انقطاع التيار الكهربائي يشمل أعضاء الحكومة العراقية داخل المنطقة الخضراء

المالكي يقوم بتشغيل مولده بعد شموله بالقطع.. ونائبه العيساوي يترك مكتبه خلال ساعة الانقطاع

TT

مع بداية «انتفاضة الكهرباء» كما يحلو لبعض العراقيين تسميتها التي بدأت أولى شراراتها في مدينة البصرة قبل نحو 10 أيام شعر الكثير من العراقيين بالراحة لقرار الحكومة العراقية بإزالة خطوط الطوارئ التي تمتع بها المسؤولين في الحكومة طيلة السنوات الأربع الماضية، حيث بات يشملهم القطع المبرمج أو غير المبرمج.

وأصبح الآن الكل سواسية، فعندما يحرم أغلب العراقيين من نسمات الهواء البارد نتيجة انقطاع التيار الكهربائي من الشبكة الوطنية، تنقطع تلك النسمات عن المسؤولين في عموم المنطقة الخضراء. ويبدأ الجميع في البحث معا عن بدائل الاشتراك اليومي في مولدات عامة في الشارع أو المولدات المنزلية التي تستهلك الكثير من الطاقة لتوليد الكهرباء.

وداخل المنطقة الخضراء صار من المألوف أن ترى بيوت المسؤولين بلا كهرباء، مثلها مثل بيت علي حسن المواطن الكادح الذي يخرج في الصباح الباكر من أجل قوت عياله ليعود إلى بيته مساء ليجده بلا كهرباء. في بيت رئيس الوزراء نوري المالكي الواقع وسط المنطقة الخضراء الذي تحيطه بيوت أخرى لرجال الحمايات الخاصة به وربما لأعضاء مكتبه الموجودين في ذلك المنزل أكد سكان هذا المنزل لـ«الشرق الأوسط» أن الكهرباء تنقطع يوميا عن منزل رئيس الوزراء كما تنقطع في بيوتهم المحيطة به وأنه (رئيس الوزراء) يقوم مع أفراد حمايته بتشغيل المولد الخاص به. ويشير مصدر من منزله إلى أن المالكي عادة وقبل أن تشمل المنطقة الخضراء بالقطع المبرمج يقوم بإطفاء كل المصابيح الفائضة عن الحاجة، وقد شدد على وزير الكهرباء أن يقوم بالقطع ابتداء من منزله.

الأمر ذاته يحدث في منزل رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء ومكاتبه القريبة من المنزل، وقد أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المولد الخاص بمنزله لا يكفي لتشغيل المكيفات، لكنها تديم العمل لحين عودة التيار الكهربائي. ويؤكد أحد أعضاء مكتبه أن المكتب الذي يعمل به غير مرتبط بذلك المولد وعندما يقطع التيار الكهربائي فإن عليه ترك المكان والعمل في مكان آخر لحين عودة التيار الوطني كل 4 ساعات.

وفي منزل طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، الجميع يدرك أن القطع على المنطقة الخضراء ساهم بشكل فعلي في زيادة ساعات منح الكهرباء لبقية مناطق بغداد وهم يعلمون أن ما كانوا يشعرون به من تكييف دائم جاء على حساب آلاف العراقيين ممن يشعرون بالحر الشديد.

وتحتاج مدينة بغداد إلى 2400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية على الأقل. وكانت الحكومة العراقية قد قامت بشمول المنطقة الخضراء بالقطع المبرمج، في حين كانت في السابق تتمتع بـ24 ساعة كهرباء، كما أنها قلصت الكهرباء عن مناطق أخرى في العاصمة غير حيوية كانت تتمتع بـ24 ساعة كهرباء ونتيجة لهذا الإجراء وفرت الحكومة 3 ساعات كهرباء إضافية إلى مدينة بغداد.

عدد من العراقيين أشاروا إلى أن شمول المنطقة الخضراء وبيوت المسؤولين بالقطع المبرمج جاء نتيجة للضغط الشعبي الكبير على أعضاء تلك الحكومة، ومنهم من أكد أن هناك تحسنا فعليا في عدد ساعات المنح الكهربائي خلافا لما كان عليه الوضع في السابق، داعين إلى الضغط مجددا من أجل الحصول على كل الحقوق لأبناء الشعب، وعلى أعضاء الحكومة توفيرها لأنهم موظفون لدى هذا الشعب.

يذكر أن مظاهرات كثيرة جابت شوارع عدد من المحافظات للمطالبة بتحسين الواقع المتردي للخدمات والطاقة الكهربائية مما حدا بوزير الكهرباء إلى الاستقالة، فيما تم اتخاذ إجراءات تتمثل في إزالة التجاوزات وقطع خطوط الطوارئ وشمول المنطقة الخضراء والمسؤولين بالقطع المبرمج.