الجيش يزيل الحواجز في الجنوب القرغيزي.. والأوزبك حذرون

الحكومة تمدد الطوارئ.. وتستعد لتنظيم الاستفتاء الدستوري

TT

بدأت القوات القرغيزية في إزالة الحواجز التي تقسم مدينة أوش الجنوبية المحترقة، أمس، في حين مددت الحكومة حالة الطوارئ في بعض الأقاليم، حيث قتل ما يصل إلى ألفي شخص في اشتباكات عرقية.

وأزالت السلطات الحواجز المؤقتة في وسط أوش لكن السيارات والإطارات وأكوام الركام المعدني بقيت موجودة في الطرقات المؤدية إلى المناطق التي يسكنها الأوزبك، الذين لا يزالون خائفين من وقوع مزيد من العنف. وقال عامل إنشاء أوزبكي يدعى صابر ميرزاشاريبوف (42 عاما): «انظروا إلى الوضع الذي أصبحت عليه هذه البلدة. لم العجلة في إزالة هذا الحواجز؟».

وأوقعت الاشتباكات العرقية في جنوب قرغيزستان ألفي قتيل، وشردت 400 ألف شخص احتشدوا في مخيمات رثة على الحدود القرغيزية - الأوزبكية التي تلفحها الشمس، دون وصول يذكر للمياه النظيفة أو الطعام.

وقال شهود عيان إن العنف اندلع في العاشر من الشهر الحالي بهجمات منسقة لأفراد مجهولين ملثمين، وسرعان ما أدت إلى قتال ضار بين الأوزبك والقرغيز. وهوجمت الأسر التي يغلب عليها الأوزبك خلال ثلاثة أيام من الاضطرابات، في حين سوت الحرائق مناطق بأكملها بالأرض. وتقول الأمم المتحدة إن ما يقدر بمليون شخص تضرروا. ولاقت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا، التي تولت السلطة عقب الإطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف، في انتفاضة السابع من أبريل (نيسان) الماضي، صعوبة في بسط السيطرة على الجنوب المدمر.

ومددت الحكومة المؤقتة أمس حالة الطوارئ في أوش وثلاث مناطق محيطة حتى 25 من يونيو (حزيران) الحالي، وذلك قبل يومين من عزمها على إجراء استفتاء على تعديل دستوري يؤول بموجبه مزيد من الصلاحيات لرئيس الوزراء. كما تفرض السلطات، حظرا للتجول أثناء الليل في أوش.

وتقول السلطات القرغيزية في المدينة، إن الحواجز يجب أن تزال للمساعدة في استعادة الحياة الطبيعية. وقال مسؤول أمن قرغيزي عند نقطة تفتيش للشرطة، رفض ذكر اسمه: «هم أوزبك، لكنهم مواطنون قرغيز. لا قيود على تنقلاتهم». وكان يرتدي قميصا ونظارة داكنة، ومسلحا ببندقية كلاشنيكوف.

لكن المواطنين الأوزبك خائفون من وقوع المزيد من العنف. وقال ميرزاشاريبوف: «إن كثيرا من الأوزبك لن يبرحوا منازلهم مطلقا، وسئل ماذا سيفعل إذا استؤنفت الاشتباكات، فقال: «سنموت فحسب. لا مفر». ويقارب العدد الرسمي للقتلى 190 قتيلا، لكن الحكومة تقول إنه من المحتمل أن يكون أكثر من ذلك بعشر مرات.

وحث المبعوث الأميركي الخاص بآسيا الوسطى قرغيزستان، أول من أمس، على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين بسلام. ودعا روبرت بليك، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، بعد محادثات أجراها مع مسؤولين قرغيز إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي بشأن الأسباب المحتملة لاندلاع العنف. وواجه الجيش القرغيزي الصغير الحجم، الذي يفتقر إلى العتاد المناسب، صعوبة في فرض النظام في الجنوب، ولم تتمكن منظمات الإغاثة من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا لأسباب أمنية.

والى جانب المخيمات على جانبي الحدود القرغيزية - الأوزبكية، يعيش بعض اللاجئين في أوضاع بائسة على مشارف أوش.

يشار إلى قرغيزستان مكونة من مزيج من القبائل والعشائر، وتسببت الإطاحة بباقييف في اندلاع قتال ضار للسيطرة على الأموال، في بلد يقع على طريق تهريب المخدرات من أفغانستان.

وهناك تنافس دائم بين القرغيز والأوزبك الأغنى تقليديا. ويقول مراقبون إن أنصار باقييف يلعبون على الانقسامات العرقية لمحاولة استعادة السلطة. واتهمتهم الحكومة المؤقتة بتأجيج العنف، لكن باقييف، الذي يعيش في منفاه بروسيا البيضاء، نفى أي تورط له في تلك الأحداث.