ليبيا: القمة الخماسية أفرزت وجهتي نظر لتطوير الجامعة العربية

مبارك اقترح صيغة وسطية لتغيير اسم الجامعة إلى «اتحاد الجامعة العربية» بدلا من «الاتحاد العربي»

زعماء الدول العربية الخمسة في افتتاح قمتهم لبحث اصلاحات الجامعة العربية في صورة تذكارية مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى في طرابلس أمس (رويترز)
TT

أرجأت القمة العربية الخماسية التي عقدت في طرابلس بليبيا، أمس، بحث إقامة «الاتحاد العربي» إلى القمة الاستثنائية العربية المقرر عقدها في موعد غايته شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بينما وافقت على اقتراح الرئيس المصري حسني مبارك بأن يكون التغيير في اسم الجامعة في حدود إضافة كلمة «الاتحاد» فقط، على أن يكون اسمها «اتحاد الجامعة العربية»، وأقر قادة مصر وليبيا واليمن وقطر والعراق في قمتهم، أمس، إنشاء مجلس لرؤساء الحكومات العربية، يعنى بمتابعة القضايا الاقتصادية.. وكان لافتا، أمس، عقد قمة عربية من دون إلقاء كلمات، فقد بدأت أعمال القمة بمناقشة جدول الأعمال المحدد وهي الأوراق التي أعدتها الأمانة العامة والمبادرات التي قدمتها 15 دولة عربية، بينما حرص الزعيم الليبي معمر القذافي على عقد لقاء برعايته بين كل من الرئيس المصري حسني مبارك، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ثم انضم إليهم قادة العراق واليمن والأمين العام.

ووفقا لوكالة الأنباء الليبية فقد انتهت القمة العربية الخماسية التي عقدت في طرابلس، أمس، لمناقشة سبل تطوير جامعة الدول العربية، إلى خلاف بين الداعين إلى تسريع إقامة «اتحاد عربي»، وبين المطالبين باتباع «منهج التطوير التدريجي» والإبقاء على الجامعة العربية.

وشارك في هذه القمة الزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والرئيس العراقي جلال طالباني، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وكانت قمة سرت العربية الأخيرة التي عقدت في أواخر مارس (آذار) الماضي شكلت لجنة خماسية عليا تضم الدول الخمس المشاركة في قمة طرابلس «لإعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك» وعرضها على قمة عربية استثنائية تعقد في التاسع من أكتوبر المقبل.

وجاء في البيان الختامي لهذه القمة الذي نقلته وكالة أنباء الجماهيرية الليبية أن «الرؤية الخاصة بتطوير جامعة الدول العربية والأجهزة الرئيسية التابعة لها اتضح من النقاش الذي دار حول هذا الموضوع وجود وجهتي نظر».

وتابع البيان: «تهدف الأولى إلى إحداث تعديل جذري وشامل وبوتيرة سريعة لإقامة اتحاد عربي والاتفاق على ميثاق جديد تنفذ عناصره في إطار زمني محدد».

وأضاف: «في حين تتبنى الثانية منهج التطوير التدريجي والإبقاء على مسمى الجامعة العربية في المرحلة الحالية وإرجاء بحث إقامة الاتحاد في أعقاب تنفيذ خطوات التطوير المطلوبة وتقييمها».

وأوصت قمة طرابلس بـ«قيام الدول العربية بتأهيل مفرزة في قواتها المسلحة للمساهمة في عمليات حفظ السلام»، ودعت إلى أن يصبح الأمين العام لجامعة الدول العربية «رئيس المفوضية» العربية، يعاونه عدد من المفوضين يشرف كل منهم على قطاع محدد.

وأخيرا كلفت الأمانة العامة للجامعة العربية «إعداد البرنامج الزمني (في حدود خمس سنوات) اللازم لتنفيذ خطوات تطوير منظومة العمل العربي المشترك والتبعات المالية المترتبة على ذلك».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قدم مجموعة من المقترحات حول الاتحاد العربي وتشكيل لجنة تنفيذية ولجنة عليا ووزراء متفرغين وتمت مناقشة هذا المقترح، لكن الدول الأربعة الأخرى رأت أن هذا يحتاج إلى تغيير جذري وشامل، وبناء عليه اقترح الرئيس حسني مبارك أن يكون التغيير متدرجا ووفق جدول زمني مدته من عامين إلى خمسة أعوام، وأن يترك تغيير اسم «الجامعة العربية» إلى «اتحاد الجامعة العربية» للقمة العربية المقرر انعقادها في شهر أكتوبر المقبل في ليبيا، وأن لا تحذف كلمة الجامعة من الاسم الجديد، بحيث يحتفظ بكلمة الجامعة بدلا من تسمية «الاتحاد العربي».

وأفادت المصادر أن الأمانة العامة للجامعة العربية قدمت في الاجتماع الوزاري نحو 16 مقترحا منها عقد قمة عربية مرتين في العام واحدة رسمية، والثانية تشاورية من دون رسميات، وإنشاء مجلس للحكومات يعنى بالقضايا الاقتصادية، وقد تمت الموافقة على هذه المقترحات من قبل القادة العرب.

وحصلت «الشرق الأوسط» على البيان الختامي للقمة الخماسية التي انعقدت وسط تعتيم إعلامي كامل بحيث لم تخرج منها أي تسريبات عن مضمون اجتماع القادة الخمسة.

وينص البيان على:

1 - أوصى قادة الدول العربية الخمس بعقد قمتين في العام، واحدة رسمية والثانية تشاورية.

2 - عقد قمم عربية نوعية مثل الثقافة والتنمية.

3 - أوصى القادة العرب بإنشاء مجلس تنفيذي على مستوى رؤساء الحكومات للاهتمام بالقضايا الاقتصادية.

4 - الإسراع باتخاذ خطوات للبرلمان العربي، وأن يعقد اجتماع لوزراء العدل والخارجية لتهيئة إنشاء محكمة العدل العربية.

5 - إعادة تشكيل مجلس الأمن والسلم العربي مع مراعاة التوزيع الجغرافي.

6 - تشكيل قوة حفظ سلام عربية يحدد عددها الدول المشتركة.

7 - التزام الدول العربية بتعيين مندوبين متفرغين على مستوى الأمانة العامة بدلا من الجمع بين سفير في القاهرة ومندوب دائم لدى الجامعة العربية.

8 - إنشاء جهاز تنسيقي عربي للإغاثة وتقديم المساعدات.

9 - مشروع التطوير والتحديث سوف يتم متدرجا وفي مدة تستغرق من عامين إلى خمسة أعوام وليس جذريا وفوريا.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع شهد جدلا حول تشكيل مفوضيات بدلا من منصب مساعد الأمين العام، وأن يكون المفوض متفرغا ودائما في المجالس الوزارية.

وعلى صعيد ذي صلة أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أن «جو الاجتماع كان وديا وممتازا وحظي باحترام كل الأفكار»، ووصف اجتماع القادة الخمسة بأنه من أهم الاجتماعات الجادة التي اهتمت بالتطوير والتغيير لمنظومة العمل العربي المشترك.

وقال زيباري: «إن العراق مع عدم تغيير اسم الجامعة العربية ويؤيد اقتراح الرئيس حسني مبارك الذي طرح فيه الاحتفاظ باسم الجامعة مع إضافة كلمة (اتحاد) ليكون الاسم الجديد المطروح في القمة المقبلة (اتحاد الجامعة العربية)».