتربوية نوعية من أجل إعداد متعلمات دائمات التعلم وإكسابهن المعرفة والاستعداد للتطورات الحياتية وتحقيق ذواتهن، ليتمكن من تحقيق أهدافهن وهن متمتعات بالمواصفات والمهارات السليمة.

وبين مدير تعليم القنفذة «أنه خلال الفصل الدراسي الثاني لعام 1429/1430هـ قمنا بتشكيل اللجان المختلفة، ثم فرق العمل على مستوى مكاتب التربية والتعليم بالقنفذة والقوز وحلي وثريبان ونمرة والمظيلف ووضعت برامج تدريبية وتطويرية وتوعوية لفريق المشروع والاستفادة من الخبرات المتوفرة وحدد المشروع معايير المدرسة الجاذبة».

وأشار إلى «أنها معايير الجودة في البيئة المدرسية للمعلمات وللمديرات وللبيئة الصفية وعلاقات التواصل وتحقيق رضا المستفيد، ومعايير للبيئة المدرسية نفسها». مؤكدا «استفدنا من تجارب كثيرة في بناء هذه المعايير وعلى بعض الجوائز المشهورة والأبحاث التي تدعم المعايير ودفعت للميدان».

وأوضح مدير تعليم القنفذة «كانت في البداية اختيارية من المدارس، بمعنى المدرسة التي ترغب في الانضمام لهذا المشروع تتقدم لنا ونضيفها للمدارس، وكانت بداية تطبيق المشروع في الفصل الدراسي الأول من العام الحالي». موضحا «المشروع لم يغفل دور أولياء الأمور، ففيه جوانب تؤكد دور الأسرة من خلال زيارة المدرسة ومتابعة الطالبات وحضور مجالس الأمهات والاهتمام بوجبة الإفطار والنظافة وتهيئة الأجواء المناسبة في المنزل حتى تكون الأسرة شريكا للمدرسة في عملها». وتابع «المشروع يعتمد على مستويات في التقييم الذاتي الذي تقوم به المدرسة نفسها، والتقويم من قبل المشرفة المتابعة للمدرسة، ومن خلال لجنة من المشرفات التربويات المختصات، وللمشروع لجنة رئيسية عليا برئاسة مدير التربية والتعليم، ولجان فرعية في كل مكتب تربية وتعليم لمتابعة هذه المدارس، ومشرفة في كل مكتب تربية وتعليم».

ويوضح الدكتور الزاحمي أن «المشروع بدأ بعدد بسيط من المدارس ووصل حاليا إلى 40 مدرسة، والانضمام للمشروع يتم من خلال طلب المدرسة عندما ترى أن لديها الاستعداد لتطبيق مشروع المدرسة الجاذبة بعد دراسة المعايير والضوابط والأهداف المعممة لجميع المدارس سابقا».

وأضاف «تم تقويم المدارس المشتركة في المشروع خلال شهر ربيع الأول الماضي، ووجدنا النتائج مشجعة بدرجة كبيرة، وكرمنا المدارس الحاصلة على المراكز الأولى، ومنحنا شهادات تقدير لجميع المدارس المشتركة باعتبارها رائدة ومتميزة».

وبين «حقق المشروع الكثير من الإنجازات في الميدان، وأصبحت المدارس مبهجة ومنتجة للكثير من الأفكار الإبداعية التي كانت مبادرات من المدرسة نفسها بعد أن طرحت لها الأفكار وأعطيت هذه المدرسة مفاتيح في معالجة الكثير من القضايا وظهرت ابتكارات كثيرة في مجالات تتعلق بالمستوى التحصيلي والمجالات الصحية وطرائق التدريس والتعزيز والتشجيع، وأصبح لكل مدرسة رؤية ورسالة وأهداف محددة وواضحة وظاهرة في أماكن بارزة في المدرسة وبعض المدارس وضعتها في خطاباتها الرسمية».

واستطرد «كما قامت بعض المدارس بإنشاء مواقع إلكترونية تتواصل من خلالها مع أولياء أمور الطالبات، ونظمت هذه المدارس برامج ثقافية وترفيهية لتنمية مواهب الطالبات وتحديد ركن لهواياتهن، واستخدام أساليب تدريس متنوعة كالإنشاد واللعب واستخدام كرسي الطالبة المتميزة، والمدرسة الجاذبة تعمل بروح الفريق الواحد والعمل الجماعي، ونجح المشروع في القضاء على الكثير من المشكلات السلوكية والتحصيلية، وقد حصدت هذه المدارس الكثير من الجوائز في التحصيل والابتكارات والمخرجات على مستوى المملكة وخارجها».

وبين مدير تعليم القنفذة «الآن لدينا 40 مدرسة جاذبة، وهناك إقبال واضح من المدارس للانضمام خلال العام المقبل بعد دراسة الطلبات المتقدمة، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد ليصل إلى 80 مدرسة في العام المقبل».

وتابع «من البرامج التي نفذتها هذه المدارس، قطار التفوق، وكرسي التميز، وفارسة الإملاء، وأبراج التميز، وجائزة المنى، ونحو سلوك أفضل، ولن أغيب أبدا، وبنك التميز، وكن فعالا، والسبورة الذكية، وحقيبة المعلمة المستجدة، ونحو بيئة آمنة، واترك المكان خيرا مما كان، وانتظامك دليل حرصك، وعلاج تدني أدوات المستويات الضعيفة، وسجلي حضورك بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم».

وحول الفوز بجائزة مكة للتميز، أكد مدير التربية والتعليم في محافظة القنفذة أن حصول محافظة القنفذة على جائزة مكة للتميز الإداري لمشروع «المدرسة الجاذبة» يعد وسام شرف على صدر منسوبي التربية والتعليم وأبناء محافظة القنفذة.

وقال الزاحمي «نشكر أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على هذه الجائزة التي ستكون حافزا لنا في التربية لبذل المزيد من الجهد والعطاء، وهي وسام شرف على صدورنا في التربية والتعليم، وستحفزنا لمواصلة الجهد والعطاء للرقي بمستوى التربية والتعليم لما نجده من أمير المنطقة من رعاية ودعم»، مشيرا إلى أن الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة ووزير التربية والتعليم جعل بلادنا، ولله الحمد، تتفوق في الكثير من المجالات.