طاقم دولي يشغل حديقة إيبكوت سنتر في أورلاندو الأميركية

يصلون إلى أميركا عبر تأشيرة «ميكي ماوس» الخاصة للعمل في عالم والت ديزني

الجناح المغربي في إيبكوت سنتر («الشرق الأوسط»)
TT

حديقة إيبكوت سنتر الترفيهية ضمن عالم والت ديزني التي تضم خليطا من الجنسيات والأعلام والملابس التقليدية لا تفعل ذلك فقط بغرض العرض لجمهور الحديقة، لكنها بالضرورة تضم خليطا من جميع أنحاء العالم للعمل داخلها.

وفي تقرير لوكالة «د.ب.أ» نرى الناس بأزيائهم التقليدية في طريقهم إلى اليابان والمكسيك والنرويج ودول أخرى. وهناك غرفة ملابس كبيرة مملوءة بأزياء الكيمونو والليدرهاوسن والملابس التقليدية الأخرى من جميع المقاسات من الأرض إلى السقف.

هذا المشهد وراء الكواليس الذي لا يراه زوار عالم والت ديزني في فلوريدا يجعل الدول في حديقة إيبكوت تخرج إلى الحياة. ويندفع الناس وهم في العشرينات في التحدث بلغاتهم الوطنية، مع فحص البريد الإلكتروني في غرفة للكمبيوتر أو تصفيف شعورهم في أحد الصالونات قبل الإسراع إلى سلسلة من المناطق الخارجية التي تمتد وراء إيبكوت.

حينئذ يمرون عبر باب ينقلهم إلى عالم آخر، حيث يمكن للزوار أن يسافروا من فرنسا إلى المغرب في مجرد عدة خطوات في إطار معرض عالمي يشكل مع الجزء الخاص بعالم المستقبل الحديقة، وهي واحدة من بين أربع حدائق في عالم ديزني في فلوريدا.

ويأتي آلاف الشباب من أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة للعمل في هذه الحديقة بالذات، وهؤلاء العمال المؤقتون ربما لا يشعرون بأنهم يعملون في أرض أجنبية، فهم محاطون في مكان عملهم بأناس من بلادهم ويختلطون في صيغة مقلدة من أراضي أوطانهم، مما يعني أن يعطوا للسياح جرعة من السفر الدولي من دون جواز سفر.

وعندما وضع مؤسس والت ديزني تصور حديقة إيبكوت في أواخر السبعينيات، صور مكانا للزوار لتجربة ثقافات عالمية من دون حتى مغادرة مستنقع فلوريدا الذي حوله إلى «أكثر الأماكن السحرية على كوكب الأرض». وقد أراد أن يجعل ذلك أمرا حقيقيا. فبدلا من تشغيل عمال محليين من فلوريدا في الحديقة، تم ابتداع برنامج عمل جديد يجلب بصفة مؤقتة شبابا أجانب إلى عالم بديل، حيث يعملون في بيئة مقلدة لبلدانهم تمثلها معالم شهيرة والأطعمة والتذكارات الوطنية.

وقد أدت الهجرة المستمرة إلى عالم ديزني كذلك إلى إيجاد تأشيرة جديدة. فقد طورت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرة «كيو1» جديدة وتعرف أيضا باسم «تأشيرة ميكي ماوس»، مما يجعل البرنامج ممكنا حسبما يشرح داني ميكلر مدير العمليات للبرامج الدولية بحديقة إيبكوت.

وعلى عكس التأشيرة الطلابية، فإن تأشيرة «كيو1» تسمح لمتلقيها بالعمل ما دام يحافظ على عناصر برنامج التبادل الثقافي «لغرض توفير التدريب العملي والتوظيف والمشاركة في تاريخ وثقافة وتقاليد البلد الأم للأجنبي» وفقا لوزارة الخارجية.

وتكون التأشيرة سارية لفترة لا تتجاوز 15 شهرا، لكن برنامج ديزني يستمر لمدة عام.

وقالت وكالة خدمات الهجرة الأميركية إنه يمكن للمتقدمين التقدم بطلب التأشيرة لأكثر من مرة واحدة، لكنهم يجب أن يغادروا البلاد لمدة عام واحد على الأقل.

وبدأ البرنامج في عام 1982 بعدد 30 «عضو فرقة» فقط كما تسمي ديزني موظفيها. وقد زاد العدد منذ ذلك إلى 7000 من 64 دولة. ومن الدول الممثلة في مركز إيبكوت ألمانيا واليابان والمغرب والمكسيك والدول الأفريقية في حديقة سفاري مملكة الحيوانات في ديزني.

ويشكل الطاقم الدولي الآن ما يقرب من سدس الموظفين في عالم ديزني، وتدفع رواتبهم بنظام الساعة وفقا لمسمى الوظيفة. وقال ميكلر إن ديزني ترسل أعضاء جددا إلى أنحاء العالم في البرنامج التنافسي الذي يشارك فيه واحد من كل سبعة، مع تركز الاهتمام الأكبر بالبرازيل والصين.