حراسة المرمى مشكلة جديدة تواجه المنتخب الإيطالي في غياب بوفون

بعد الخروج من المونديال وقبل الاستعداد لتصفيات يورو 2012

TT

ودعت إيطاليا المونديال والآن تستعد للمرحلة المقبلة في ظل العديد من علامات الاستفهام في الفريق، لكن مشكلة حراسة المرمى تمثل القلق الأكبر لدى جماهير الأزوري في ظل الإصابة التي يعانيها الحارس المخضرم جان لويجي بوفون في ظهره وستبعده طويلا عن الملاعب.

حارس المرمى الذي سينزل إلى الملعب في أول مباراة للمنتخب الإيطالي بقيادة المدرب الجديد تشيزاري برانديللي، في 11 أغسطس (آب) المقبل، قد لا يكون مسموحا له بالخطأ، فلم تعد هناك كرة جابولاني ليلعنها، ولا مباريات تقام على ارتفاع كبير يسبب سرعة مفرطة في سير الكرة، لا شيء سوى القلق من الأداء وغياب حارس عملاق هو بوفون قائد الأزوري في المستقبل والذي سيغيب عن عرين منتخب إيطاليا حتى يناير (كانون الثاني) على الأقل، حيث ستنتهي فترة التوقف بسبب الجراحة التي سيخضع لها في الظهر في الفترة المقبلة.

وهكذا، تبدأ مهمة المدير الفني الجديد بمشكلة ليست هينة بالمرة، نظرا لأن حارس يوفنتوس هو أحد نجوم العالم في مركزه، كما أن إيطاليا ستكون مضطرة للعب سبع مباريات على الأقل من دونه، 4 رسمية ضمن تصفيات أمم أوروبا 2012 و3 تجريبية، تبدأ في أغسطس (آب) المقبل ثم اثنتان في التصفيات في نوفمبر (تشرين الثاني). وعليه، بالطبع سيكون برانديللي مشتتا بين الرغبة في التجريب بالنظر لمستقبل غير واضح الملامح (بوفون في يناير المقبل سيبلغ 33 عاما وعلى الرغم من عشقه للأزوري بلا حدود فقد تتملكه الرغبة في المحافظة على حالته البدنية) وبين ضرورة خلق فريق منسجم وجمع نقاط كي لا يتعرض لخطر عدم المشاركة في بطولة يورو 2012 التي ستقام بتنظيم مشترك بين أوكرانيا وبولندا.

فلنقل الحقيقة وهي أن الحارس ماركيتي، 27 عاما، لم يكن مقنعا في المونديال لكن من المؤكد أنه هو وسيريغو، 23 عاما، سيتم أخذهما في الاعتبار بقوة مع العلم أنه قد يوضع بجانبهم حارس صاعد مثل فيفيانو (أحد ناشئي فيورنتينا)، لكن يتعين على كافة حراس المرمى في الدوري أن يثبتوا كفاءتهم وخصوصا الصاعدين منهم، ولذا، لو كانت المباراة الأولى في أغسطس غير مقنعة، قد يختار المدير الفني من أجل لقاءات الثلاث نقاط حراسا من ذوي الخبرة الذين لا يرتعشون في المباريات المهمة، وبالتالي، علاوة على دي سانكتيس الصلب للغاية والذي يشيد به الجميع، ليس مستبعدا أن يمنح برانديللي فرصة لأبياتي وستوراري (كلاهما 33 عاما) واللذان لعبا لأندية كبيرة ولهما تاريخ طيب مع المنتخب.

مدرب حراس المرمى الذي سيكون مع المدير الفني سيقودنا إلى الحل، أيضا في حالة دي بالما، وهو مدرب الحراس الذي طلب برانديللي من الاتحاد الإيطالي أن يكون معه (بالإضافة إلى فينتوراتي وكاسيلاتو)، لكن وضعه الرسمي لم يعلن بعد. في واقع الأمر، أبدى نادي فيورنتينا رغبته في التخلي عنه وبالطبع الاتحاد الإيطالي سيرضي المدير الفني الذي بإمكانه هكذا أن يحدد خياراته بهدوء لا سيما بعد المشكلة التي ظهرت في مركز حراسة المرمى في انتظار عودة القائد بوفون.

وفي ظل هذه المشكلة طرحنا ثلاثة أسئلة بهذا الشأن على إنريكو ألبيرتوزي، 70 عاما، حارس مرمى الأزوري السابق:

* ألبيرتوزي، سيواجه المدير الفني الجديد مشكلة في حراسة المرمى، على من يركز؟

- أعتقد أنني لو كنت مكانه سأختار أحد الحراس الشباب، وماركيتي في هذا المونديال لم يكن بلا أخطاء، ومثال لذلك هدف سلوفاكيا الأول، لكنه خاض تجربة مهمة وستكون مفيدة له، وكنت لأمنحه الثقة. كما أن سيريغو وفيفيانو بارعان لكن لا بد أن نرى كيف سيؤدون الموسم المقبل. في البداية يغفرون لك كل شيء لكن الصعب هو إثبات الذات.

* وماذا لو كان هناك حراس أصحاب خبرة مثل دي سانكتيس، أبياتي أو ستوراري مع المنتخب لحين عودة بوفون؟

- جميعهم بارعون لكننا هكذا نعود إلى الوراء فلن يكون هناك خليفة لبوفون. هذه هي المشكلة الحقيقية: أن لا أحد خلف جيجي بوفون في الوقت الحالي يمكن أن يقاربه في المستوى.

* تريد أن تقول إن الأمر في زمنك كان مختلفا..! - بخلافي أنا ودينو زوف، كان هناك عشرة حراس آخرين بإمكانهم بهدوء اللعب في المنتخب الإيطالي من دون أن يخجل أحد، حراس مثل: فييري، كاستيلليني، ماتريل، أنزولين وغيرهم. لكن الآن، على العكس، وفي وجود مدربي حراس مرمى متخصصين، تدهورت مدرستنا في حراسة المرمى. ستكون المشكلة ناجمة من مسألة أن أغلب هؤلاء المدربين لعبوا في دوري الدرجة الثالثة كحد أقصى. ربما يستمع بوفون لهؤلاء الخبراء لكن ربما يقول لآخرون «سمعا وطاعة» ثم يفعل ما يتراءى له. لتدريب حارس في السيري إيه نحتاج لمدرب حراس مرمى لعب في السيري إيه، وأنا قمت بذلك لفترة مع ناشئي فيورنتينا ورأيت فيفيانو وهو ينشأ. إنه يتمتع بقوة كبيرة وهو هادئ من حيث الطباع، بإمكانه أن يصنع مستقبله.