أبو مازن يبلغ ميتشل رفضه رفعا جزئيا للحصار: لا يوجد بين بين

تلقى تطمينات بأن الموقف الأميركي بشأن البناء الاستيطاني لم يتغير

TT

أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، مبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل، أمس رفض السلطة الموافقة على أي آلية لا تنهي الحصار تماما عن قطاع غزة. وتعتبر السلطة ذلك مجرد، ألاعيب علاقات عامة.

وتركزت محادثات أبو مازن مع ميتشل الذي وصل المنطقة أول من أمس والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، على مسألة رفع الحصار الإسرائيلي على القطاع، حيث أكد أبو مازن ضرورة الرفع الشامل والكامل للحصار. وقال لميتشل إن ذلك سيخلق مناخا جديدا يدفع محادثات السلام في المنطقة.

ونقل صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية عن أبو مازن قوله لميتشل «لا يوجد بين بين.. أما أن يكون هناك حصار أو يرفع هذا الحصار الذي يستهدف حياة 1.5 مليون إنسان فلسطيني». وأصر أبو مازن على أن «يحقق رفع الحصار مجموعة من النقاط الأساسية، أهمها تلبية الحاجات الأساسية الكاملة للفلسطينيين في غزة، والسماح بوصول بضائع الضفة الغربية إلى قطاع غزة ويجب أن تصل بضائع غزة إلى أسواق الضفة الغربية.. هذا الحصار يشكل عقوبات جماعية على 1.5 مليون إنسان لا يوجد ما يبرره ويبرر استمراره وبالتالي هناك 6 معابر رئيسية بين إسرائيل وقطاع غزة يجب أن تفتح وتعمل بالكامل». ودعا أبو مازن الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق رفع الحصار كاملا. وتحدث أبو مازن عن خفض إسرائيل لعدد الشاحنات المسموح لها بدخول القطاع، وضرب مثلا لميتشل كيف أنه خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2007 دخل إلى قطاع غزة أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بالبضائع، بينما في الثلاثة أشهر الأولى من عام 2010 دخل 3600 شاحنة فقط، (أي نحو 10%).

وقال عريقات في مؤتمر صحافي «المسألة لا تتعلق بتخفيف الحصار، فهذا لا يكفي، والرئيس أبو مازن يريد أن يصل قطاع غزة 100% من حاجاته، أي رفع شامل للحصار».

وأضاف «تم الاتفاق على استمرار الحديث مع الإدارة الأميركية، وهناك حوار مع الاتحاد الأوروبي، ومع الجميع حول هذه المسألة».

واتفقت السلطة مع حركة حماس في رفضها تخفيف الحصار، وقال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، أمس، إن مطلب الشعب الفلسطيني وأحرار العالم هو «رفع وكسر كامل للحصار الصهيوني على قطاع غزة»، رافضا أي محاولة لتجميل الحصار أو تكريسه بشكل جديد. وقال هنية في خطبة الجمعة في مسجد غزة، «العدو الصهيوني أعلن تخفيف الحصار، وما نريده إنهاء كامل للحصار.. هذا هو مطلب شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وكذلك أحرار العالم». واعتبر هنية أن «غزة لم تعد وحدها». وقال «بفعل حركة التضامن الشعبية بات الرأي العام العالمي يناصر ويفعل جهود كسر الحصار، حتى بات هذا الحصار يحاصر من حاصروا غزة».

وأضاف «أردوا (إسرائيل) أن يمنعوا عن القطاع كل شيء، ولكننا أمام مرحلة للانكسار في الموقف الصهيوني بفعل صمود شعبنا وهذه الأمة الخيّرة التي حاول الإعلام الإسرائيلي أن يظهرها بأنها أمة مشلولة، ولكن خلال هذه الحصار تبين أن الأمة حية». وتابع «كسر هذا الحصار ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني ثم بفضل شعوب هذه الأمة وأحرار العالم، والحكومات لم تعمل على فك الحصار بل إنهم أرادوا أن يستمر الحصار، والحراك من أجل كسر الحصار اليوم هو بفضل الله ومن ثم بفضل صمود شعبنا، وبفضل الشعوب التي أرادت أن يكسر».

أما المسألة الثانية التي تطرق لها لقاء أبو مازن - ميتشل، فكانت مسألة التوسع الاستيطاني في القدس، وقال عريقات «المسألة الأخرى التي أثارها الرئيس هي ما صدر عن الجانب الإسرائيلي من تأكيد بناء 1600 وحدة استيطانية في مستوطنة رموت شالوم في القدس الشرقية المحتلة».

وأوضح عريقات أن ميتشل، أكد لأبو مازن أن الالتزام الذي أعطي من الإدارة الأميركية بعدم البناء «ما زال قائما ولم يتغير». وكان إعلان اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس المحتلة عن إقرار، من الناحية القانونية، إقامة الحي الاستيطاني الذي أثار خلافا حادا مع الإدارة الأميركية في وقت سابق أثار غضب السلطة التي قالت إن الأمر يعني نسف جهود السلام.

وكانت إسرائيل قد أبلغت واشنطن قبل شهور بأن القرار لن يرى النور قبل عام ونصف، وبناء على ذلك وافقت السلطة على بدء مفاوضات غير مباشرة لاحقا لمدة 4 أشهر.

وقد يعود ميتشل إلى المنطقة نهاية يونيو (حزيران) الحالي لإجراء مزيد من المحادثات غير المباشرة التي تركز على قضيتي الحدود والأمن.