فرقة «كالينكا» ودمية «الماتروشكا» تبهران المشاهدين في تونس

في أيام الفنون الشعبية الروسية

TT

أضفت أيام الفنون الشعبية الروسية التي احتضنتها «دار الثقافة ابن رشيق» بالعاصمة التونسية، الكثير من الحيوية والنشاط على المتفرجين الذين حضروا لاكتشاف روائع الفنون الشعبية الروسية بعدما وصلتهم في السابق روائع الباليه الروسي. أبهرت فرقة «كالينكا» للرقص الفلكلوري الحاضرين مساء الأربعاء الماضي بمختاراتها الموسيقية القادمة من جبال الأورال ومن نهر الفولغا. اللوحات الراقصة التي قدمتها الفرقة تحت إدارة «ألكسندر فيليبوف» لم تقتصر على الفلكلور الروسي بل سعت إلى الانفتاح على الموروث الشعبي العالمي من خلال تقديم رقصات فلكلورية عربية وإسبانية وكوبية كذلك.

الفرقة التي لم يتجاوز عمر معظم أفراد راقصاتها حدود الـ16 سنة أدت بامتياز كثيرا من الرقصات والحركات... وما يلفت الانتباه في ذلك دقة الحركات وانسجامها الكامل مع الموسيقى، إلى جانب الرشاقة والصرامة الكاملة في أداء تلك الخطوات... فتيات صغيرات تماما مثل الفراشات على خشبة المسرح أظهرن الكثير من المهارات في أداء رقصات لم يكن من الممكن بالنسبة لهن حتى مجرد التفكير في رقصة دخيلة على معسكر شرقي حاول الانغلاق ولم يفلح في ذلك.

ولعل أفضل ما تمتع به الحاضرون في تلك الأمسية الفنية الراقية رقصة حملت اسم «الرقص بالملاعق» وهي تظهر من خلال مختلف فقراتها أن الموسيقى ليست في حاجة ماسة إلى جوقة كبيرة من الموسيقيين، فقد اعتمدت الفرقة على مجموعة من الملاعق لأداء رقصات إسبانية صميمة، مما أبهر الحاضرين ونال استحسانهم.

وقدمت فرقة «كالينكا» عرضا موسيقيا فلكلوريا مدته لم تتجاوز حدود الأربعين دقيقة، ولكن الرقصات التي أدتها الفرقة أثارت انتباه كل الحاضرين وكشفت لهم عن طاقة إبداعية كبرى لدى الكثير من الشعوب فجاءت رقصات تحت أسماء كثيرة من بينها على وجه الخصوص «الدمى الروسية» ورقصة «موسكو الأجراس تدق»، و«رقص عربي» و«رقص إسباني» وهو ما جعل الحاضرين يتأكدون أن الفرقة الروسية جاءت محملة برسالة خفية مفادها الدعوة إلى الانفتاح على العالم الخارجي، وهو ما لم يكن متاحا في فترة من فترات التاريخ القريب. الطفلة الروسية الصغيرة المسماة «كاتيا» ساهمت بدورها في الحفل ورقصت على أنغام أغنية وردة الجزائرية «حرمت احبك» فأضفت الكثير من الحبور على وجوه الحاضرين.

أيام الفنون الشعبية الروسية بتونس تضمنت أيضا معرضا للصناعات التقليدية الروسية من بينها على وجه الخصوص «الماتروشكا» وهي تحفة مصنوعة من الفخار والخشب وهي دمية روسية متكونة من نصفين متساويين وهو ما يشكل عروسا منتفخة تخفي في داخلها مجموعة من العرائس الصغيرة الواحدة تفتح على الثانية إلى أن تصل في نهاية المطاف إلى دمية صغيرة بحجم عقلة الإصبع.

العرض تضمن كذلك مجموعة من العرائس الجميلة المصنوعة من «السيراميك» إلى جانب لوحات فنية مبتكرة من الجلد والقماش، وهو ما جعل القادمين إلى هذه الأيام الروسية للفنون الشعبية يطلعون ولو بنسبة بسيطة على خصائص من حياة المعسكر الشرقي الذي ظل معسكرا مغلقا طوال عقود من الزمن.